المكتبة المدرسية:مأوى الكتب القديمة والمعلمين المرضى

20-03-2010

المكتبة المدرسية:مأوى الكتب القديمة والمعلمين المرضى

اعتُبر الكتاب عبر جميع مراحل التاريخ عاملاً أساسياً في رفع مستويات التنمية الثقافية خاصة، والتنمية بشكل عام؛ الأمر الذي حفَّز وزارة التربية لتمنحه- ضمن استراتيجيتها- اهتمامات ومساحات تحت عناوين مختلفة.. ولعلَّ من أبرز اهتمامات الوزارة، تأكيدها على دور المكتبة المدرسية وتأهيلها على جميع المستويات؛ كتأهيل أمناء المكاتب وتدريبهم على المكتبات، ووضع متخصِّصين في المكتبات لكلِّ المواقع، مع استمرارية رفد المكتبات بكتب دور النشر لمؤلِّفين في كافة العلوم والآداب، ولكن، هل أبصرت بالفعل خطط الوزارة النور في هذا المجال؟ وهل حقَّقت ما تنشده من عملية تنشيط قراءة الطلاب في المدارس وتفعيل دور المكتبة؟!!

- في مدينة مثل حلب، ربما من حقِّنا التساؤل: هل ستقوى المكتبات على الوجود والاستمرار في ظلِّ العجز الكبير الذي تعاني منه المحافظة- أصلاً- في الشعب الصفيّة التي يقدَّر عددها بحسب مديرية تربية حلب بنحو 12 ألف شعبة صفية؛ الأمر الذي يظهر بشكل واضح للعيان اكتظاظ الشعب بأعداد كبيرة تفوق قدرتها الاستيعابية، وهل تحقِّق المكتبات الأهداف الرئيسة لها والتي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالأهداف التعليمية والتربوية؟!
من خلال سؤال أحد طلاب المرحلة الثانوية فيما إذا كانت المكتبة المدرسية تحقِّق فائدة ما له ولبقية زملايه، بيَّنَ وهو متعجِّب من السؤال: «نحن لا نذهب إليها أصلاً، قمنا مرة بزيارتها، إلا أنها خالية تماماً، إلا من بعض الكتب غير القيِّمة، ولا تحوي أيَّ مرجع للغة الإنكليزية أو الفرنسية، حتى إنها لا تحوي أيَّ شيء يثير اهتمامنا، خاصة وأننا في زمن الكمبيوتر، ونستطيع الوصول إلى كلِّ ما نريده، فلماذا نكبِّد أنفسنا عناء الدخول أصلاً إلى هذه المكتبة.. كنا نتمنِّى أن نجد مراجع علمية مفيدة حقاً، ولكن ما نجده مضيعة كاملة للوقت، ناهيك عن عدم الاكتراث أو التحفيز من قبل أمين المكتبة، الذي يغتنم الفرصة للخروج باكراً».. 
وداد (إحدى طالبات مرحلة التعليم الأساسي) تقول: «نتمنَّى أن تكون هناك حصة مكتبية مخصَّصة للقراءة واستعارة الكتب, فلا يوجد وقت ولايوجد حتى مكان أو قاعة صغيرة مزوَّدة ولو بطاولة ومجموعة كراسي كمكان نستطيع أن نقرأ فيه».. وتعقِّب والدتها: «الأسوأ أنَّ معظم أمناء المكتبات المدرسية محالون صحياً أو بالواسطة إلى هذا المنصب ليرتاحوا؛ أي أنهم ليسوا خريجي مكتبات ومعلومات كما نصَّ القانون, ولا علاقة لهم بالمكتبات ولا بالفهرسة والتصنيف وبالعناوين المهمة والمفيدة للطفل أو الطالب, ولا بطريقة الإعارة للطلاب، الذين يضيعون وهم يبحثون في فترة الاستراحة».. وتضيف: «المكتبة المدرسية أصبحت أساساً محورياً في بنية العملية التربوية، ونجاح أمين المكتبة يعتمد على درجة إخلاصه وتأهيله وتمكُّنه وفهمه أنه يؤدِّي رسالة، وبقدر تعاون الجهاز الإداري والتربوي معه يحسن إنجازه لمهمته, بالإضافة إلى أهمية احتواء المكتبة على ما يتناسب مع الكمِّ والنوع أو الفئة العمرية أو طبيعة الاختصاص».
وهذا الأمر يؤكِّده الشاب محمد الشيخ (خريج مكتبات ومعلومات)، حيث يقول: «عند صدور قرار العام 2004 الذي يؤكِّد على أن يكون أمناء المكتبة حصراً من خريجي المكتبات، شعرنا بالسعادة، فهذا القرار يعني أننا لن نعاني عندما نتخرَّج في البحث عن وظيفة، ولكن ما حصل أنَّ أمناء المكتبات الحاليين هم موظفون مثبتون، وإن كان لا علاقة لهم بنظام المكتبات، وبالتالي لن تستطيع التربية توظيف أحد من الخريجين في مكتبات المدينة، فهي محجوزة كذلك لأصحاب الواسطات، وكان الحل في تحويل خريجي المكتبات إلى الخدمة في مكتبات الأرياف.. الفكرة الأساسية كانت إنَّ أمناء المكتبة يجب أن يكونوا أكاديميين، من خلال تغيير وزارة التربية لمناهج التدريس وطرق التربية، وبالتالي يتمُّ إيصال الطرق التدريسية الحديثة، ومع ذلك- من أسف- مديريات التربية في المحافظات تستمرُّ في الحفاظ على أعرافها وتقاليدها في إرسال المدرِّسين وأمناء المكتبات إلى الريف»..
من جانبه، يرى الأستاذ أحمد مشاعل (أمين مكتبة ثانوية شبيبة الثورة في حلب) أنَّ ما تقدِّمه المكتبة للطلاب مهم جداً وفعَّال، فالمكتبة تحوي 1400 كتاب بمختلف المواضيع؛ السياسية والعلمية والتاريخ والأدب، بالإضافة إلى مراجع باللغتين الإنكليزية والفرنسية، ويقوم الطلاب بزيارتها بشكل دوري للحصول على ملخَّصات ومراجع مختلفة»..
خلصت إحدى الدراسات حول واقع المكتبات إلى أنه يوجد نقص كبير في تقنيات معظم الكتب المدرسية لمختلف المناهج التعليمية, إضافة إلى افتقارها إلى الكتب الحديثة التي تخدم المناهج التعليمية وتساندها, كما بيَّنت الدراسة أنَّ مستوى أداء المكتبة المدرسية لا يرقى في واقعه الراهن إلى بلوغ الأهداف التي وضع من أجلها, إضافة إلى ندرة المعاجم العربية والأجنبية, وعدم قدرة الأكثرية من أمناء المكتبات على القيام بالنشاطات المكتبية, كالتعريف بمقتضيات المكتبة, والنشاطات التي من شأنها جذب الطلاب نحو المطالعة، بالإضافة إلى أنه و-من أسف- فإنَّ غالبية معلمي المدرسة الابتدائية في بلدان العالم المتقدمة والنامية, يجدون أنَّ مسؤوليتهم تقف عند حدِّ تعليم الأطفال القراءة, متناسين الأهم وهو غرس حب القراءة لديهم.

