«مهزلة» الاشتراكيين في فرنسا: لا غالبية... ولا اتفاق على زعيم

التشرذم هو سيد الموقف اشتراكياً في فرنسا، والحوار في رانس كان أشبه بـ»المهزلة«. ففي تكرار لمشهد سجل قبل ١٨ عاماً، لم يحسم مندوبو الحزب الاشتراكي الفرنسي أمس، في مؤتمرهم العام الـ٤٥ في رانس، أمر اختيار التيار الأقوى في صفوف الحزب، وأخفقوا، استتباعاً، في اختيار زعيم جديد يخلف ١١ عاماً من رئاسة فرانسوا هولاند.
ورغم غالبية الـ٢٦ في المئة، البسيطة، التي استقطبتها سيغولين رويال من أصوات ناشطي الحزب في ٦ تشرين الثاني، لم تستطع المرشحة الرئاسية السابقة حشد غالبية داخل الحزب تدعم طروحاتها لـ»تحديث الاشتراكي«.
وبعد ثلاث ساعات مع لجنة القرارات، وهي الهيئة المصغرة التي تقوم تقليدا بوضع محصلة بالمؤتمر، وصفته الأطراف المختلفة بأنه »مهزلة حوار«، قالت رويال إن »الكلمة الفصل باتت في عهدة ناشطي الحزب اعتباراً من الخميس المقبل (خلال عملية تصويت لانتخاب زعيم الحزب)«، عازيةً فشلها إلى »عدم تجاوبهم مع اليد التي مددتها إلى الشركاء الآخرين«.
وضع القيادات الحزبية المنافسة، التي قدمت مذكرات تتضمن رؤية لتوجهات الحزب المستقبلية، وهم رئيس بلدية باريس برتران دولانويه، ورئيسة بلدية ليل مارتين اوبري، وممثل التيـــار اليساري بونوا هامون، لم يكن أفضل حالاً منها.
وفيما بدا التوافق ممكنا على نص مشترك، خلال اجتماع ثلاثي ضم منافسي رويال، تعذر التوصل إلى اتفاق حول مرشح وحيد.
وقال مساعد دولانويه، ارليم ديزير إن »الاشتراكي« يواجه »وضعا غير مسبوق. فنحن (الاشتراكيين) بلا غالبية. سيتم انتخاب زعيم للحزب لا يحظى بدعم من الغالبية«، ليبدو المؤتمر كأنه »تجسيد لفشل تام«، بحسب ما قال رئيس كتلة نواب »الاشتراكي« مارك آيروه.
إذاً خرج الاشتراكيون من مؤتمرهم »كما دخلوا إليه تماماً«، كما قال القيادي المقرب من دولانويه، ميشال سابان، ليزيد على تشاؤمه هولاند، قائلاً »لم ينتصر احد، لكننا خسرنا الكثير في البحث عن غالبية«، قبل ان يستدرك بالقول إنه عبر اختيار المرشح الفائز بالتصويت المباشر »فإن غالبية الناشطين ستؤدي حكما إلى غالبية داخل الحزب الاشتراكي«.
حجر العثرة الرئيسي، منذ افتتاح المؤتمر، كان في فكرة قيام تحالف بين الاشتراكيين والوسطيين من الحركة الديموقراطية، بزعامة فرانسوا بايرو، وهو تحالف تدعو رويال إلى قيامه بحلول العام ،٢٠١٢ موعد الانتخابات الرئاسية، علّها تهزم الرئيس الحالي نيكولا ساركوزي. هو اقتراح ترفضه جميع التيارات الأخرى في الحزب.
ولرفع ما تعتبره »ذريعة« تهدف إلى عرقلة طريقها نحو الإليزيه، اقترحت رويال أمس الأول، طرح المسالة في »اقتراع مباشر من قبل الناشطين«.
وأعلنت رويال ترشيحها لمنصب زعيم الحزب، شأنها في ذلك شأن هامون، فيما لم تكشف اوبري ودولانويه ما إذا كانا سيترشحان للمنصب أم لا.

المصدر: وكالات