كيف نواجه أسوأ مخاوفنا
إن أسوأ مخاوف المرء هو أن يواجه عدواً هو نسخة قديمة عنه..
علينا أن نعترف: أنهم يُصلون مثلنا ويقرأون قرآننا ويحجون إلى كعبتنا ويتكلمون لغتنا نفسها ويصومون رمضان مثلنا.. وفي الواقع فإن كلينا نسختان متشابهتان ولكن غير متطابقتين ، هم قادمون من زمن إسلامي ماضٍ ونحن مسلمون معاصرون واكبنا تدرج الزمان حتى وصلنا إلى اختراع عالمي اسمه المواطنة، لهذا أرى إنه صراع بين زمنين، بين نسختنا التكفيرية الميتة التي قامت فجأة على غفلة منا، ونسختنا المتوازنة الجديدة التي تجاوزت طباع شخصيتنا القديمة وأفكارها، فإما أن نحسم أمرنا ونجدد إسلامنا بما يتلاءم مع عصرنا أو نتخلى لهم عنه مهزومين، والتحديث ببساطة يبدأ بحذف كل ما لا يلزم لهذا الزمان: إذا يكفينا اليوم من الجهاد خدمة جيش الوطن، ومن الصلاة يوم العطلة، ومن الزكاة تأدية ضرائب الخزينة العامة، ومن الصيام الكف عن النميمة والكلام السيئ بحق الآخرين مؤيدين كانوا أم معارضين، مسلمين أو يهودا أم مسيحيين، ومن القراءة ـ التي أمرنا القرآن بها ـ أحدث الكتب والأفكار، ومن التوحيد التخلي عن المذاهب المتكلسة وآلهتها المتخاصمة.. والواقع إني أرى في مبادئ الثورة الفرنسية النسخة المعدلة عن الثورة المحمدية، ولو جاء الرسول الأكرم في هذا الزمان لما زاد على القوانين المدنية شيئاً، غير أن الرب ـ كما يبدو من أحوالنا ـ غاضب علينا إلى درجة أنه ابتلانا بنسختنا القديمة كي ننتبه إلى انتهاء مدة صلاحيتها، ونعمل على استخدام عقولنا التي وضعها لنا في رؤوسنا لتجديد وتطوير ديننا.. أما أن نعتقد أننا سنواجه السلفيين المتشددين بسلفيين معتدلين والدواعش بالإخوان المسلمين ـ كما يقول الأمريكيين ـ فهاذا أمر لانهاية ولاحدود له، إذ القتل يفاقم القتل والدم يجر الدم وإن الله لايحب المجرمين الكفار منهم والمتدينين ..آمين
تنويه: لايجب أن نختبىء وراء إصبعنا ونقول أن داعش ليست من الإسلام في شيء، فالواقع أنها تشبه كل مقاتلي الأديان الإبراهيمية في الشرق القديم من يهود ومسلمين وصليبيين.
نبيل صالح
التعليقات
اقتسام الكغكة
داعش لا تشبه كل مقاتلي
التحديث
الدين والمسلمات والعقل
سوريانا
كيف نبني الإنسان السوري؟
تابع: كيف نبني الإنسان السوري؟
إضافة تعليق جديد