أكثر من نصف المدارس في الرقة بلا مكتبات  

تعدُّ العملية التعليمية التربوية معياراً أساسياً يعكس مدى تقدُّم هذا البلد أو ذاك، وهي ركيزة أساسية في عملية بناء المنظومة الفكرية للإنسان في أدق مراحل حياته، لذلك تُخصّص وزارة التربية والتعليم بميزانيات ضخمة، وتُصنَّف محافظة الرقة ضمن المحافظات النامية تعليمياً؛ فالتعليم فيها مازال يعاني من وجود ثغرات عديدة، تؤثِّر سلباً في تطوير الواقع التربوي، ومن أبرز هذه الثغرات، غياب الدور الفاعل والمؤثِّر للمكتبة المدرسية في معظم مدارس المحافظة.
ولا يمكن التقليل من دور المكتبات في رفد وإغناء ثقافة الطلبة حول شتى المواضيع العلمية والأدبية، لكن واقع مدارس الرقة يعكس تراجعاً كبيراً في دور المكتبة المدرسية في تثقيف الطلبة، حتى إنَّ العمل في المكتبة المدرسية أصبح الملجأ المفضَّل لدى المعلمين الراغبين في الهروب من ضوضاء الصفوف، لأنهم سيقضون أوقات دوامهم براحة تامة، فجميعهم يعلمون أنَّ عدد روَّاد المكتبات في أكبر المدارس لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة.
يبلغ عدد المدارس في محافظ الرقة 1423 مدرسة، منها 752 مدرسة مازالت تعتمد نظام الصفوف المجمعة، وفي هذه المدارس تكون الحالة التعليمية في أقتم صورها؛ حيث تفتقر إلى البناء المدرسي المعدّ للعملية التعليمية؛ فلا وجود لمكتبات ولا لمخابر علمية، ولا لقاعات حاسوب.. أما بالنسبة إلى مدارس المدينة الكبيرة والتي تضمُّ مكتبات كبيرة، فهي تسجِّل أرقاماً متدنِّية جداً في حركة إعارة الكتب بين الطلبة.
ويرى الموجّه التربوي، عامر مصطفى، أنَّ واقع المكتبات في مدارس المحافظة يعكس مدى الوهن الذي أصاب العملية التعليمية خلال السنوات الماضية؛ فمعظم المدارس لا تهتمُّ بضرورة تنمية آفاق البحث العلمي في عقول الطلبة؛ فالمكتبات غير موجودة في معظم المدارس، وإن وجدت فهي مكتبات شكلية لا تضمُّ الكتب التي تحاكي متطلبات المراحل العمرية للطلاب، وبالتالي لا يمكن أن تحقِّق هذه المكتبات بواقعها الحالي الأهداف المرجوةَّ منها، وهذا ما يفسِّر وجود فجوة كبيرة بين مرحلتي التعليم الثانوي والجامعي.
وعن واقع المكتبات في مدارس الريف، يقول المدرس سليمان العلي: «تعاني مدارس الريف من مشاكل عديدة، ومن أهمها افتقارها إلى وجود مدرِّسين اختصاصيين في المواد الأساسية.. أما بالنسبة إلى المكتبات، فهي غير موجودة أساساً، وإن وجدت في هذه المدارس فهي عبارة عن بضع كتيبات أكل الدهر عليها وشرب، محفوظة في أحد أدراج مكتب المدير، ولعل معظم طلاب هذه المدارس لا يعرفون بوجود كتب في مدارسهم، سوى كتب المنهاج الدراسي»..
ويضيف العلي قائلاً: «إنَّ تغيير واقع المكتبات المدرسية في ريف المحافظة، ينبغي أن يتمَّ من خلال رفد هذه المكتبات بعناوين جديدة تحاكي المراحل العمرية المختلفة للطلبة، وتخصيص غرف خاصة للمطالعة، وتحفيز الطلاب على التوسُّع في البحث عن المعلومة، ولعل مدارس الريف مازالت بحاجة ماسة إلى تفعيل دور هذه المكتبات، في ظلِّ استمرار غياب وسائل الاتصال الحديثة عن هذه المدارس»..

