«النصرة» تبدأ التهام «فصائل الرياض»..«داعش» يحاول التمدّد شرقاً
بعد أكثر من شهرين على هدوء الجبهة الشرقية في سوريا، وتحديداً في دير الزور التي يحاصرها تنظيم «داعش»، أعاد مسلحو التنظيم إشعال الجبهة عن طريق شن هجمات عدة، تبعها اختراق لمنطقة الصناعة، في وقت بدأت فيه «جبهة النصرة» شن معارك عنيفة على فصائل وقعّت على الاتفاق الذي عقد في الرياض، والذي اعتبره زعيم «النصرة» يشكل «تهديداً للمشروع الجهادي» في المنطقة، في حين ثبتت قوات الجيش السوري وجودها على تلال جبل النوبة الاستراتيجي في ريف اللاذقية بعد خمسة أيام من محاولة الفصائل المسلحة استعادة الجبل.
ففي الشرق السوري، شنّ مسلحو تنظيم «داعش» هجوماً عنيفاً على مواقع الجيش السوري في ما تبقى من أحياء مدينة دير الزور المحاصرة منذ أكثر من عام، حيث فجر مسلحو التنظيم ثلاث مفخخات قبل أن يتمكنوا من اختراق منطقة الصناعة والسيطرة عليها بشكل كامل، لتردّ قوات الجيش السوري بعملية واسعة لاستعادة المنطقة تحت غطاء جوي سوري ـ روسي مكثّف.
وقال مصدر ميداني، إن اشتباكات عنيفة تدور في الوقت الحالي في منطقة الصناعة التي استعاد الجيش السوري بعض أجزائها، في حين يحاول مسلحو «داعش» فتح جبهات جديدة في محيط المطار العسكري. وتسببت الغارات، التي شنتها المقاتلات السورية والروسية، بمقتل نحو 35 مسلحاً من التنظيم تمّ نقل جثثهم إلى مدينة البوكمال في ريف دير الزور. وأكد مصدر أهلي أن مسلحي التنظيم قاموا بدفن جثث القتلى، وإرسال مقاتلين جدد إلى الجبهات المشتعلة في محيط المدينة.
وتأتي هجمات «داعش» في وقت تعاني فيه دير الزور من حصار شديد منذ أكثر من عام، تسبب بنزوح نحو ثلثي سكان المدينة التي كان يعيش فيها أكثر من 300 ألف نسمة، بعد سلسلة الأزمات الغذائية والطبية، والتي تسببت بوفاة أكثر من 25 شخصاً، معظمهم من الأطفال بسبب عدم توفر الحليب، وفق مصدر طبي.
من جهتها، بدأت «جبهة النصرة» حملة واسعة في الشمال السوري تستهدف فصائل عدة وقعت على الاتفاق الذي وقع في الرياض. وقال مصدر معارض، إن مسلحي «النصرة» داهموا مقار «الفرقة الوسطى» التابعة إلى «الجيش الحر» والمقرّبة من حركة «أحرار الشام». كذلك شنت «النصرة» هجوماً على مقر «الفرقة 13» أيضاً، وذلك في سياق حملة للقضاء على هذه الفصائل التي تعتبر أنها «تشكل خطراً على المشروع الجهادي في المنطقة».
وأثارت هجمات «النصرة» موجة ردود فعل في أوساط الفصائل المسلحة في ريف حلب الشمالي، خصوصاً أن فصائل عدة تستهدفها «النصرة» تعتبر تابعة إلى «أحرار الشام» التي شاركت في مؤتمر الرياض وانسحبت منه، الأمر الذي يفتح الباب على معارك عنيفة في الريف الشمالي لحلب، خصوصاً أن حملة «النصرة» جاءت بُعيد إصدار تنظيم «جند الأقصى» إصداراً صوتياً اتهم فيه الذين شاركوا في مؤتمر الرياض بـ «الخيانة والردّة».
إلى ذلك، أعلنت «الوحدات الكردية» والفصائل التي تؤازرها في «قوات سوريا الديموقراطية» سيطرتها على سبع قرى جنوب مدينة عين العرب في ريف حلب، حيث تقدمت نحو سد تشرين القريب من منبج معقل «داعش» في ريف حلب الشرقي. وفي وقت لا تتمتع فيه القرى السبع التي سيطرت عليها «الوحدات الكردية» (قرى صغيرة) بأية أهمية استراتيجية، لكن تمثل هذه الخطوة تقدماً لـ «الوحدات» في ريف حلب الشرقي نحو معاقل التنظيم التي ظلت بعيدة عن المعارك منذ سيطرة «داعش» عليها قبل نحو عامين.
علاء حلبي
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد