«جنيف»: وفد الرياض حردان ووالوفد السوري غير متعجل طالما الجيش يتقدم

03-02-2016

«جنيف»: وفد الرياض حردان ووالوفد السوري غير متعجل طالما الجيش يتقدم

كل ما يجري في جنيف يؤكد أن المحادثات غير المباشرة بين الوفد الحكومي الرسمي ووفود المعارضات لم تبدأ بعد، رغم إعلان المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا بدءها. كل ما يجري يؤكد أن الوضع صعب للغاية ووصل إلى حالة يرثى لها الوفد الحكومي يؤكد أن المحادثات غير المباشرة «لا تزال في مرحلة التحضيرات» ويطالب دي ميستورا بـ«أجندة واضحة»، ووفد معارضة الرياض يرفض لقاء كان مقرراً مع دي ميستورا، ويقول: إنه لم يدخل في المحادثات غير المباشرة بعد ويهدد بمغادرة جنيف خلال أيام قليلة، إذا لم تنفذ شروط.
وفي مجريات اليوم الخامس من محادثات جنيف اجتمع المبعوث الأممي إلى سورية مع الوفد الحكومي لأكثر من ساعتين، أكد عقبه رئيس الوفد بشار الجعفري في مؤتمر صحفي أن الوفد الحكومي جاء إلى جنيف دون شروط مسبقة ولن يقبل بأي شروط مسبقة من أحد.
وأوضح أن الوفد الحكومي ملتزم بمضمون رسالة الدعوة التي وجهها دي ميستورا ومضمون القرار 2254 في حين يتعامل الطرف الآخر مع هذه المسألة بطريقة الهواة وليس كالسياسيين المحترفين. وأضاف: إن «هذا الحوار وفقاً للقرار 2254 ورسالة الدعوة هو حوار سوري سوري بامتياز يقوده السوريون أنفسهم دون شروط مسبقة ودون تدخل خارجي.. وهذه العبارة مفتاحية في فهم وتفسير لماذا جئنا إلى جنيف».
وبين الجعفري أنه حتى اختيار وفود المعارضات حسب القرار 2254 شأن سوري سوري ولا تفرضه الرياض ولا غيرها وأن السوريين يقررون بأنفسهم من سيتحاور مع الوفد الحكومي.
وتابع: «ما زلنا في المرحلة التحضيرية للمحادثات غير المباشرة وناقشنا مع دي ميستورا أهمية هذه المرحلة التحضيرية لجهة معرفة مع من سنتحاور حوارا غير مباشر وحتى هذه اللحظة لا نعرف من الوفود الأخرى التي يفترض أنها تمثل المعارضات السورية وفقا لمضمون القرار 2254». وأوضح الجعفري «طلبنا من دي ميستورا أن يوافينا بأسماء المشاركين والإعداد الجيد لجدول أعمال هذا الحوار أو هذه المحادثات غير المباشرة» لافتاً إلى أن المسائل الإجرائية «أخذت وقتاً لا بأس به لأنها هي التي تتحكم إذا نجحنا في الإعداد الجيد لها بالقسم الجوهري من المحادثات».
وبين الجعفري أن الوفد ناقش مع دي ميستورا البيان الصحفي المهم الذي صدر أول أمس عن مجلس الأمن والذي أدانت فيه الدول الأعضاء في المجلس بالإجماع التفجيرات الإرهابية في منطقة السيدة زينب بريف دمشق والتي ذهب ضحيتها عشرات السوريين بين شهيد وجريح، مشيراً إلى أن مجلس الأمن والحكومة السورية أدانا التفجيرات الإرهابية ويبقى أن «نسمع موقف الطرف الآخر من هذه المجزرة الإرهابية التي حدثت الأحد.. وإذا كان الطرف الآخر فعلاً حريصاً على دماء السوريين كما يقول فنحن نتوقع منه أن يصدر بياناً يدين فيه هذا العمل الإرهابي».
ورداً على سؤال أوضح الجعفري أن جميع المسائل سواء القضايا الإنسانية أو مكافحة الإرهاب هي أولويات للحكومة السورية و«لا نستطيع التمييز بين مسألة وأخرى وبمجرد بدء الحوار غير المباشر رسمياً سنبدأ بمعالجة كل هذه القضايا».
وقال: «حتى الآن نحن مازلنا في الإطار الإجرائي التحضيري للمحادثات غير المباشرة بمعنى أننا بانتظار معرفة أو استكمال القضايا الإجرائية ومعرفة مع من سنتحاور وحتى الآن ليس هناك شيء واضح.. هل سيكون وفداً أو اثنين أو ثلاثة أو أربعة.. ليست هناك إجابات واضحة.. وما أجندة الاجتماع».
وعن التصريحات المتضاربة لوفد معارضة الرياض وجديتها في المشاركة بالمحادثات لفت الجعفري إلى «عدم جدية الطرف الآخر» وقال: «سمعنا بعض التصريحات هنا من قبل ممثله مفادها بأنهم سينسحبون يوم الخميس ما لم تتم تلبية الشروط المسبقة.. كما سمعنا تأكيداً لهذا الكلام بطريقة غير مسؤولة من قبل وزير خارجية السعودية ومن بعض مشغلي الطرف الآخر».
وأشار الجعفري إلى أن الوفد الحكومي وصل بشكل رسمي إلى جنيف في 25 الشهر الماضي في الوقت المحدد من قبل المبعوث الخاص للأمم المتحدة» مبيناً أن الوفد «منضبط ولم يتحدث للإعلام قبل استكمال الصورة الإجرائية حرصا على الدقة وعدم تضليل الرأي العام».