في مدن الجزيرة.. المكتبات «ديكور» فقط!! 
ربما لايعدُّ وجود المكتبة المدرسيّة معياراً فعلياً حول الواقع المعرفي الفعلي للطلاب، وأطفال القامشلي والجزيرة ككل، ولكنه يوضح عناوين عريضة حول أزمة الكتاب والمعرفة والقراءة, وواقعها يشير إلى كون هذه المكتبات ديكور فقط، مثل أيِّ أثاث أو كرسي من مستلزمات المدرسة وحاجياتها، وليس باعتبارها حاجة ومطلباً معرفياً وثقافياً.
شيءٌ جميل أن يطرح موضوع مهم مثل المكتبات المدرسية، لكن السؤال الأهم: هل توجد مكتبات فعلا، أم هي فقط أسماء وتسميات كأيِّ قطعة في المدرسة؟؛ فغالبية مدارس محافظة الحسكة لا توجد فيها مكتبات أصلاً, فالمكتبة المدرسية ليست مجرد قرار، وإنما تحتاج إلى المتابعة والرفد السنوي بالحديث من الكتب..
   يشير أكثر من التقتهم «بلدنا» من مدرّسين وأمناء مكتبات وأولياء أمور في عدد من مدن الجزيرة والريف، بدءاً من مدينة القامشلي وانتهاء بالمالكية وريفهما، إلى أنَّ هذه المكتبات شكلية فحسب؛ إذ نلحظ في المدارس والمدن الكبيرة تفريغاً لأمين المكتبة، والمطلوب منه- أي أمين المكتبة المدرسية- إضافة إلى مهماته، أن يتحوَّل إلى أمين مستودع كتب مدرسية من خلال تكليفه بعملية توزيع الكتب المدرسية بداية العام ومنتصفه ونهايته, وعموماً هي مكتبات أقل من متواضعة، في حين معظم مدارس الجزيرة وعموم محافظة الحسكة دون مكتبات (حلقة أولى وأحيانا ثانية) أو تحتوي عناوين أقل من 20 -30 عنواناً قديماً، والأشد عجباً في الريف وبعض البلدات، يكمن في وجود مفرَّغين بصفة أمين مكتبة دون مكتبة ودون كتب؛ «تفييش باسم التثقيف»..
يشير أكثر من شخص إلى أنه تمَّت خلال السنوات الثلاث الأخيرة، متابعة المكتبات المدرسية وإلزام أمناء المكتبات بتأمين على الأقل 300 عنوان على حسابهم الشخصي ودون مسوغات ودون تأمين جهة رافدة تحت مسمَّى «دبِّر حالك» ناهيك عن النوعية وطبيعة ما تحتويه هذه المكتبات؛ إذ لا يوجد مَنْ يقيِّم هذه الكتب، حيث يتمُّ السؤال عن العدد والعنوان دون المضمون، وبعض الكتب عبارة عن غلاف الكتاب فقط.
حين طُلِب مِن أمناء المكتبات تأمين نواقص العدد عندهم دون تحديد المسؤولية والجهة الرافدة والمعنية بالاختيار- فالتربية تنصَّلت من مسؤوليتها، والمدرسة كذلك- اضطرَّ الأمناء إلى تأمين أشباه كتب من بائعي الأرصفة وتجار الكيلو، مثل أيِّ مطعم، كي يحشوا الرفوف والخزانة، وبالاستعارة أحياناً، حتى تُنهي اللجنة جردها، ليعيدوا الكتب إلى أهلها, وكذلك ذهب عددٌ منهم إلى أنه يتمُّ عادة تخصيص أكثر من نصف قيمة «التعاون والنشاط» للرياضة، والباقي لمجالات أخرى، ولا يخصَّص أيُّ شيء للمكتبة والكتب، ولا أي ليرة واحدة.
مديرية التربية في الحسكة لا تدعم ولا ترسل أيَّ كتاب للمكتبات في القامشلي، والجزيرة ككل, فيضطرُّ أمين المكتبة إلى استحضار عناوين لا تتعدَّى كونها مجرد أغلفة دون متن مدروس، وكلها كتب تجارية خفيفة، وليس هناك مختصٌّ خاص بالكتب أو مشرف على النوعية في عموم المحافظة.. وأشار البعض إلى عدم وجود أيِّ كتب تخصُّصية لوزارة الثقافة أو لاتحاد الكتاب العرب، والتي من المعروف تكدُّسها في مستودعات تقرأ فيها الفئران؟!
فالمكتبة مجرد ديكور للمدارس مثل الطاولة والكراسي؛ فلا قاعة ولا مكان مخصَّصاًَ للإعارة، والكتب تنتمي إلى الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي، وتفتقد فيها الإصدارات الجديدة والحديثة. ويشير البعض إلى ضرورة تشكيل لجنة تؤلَّف من كاتب وصحفي وتربوي، مهمتها مراقبة وجرد المكتبات في القامشلي والجزيرة، ومعرفة الكتب الصالحة من ناحية الورق والقراءة والنوعية (المضمون). 
