«نفوس ضعيفة» دراما الهاربين من القهر إلى القهر

11-05-2009

«نفوس ضعيفة» دراما الهاربين من القهر إلى القهر

بينما كنا نخترق الطريق الجبلي وصولاً إلى بلدة «معرونة» شمالي العاصمة السورية دمشق، حيث يتم تصوير مسلسل «نفوس ضعيفة» للمخرج محمد الشيخ نجيب، كان من الممكن بسهولة أن يعرف المرء قصد أهل الدراما عندما يقولون إن سوريا استديو طبيعي.
اختيار أماكن التصوير غالباً ما يولد من رحم النص الدرامي. والدراما السورية لا تأتي هنا بجديد، لكن ما يضيفه صنّاعها هو ميلهم لاعتبار المكان بطلاً إضافياً من أبطال العمل، وشخصية أساسية في المسلسل لا تقل أهمية عن أي من شخصيالمخرج محمد الشيخ نجيب مع مدير تصويره أثناء التحضير.اته، الأمر الذي جعل المخرج الشيخ نجيب يترك عشرات البلدات الجبلية المحيطة بدمشق خلفه وصولاً إلى هذه البلدة، التي تتناسب طبيعتها (خلافاً لطيبة أهلها) مع أجواء عصابات التهريب.
الحكاية الرئيسية للعمل الذي كتبه مروان قاووق، هي حكاية «نفوس ضعيفة» كما يؤكد لـ«السفير» المخرج محمد الشيخ نجيب، شارحاً ذلك بالقول: «هم مجموعة مهربين شباب، يركضون وراء المال، وأضعف النفوس تلك هي التي تركض وراء المال، وقد اختاروا الطريق الأسهل لجمعه من خلال تهريب مواد صناعية أولية، إلا أنهم سرعان ما يرتكبون غلطة عمرهم، ليكتشفوا مصادفة أن ما قاموا بتهريبه هو أسلحة ومتفجرات لمصلحة عصابة إرهابية».
ولا يخفي المخرج الشيخ نجيب حزنه على شخوص مسلسله، مشيراً إلى أن «قهرهم لم يأت من الفراغ، بل خلفه الفقر والظرف الاقتصادي الصعب الذي يحكمهم، أو ضغط اجتماعي تقف خلفه عادات وتقاليد بالية». بالحديث عن التقاليد البالية وتبعاتها، تحضر حالة الفتاة «عفاف» التي تعيش واقعاً مريراً بسبب خطأ ارتكبته عندما سلمت عذريتها لخطيبها «ظافر» قبل زفافها بأشهر.إلا أن «ظافر» يقتل قبل موعد العرس بأيام، لتبدأ رحلتها مع المعاناة ورفض زواجها من أي رجل كان، خاصة أنها تحمل جنيناً في أحشائها، ما يدفعها إلى الهروب من بيت أهلها خوفاً من عقوبة القتل المحتمة. وإلى جانب حكاية «عفاف» سيقدم المسلسل حكايات أخرى «تطرح بمضمونها قضايا جدية تلامس العديد من المشكلات».
الرؤية الإخراجية لهذه الحكايات جميعها، حسب المخرج الشيخ نجيب، محكومة بمضامينها، فـ«كل حدث وحكاية يفرضان عليك إيقاعاً خاصاً، وما نستعمله من كوادر تصوير في المجتمع الأرستقراطي لا تصلح في المجتمع الفقير، حيث أتقصد أن تكون المشاهد فقيرة، لأني معني بملاحقة القهر في البيوت الفقيرة..».
ويؤكد المخرج الشيخ نجيب: «أنا لا أشتغل للاستعراض، ويجب أن تستعرض المكان في كل «لوكيشين» أنت فيه من خلال الدراما، وإذا لم تخدمك الدراما ، فليس بالضرورة أن تستعرض المكان». لافتاً إلى أن «بعض المخرجين يستهويهم أمر ما فتتحرك كاميراتهم خلفه، والنتيجة إننا نرى المكان، ولكننا لا نرى الإحساس».
ورداً عن سؤال حول مدى تحوله إلى الحكم والناظم في تعامله مع إحساس الممثل وسواه. يقول: «اشتغل وراء «الكونترول» كمشاهد، واشعر أنا ثمة مخرج ثان يراقبني هو محمد الشيخ نجيب، وأنا مجرد مخرج منفذ له، أسأل نفسي أحياناً هل تنفيذ لقطة ما على النحو يرضي االشيخ نجيب المخرج والمشاهد أم لا؟ وعلى أساس ذلك أقوم باعتمادها».

ماهر منصور

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...