«اللاجئون السوريون» يتمتعون بكفاءات عالية ودول أوروبية تسارع لدمجهم واستثمار إمكانياتهم
تتكشف عبر العديد من التحقيقات والاستطلاعات التي تجريها العديد من الشركات الأوروبية، حقيقة الدور الفاعل الذي يقدمه «اللاجئون السوريون» في أوروبا، عبر دخولهم سوق العمل بمئات الشهادات الجامعية في الدول التي دخلوا إليها، والتي تعاني مسبقاً من مشاكل في سوق العمل، ما يكشف مسارعة هذه الدول فتح أبوابها أمام السوريين الفارين من إرهاب تنظيمات ومجموعات مولت وسلحت هذه الدول إرهابييها وسهلت انتقالهم إلى سورية. فالاتحاد السويدي للصيادلة مثلاً شكا لحكومة بلاده أن عملية المصادقة على شهادات 200 إلى 400 صيدلاني سوري تتأخر كثيراً وأنه بحاجة ماسة إليهم ليحلوا مكان ربع عدد الصيادلة الذين سيتقاعدون قريباً، فيما اعترف رئيس وكالة التوظيف الألمانية فرانك يورغن فيز أن المواطنين الهاربين من الإرهاب من سورية، غالباً ما يتمتعون بمستوى جيد من التعليم، لذا، فإنه «مرحب بهم جداً في ألمانيا»، موضحاً أن هذه الفئة من اللاجئين قد تسهم في سد العجز ببعض الوظائف التي تحتاج إلى مهارات، وفقاً لما ذكره فيز في حديث مع صحيفة ألمانية. وبينت وكالة «فرانس برس» للأنباء في تقرير أعدته أمس، أن السويد ومنذ أن فتحت أبوابها لـ«اللاجئين السوريين» الهاربين من الحرب في سورية، استقبلت «رقماً قياسياً من اللاجئين وبات عدد صغير إنما متزايد منهم يحصل على وظائف في سوق العمل المحلية».
وتناول التقرير حالة السوري رامي صباغ المحلل المالي البالغ من العمر31 عاماً، ويتولى رئاسة اجتماع في إحدى قاعات مقر شركة «سبوتيفاي» لخدمة الموسيقا الرقمية في ستوكهولم، بعد أن وظفته الشركة العملاقة في آذار الماضي بعد فترة اختبار من أربعة أشهر.
وفتحت السويد أبوابها للسوريين الهاربين من الحرب في أيلول 2013، ومنحتهم تراخيص إقامة تلقائياً ورفعت عدد طلبات اللجوء إلى مستويات قياسية يعد الأعلى في دول الاتحاد الأوروبي، وفقاً لمكتب «يوروستات».
ومذذاك وصل إلى السويد أكثر من 40 ألف سوري، بمن فيهم 30 ألفاً من اللاجئين الـ80 ألفاً الذين وصلوا العام الماضي.
ويقول التقرير: إن نسبة البطالة بين المقيمين غير السويديين يزيد الضعف تقريباً عن المعدل الوطني المقدر بـ7.8% وثلاثة أضعاف للاجئين من إفريقية والشرق الأوسط، ما ساهم في دعم اليمين المتطرف المناهض للهجرة في بلد ذاع صيته بأنه الأكثر ليبرالية في أوروبا من ناحية استقبال طالبي اللجوء، خاصةً أن أغلبية اللاجئين الجدد تفتقر إلى التعليم العالي وبالتالي يجدون صعوبة في الحصول على وظائف، إضافة إلى حاجز اللغة وقلة الوظائف لأصحاب المهارات المحدودة في اقتصاد يتميز بتكنولوجيته الحديثة، ما جعل عملية اندماج المهاجرين في المجتمع صعبة.
لكن تقرير فرانس برس يعترف أن هذه الصورة ستتغير إذ إن «اللاجئين السوريين» يأتون الآن بكفاءات عالية.
وأوضح المسؤول عن عملية دمج اللاجئين في مكتب التوظيف السويدي العام يوهان نيلاندر أنه «منذ بدء الأزمة في سورية لاحظنا ارتفاعاً مستمراً في مستوى التعليم للأشخاص في برامج الدمج». ففي 2014 كان ربع عدد اللاجئين من أصحاب التعليم العالي بزيادة نسبتها 5% مقارنة بالعام 2014. وكان لدى أكثر من ثلثي اللاجئين مهارات تتناسب مع الوظائف المخصصة لحملة الشهادات. وقال نيلاندر: «من السهل مواجهة المشاكل والتحديات لكن هذا الأمر يشكل أيضاً فرصة مهمة للسويد»، مضيفاً: إن البلاد تعتمد على الموظفين الأجانب لسد حاجاتها في سوق العمل جراء نسبة المسنين بين السكان.
المصدر: الوطن+ وكالات
إضافة تعليق جديد