«يوم القدس» مختلفاً في غزة: إحياء الذكرى بالمواجهات
مر «يوم القدس» مختلفاً على غزة هذه السنة، إذ أحياه الفلسطينيون بمواصلة «مسيرات العودة» للجمعة الحادية عشرة على التوالي، مقررين أن يقيموا صلاة العيد على الحدود أيضاً، لكن مع أخذ «استراحة محارب» قصيرة يوم الجمعة المقبل لعيادة أهالي الشهداء والجرحى
شهدت حدود قطاع غزة ومدن الضفة المحتلة مسيرات كبيرة أمس إحياءً لـ«يوم القدس العالمي»، وذلك في الجمعة الحادية عشرة من فعاليات «مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار»، وأيضاً مع ذكرى النكسة واحتلال مدينة القدس. فبينما توافد آلاف الفلسطينيين إلى «مخيمات العودة» المنصوبة في خمس مناطق في القطاع، وهي تبعد أقل من 700 متر عن السياج الفاصل مع الأراضي المحتلة، اندلعت مواجهات موازية بعد صلاة الجمعة في أكثر من محور في الضفة.
وبجانب وقوع إصابات كثيرة ومتنوعة أمس، أُعلن استشهاد الشابين زياد البريم (شرق خان يونس) وعماد أبو درابيه (شرقي جباليا) والفتى هيثم الجمل لتستقر حصيلة الشهداء على 126 فلسطينياً منذ 30 آذار الماضي، منهم 13 طفلاً وسيدة، فيما أصيب 13672 بجراح مختلفة، زاد عليهم أمس 440 إصابة؛ بينها 80 بالرصاص الحي، وفق المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة أشرف القدرة.أما في الضفة، فأحرق شبان قرية النبي صالح برج المراقبة المقام عند مدخل القرية، بعدما اقتحموا المنطقة وقصّوا السلك الشائك المقام حوله، ويأتي ذلك بعد يومين على إعدام قوات الاحتلال الشاب عز الدين التميمي (21 عاماً). وحتى السادسة مساء، أعلنت «الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار» اختتام فعاليات «مليونية القدس»، داعية إلى أداء صلاة عيد الفطر في مخيمات العودة الخمسة، كما دعت إلى اعتبار يوم الجمعة المقبل «يوم الوفاء للشهداء والجرحى... بزيارة ذويهم في جمعة التراحم والمواساة».
تعقيباً على ذلك، رأت «حركة المقاومة الإسلامية» (حماس) أن الاحتشاد في يوم «القدس العالمي» يؤكد أن «مسيرات العودة مستمرة بقوة». وقال المتحدث باسم «حماس» فوزي برهوم، في تغريدة على «تويتر»، «تلك الحشود الكبيرة تؤكد استمرارية مسيرة العودة مهما بلغت التضحيات حتى تحقيق مطالب الشعب الفلسطيني، وعلى رأسها إنهاء حصار غزة». أما القيادي في الحركة، خليل الحية، فقال إن «المقاومة ستكون بالمرصاد للاحتلال الإسرائيلي إذا تغوّل على مسيرات العودة... أو حاول أن يغيّر قواعد إطلاق النار». وأشار إلى أن «أطرافاً محلية وإقليمية ودولية تتحدث عن توجه دولي وحراك لإنهاء الحصار»، لافتاً إلى أنهم يسمعون عنه في بعض اللقاءات والإعلام، لكنه لم يتبلور بعد. من جهته، قال القيادي في «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» جميل مزهر، إنه «لا يمكن أن نقبل مقايضة الحقوق الوطنية بأي قضايا ذات بعد إنساني... نحن نناضل من أجل قضية وطنية وثوابت وطنية». وأضاف في حديث صحافي من مسيرات شرق غزة، أن «المحاولات المستمرة للالتفاف على مسيرات العودة ستفشل أمام إرادة الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال».
في المقابل، تواصلت الحرائق في الأحراج المحيطة بالمواقع العسكرية الإسرائيلية في «غلاف غزة» أمس بفعل طائرات ورقية حارقة أطلقت من غزة. وذكرت وسائل إعلام عبرية أن حرائق اندلعت في مستوطنات «نيرعام» و«بئيري» و«كيسوفيم» و«كرم أبو سالم» و«مفسلايم» و«شاعر هنيغف»، كما أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن مستوطناً أصيب إصابة طفيفة جراء استنشاقه دخان حريق اندلع في منطقة «كرم أبو سالم». وفي وقت لاحق، قالت القناة الثانية العبرية إن جندياً أصيب بجروح طفيفة برصاص قناص من غزة. يأتي هذا بعدما أعاد جيش العدو رفع حالة التأهب في صفوف قواته ودفع بآلاف الجنود لمواجهة تظاهرات أمس، إذ قالت القناة العاشرة إنه تقرر نشر فرق من ألوية «جولاني» و«جفعاتي» و«اللواء 401»، إضافة إلى وحدات القناصة والوحدات الخاصة.
إلى ذلك، أدى نحو 290 ألف مواطن، من مختلف مناطق القدس وأراضي 1948 وممن انطبقت عليهم شروط الاحتلال من سكان محافظات الضفة المحتلة لدخول المدينة، صلاة الجمعة الرابعة «اليتيمة» من رمضان في المسجد الأقصى، بعدما كان الاحتلال قد استعد لهذه الجمعة بالدفع بالمزيد من وحداته ودورياته ونشرها في المدينة ومحيط البلدة القديمة والمسجد.
الأخبار
إضافة تعليق جديد