وحول الحديث عن تغطية أممية لمشاركة تنظيمي «أحرار الشام» و«جيش الإسلام» في المحادثات قال الجعفري «أثرنا هذه المسألة المهمة مع دي ميستورا ووعد بمناقشتها مع الأطراف الأخرى».
وبشأن تصريح دي ميستورا أمس بأن «المحادثات بدأت بشكل رسمي» أوضح الجعفري أنه «لم يتم استكمال التشكيلات بعد ولم يتم تحضيرها بشكل تام ونحن في مرحلة تحضيرية قبل الإطلاق الرسمي للمفاوضات غير المباشرة» مؤكداً أن «المحادثات بشكل رسمي تكون بحضور الطرفين أي الأطراف المفاوضة كلها وهذا لم يحصل بعد». وقال الجعفري: «نحن لا نناقض ما قاله دي ميستورا.. وما صرح به كان له تأويل خاص حول الظروف التي نراها عن الإطلاق الرسمي لبداية المفاوضات.. ونحن نعتقد انطلاقاً مما ناقشناه بأن دي ميستورا اكتشف أن الظروف لم تنضج بعد لانطلاق الحوار».
وعلمنا من مصادر من داخل الأمم المتحدة، أن دي ميستورا «وعد بتقديم أسماء وفود المعارضة غداً (الأربعاء) للوفد الحكومي».
وأشارت المصادر إلى أن الوفد الحكومي طلب «توضيحات حول مصير المعارضات الأخرى الموجودة في جنيف على أمل أن يتلقى أجوبة غداً (الأربعاء)».
وقبيل وصول الوفد الحكومي إلى مقر الاجتماع مع دي ميستورا، قال عضو «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة منذر ماخوس في حديث لقناة «العربية» أنه «يجب أن يقوم النظام السوري بالإعلان المباشر والصريح غير قابل للالتباس والغموض أنه مستعد لتنفيذ المادتين 12 و13 بشكل فوري وعلى وجه التحديد ألا يتجاوز بضعة أيام وخلافا لذلك لن يشارك وفد الهيئة العليا للتفاوض في أي عملية أخرى». وأضاف: إنه «في حالة عدم تحقيق ذلك فإن اللجنة العليا للتفاوض لن تشارك في أي عملية أخرى». وتابع: «قلنا له (مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا) بشكل واضح تماماً يجب عدم تفسير أي تواصل معه على أنه بدء العملية التفاوضية».
وفي تصريح آخر قال ماخوس بحسب وكالة «رويترز» للأنباء: إن «وفد المعارضة جاء لبضعة أيام فقط وإنه إذا لم يتم إحراز تقدم على الأرض فسوف يغادر». وأضاف: إن «المعارضة لم تأت كي تشارك في مفاوضات ولكن لاختبار نيات النظام».
على خط مواز قال القيادي في ميليشيا جيش الإسلام محمد علوش الذي وصل إلى جنيف للانضمام إلى وفد الرياض: إنه «ليس متفائلاً تجاه آفاق محادثات السلام المنعقدة في جنيف». وأضاف للصحفيين بحسب «رويترز»: إن «الوضع على الأرض لم يتغير وإنه لا يشعر بالتفاؤل ما دام الوضع على هذا الحال»، وزعم علوش أن الحكومة السورية «لم تبد نوايا طيبة للتوصل إلى حل».
وبحسب مصادر معارضة فقد عقد وفد «الهيئة العليا للمفاوضات» أمس اجتماعاً تم خلاله التشاور فيما بين أعضائه إذا ما كان الوفد الذي شكلته سيلبي دعوة دي ميستورا بالذهاب إلى مقر الأمم المتحدة للشروع في المحادثات غير المباشرة، وسط معلومات عن أن حضور الوفد «ليس أكيداً إذا لم تلب مطالب الهيئة للعليا للمفاوضات المتعلقة بالشأن الإنساني».
وأفادت المصادر عن «استياء كبير من إعلان دي ميستورا بدء المفاوضات غير المباشرة في صفوف ممثلي المجموعات المسلحة» لأن قدوم وفد الهيئة إلى جنيف يهدف إلى طرح مطالبها وإذا ما قدمت لها ضمانات يمكن أن تدخل في المفاوضات غير المباشرة وهي مازلنا في مرحلة اللقاءات التشاورية».
وبعد أن كان من المقرر أن يعقد دي ميستورا اجتماعاً مع وفد المعارضة بعد ظهر الثلاثاء بعد أن اجتمع مع الوفد الحكومي قبل الظهر، أعلنت العضو في وفد المعارضة فرح الأتاسي، أن وفد الرياض لن يعقد اجتماعاً مع المبعوث الأممي الثلاثاء.
ورداً على سؤال قالت الأتاسي في تصريح صحفي: «لا يوجد اجتماع مع دي ميستورا. قدمنا المطالب التي نريد أن نقدمها. لا نريد إعادة الكلام نفسه» مع موفد الأمم المتحدة.
وأكدت متحدثة باسم الأمم المتحدة أن الاجتماع مع المعارضة الذي كان مقررا عصر الثلاثاء قد ألغي.
وبحسب تقارير تلفزيونية، فإن وفد الرياض «لن يتوجه إلى مقر الأمم المتحدة وربما يوفد دي ميستورا موفداً له للقاء المعارضة في الفندق الذي تقيم به».

المصدر: الوطن+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...