قمحيّة
المواطن السوري اليوم أشبه بحبة القمح, قمحة تمور بالحياة وترغب بالتفتح والنمو وسط بيئة ملائمة.. أضع حبة قمح على راحة يدي وأتأمل عبرها تاريخ السلالات التليدة والقبائل العديدة ، منذ عَبَدَ أجدادنا إله القمح "داجون" وصولا إلى السباكيتي والأندومي والكورن فليكس، فأرى أن مورثات الخوف من مناقير الطيور تفوق رغبة الانغراس في التراب الوطني، وأن غرابيل الحكومة لاتلتقي مع مناخل المعارضة: حبوب قاسية وأخرى طرية, حورانية وشامية، صورية وطليانية، بعضها مزروع على ضفاف الأنهار وأخرى مرمية في البوادي وعلى سفوح الجبال, وجميعها تتنافس على الإنتاج بالرغم من عدم التكافؤ بينها..
وكما هو معروف، تحتاج حبة القمح ، كي تحقق استمرار وجودها، إلى تراب وماء وعرق ودماء: أربعة أقانيم تشكل مكونات تاريخ الحنطة السورية العتيد، من حدود الفرات شمالا حتى حدود اليرموك جنوبا, ومن بياض المتوسط غربا حتى سواد العراق شرقا، بحيث يمكن التأكيد أن لهذه العشرين مليون قمحة، التي تغلي داخل القِدر الوطني الكبير، تاريخ هوليودي مشترك, وثقافة شرقية خليطة, وأديان ومذاهب عديدة, وسلالات وعقيدة, وحكايات مجيدة, تشكلها وتلونها,تفصلها وتجمعها، بحيث تغدو كصحن التبولة الشهيرالذي يتشارك مع كأس العرق السوري المنقطع النظير في تشكيل هويتنا الوطنية حتى الثمالة: طعام ليس بطعام وشراب ليس ماء..بصحتكم وأكملوا ماتبقى من عندكم و..كاس أم اللي مابيحبكم..
نبيل صالح
نكتة: بعد علاج طويل أقنع الطبيب مريضه النفسي بأنه ليس حبة قمح وأن الدجاجة لن تأكله عند خروجه من العيادة, غيرأن المريض رفض الخروج, فسأله الطبيب:
- ولكن ألم تقتنع بأنك لست حبة قمح؟
- المريض: أنا شخصيا اقتنعت, ولكن, هل تستطيع أن تقنع الدجاجة في الباحة بأني لست حبة قمح؟.
التعليقات
صافيتا
بصحتك
برافو
بحبك وبكرهك
إلى (ماس)
!!!
مالذي تريد الوصول إليه
عتب - السيد مجهول
كل عام و الجميع بخير
لم احقد ابدا
الى ماس
عيب
عن الوحدة الوطنية واشياء اخر
ما بين الأمس واليوم
كاسة عرق!!!
قمحيّة
إضافة تعليق جديد