المكتبة المدرسية في دير الزور.. الاهتمام محدود والنظرة قاصرة   
في دير الزور، يتفاوت الاهتمام بالمكتبة المدرسية بين المدينة والريف، بل بين مدرسة وأخرى- إن جاز التعبير- وهذه الظاهرة أكَّد على وجودها الكثير من المدرّسين والمعلمين والطلاب في محافظة دير الزور، وقد خرجت جميع اللقاءات التي أجرتها «بلدنا» في هذا الإطار بملاحظات مشتركة حملت طابع السلبية، وجدت في أغلبية مكتبات المدارس في دير الزور.
المعلم خالد، الذي يعمل في إحدى مدارس الريف القريب من مدينة دير الزور، أكَّد على قضية تعيين أشخاص غير مؤهَّلين لمنصب أمين المكتبة، وإن وجد هذا التأهيل، فإنَّ الحصة تذهب إلى المدينة في أغلب الأحيان.. وأضاف في هذا الإطار، أنَّ النظرة القاصرة إلى أهمية المكتبة جعلت التعيين يحظى به أعضاء الكادر التدريسي الذين يعانون من أمراض محدَّدة عادة، مشيراً إلى أنَّ «الواسطة» تلعب دوراً داعماً أيضاً وبشكل كبير لكلِّ مَن يرغب في الوجود في هذا المكان.
المدرّس وعد، تطرَّق إلى مسألة تعيين أمين مكتبة، وأحياناً معاون أمين مكتبة، قبل وجود المكتبة ذاتها، ويضرب مثالاً على ذلك مدرسته التي يوجد فيها أمين للمكتبة، لكن من دون مكتبة، لكنه توقَّف عن الكلام قليلاً ليضيف قائلا: «إلا إذا كانت خزانة الكتب الموجودة في زاوية غرفة الإدارة بكتبها المحدودة العدد،هي المكتبة؟!»..
مدرس آخر، حصر الفائدة التي تُجنى من أمين المكتبة في مدرسته، في عمله التطوعي المتمثِّل في الدخول إلى الصف المدرسي الذي يغيب عنه المعلم.. أما عن بقية الساعات والأيام، فإنَّ شرب الشاي والقهوة يعدَّان التسلية الوحيدة المتَّبعة من قبل أمين المكتبة حتى نهاية الدوام.
المعلومة التي تستحقُّ أن يسلَّط عليها الضوء والمتابعة في هذا الموضوع، أنَّ مهمة أمين المكتبة بحسب ما يظنُّ الكثير من الطلاب، بل وبعض المدرسين والمعلمين، تنحصر في توزيع الكتب المدرسية بداية العام الدراسي، وهي نظرة قاصرة تحتاج إلى وقفة متأنِّية من قبل المعنيين بهذا الأمر، ونستطيع القول، إنَّ هذه النظرة أصبحت مترسِّخة في أذهان الجميع، وإزالتها تحتاج إلى الجهد الكبير، والخطوات العملية على الأرض. ما تضمَّنته الأسطر السابقة يكاد ينطبق على معظم مدارس محافظة دير الزور، مع ذلك استطاعت بعض المدارس قطع مسافات لابأس بها في هذا الأمر، وهي تتركَّز في عدد من ثانويات مدينة دير الزور بحسب المعلومات التي حصلنا عليها، وهي رغم ذلك لاتتجاوز أصابع اليدين، والنقطة الإيجابية التي تُسجَّل لها، أنَّ تفوُّقها كان واضحاً على مستوى المكتبات المدرسية الأخرى على مستوى المحافظة، أو المنطقة الشرقية بشكل عام.
ما سبق ذكره يطرح العديد من النقاط حول واقع هذا الجانب التربوي المهم، لكن أهم ما يذكر هو أنَّ النظرة القاصرة من قبل الطالب والمدرس تجاه المكتبة المدرسية، هي السمة المميَّزة، والأهم من ذلك أنَّ طريقة تعيين القائمين على المكتبات المدرسية من قبل مديرية التربية والأشخاص الذين يحظون بهذا المكان، تحتاج إلى إعادة النظر، وبمعنى آخر الاهتمام بشكل أكبر بمستوى الأشخاص الذين يتمُّ اختيارهم، وبالتالي لاتكون المكتبة المدرسية مكاناً للعجزة والمرضى، أو أصحاب الدعم والواسطة.

الرقة:صالح الحاج حمد- حلب:سنا طرابيشي- القامشلي:محمود عبدو- ديرالزور:ياسر العيسى

المصجر: بلدنا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...