آل الجميل وإسرائيل
الجمل: من الصحيح القول إن عائلة الجميل والمجتمع الماروني كانا بقدر واضح يميلان ويقفان إلى جانب إسرائيل، ولكن ذلك الأمر كان سمة لجيل مضى، فقد أثبت وأكد الموارنة أنهم غير قادرين على الاستمرار في الاحتفاظ بالسلطة في لبنان، أو خدمة مصالح إسرائيل، وبشير الجميل –عم بيير الجميل- تم اغتياله قبل أيام من تقلده لرئاسة جمهورية لبنان، في عام 1982م. وأمين الجميل –والد بيير الجميل- كان غير قادر على الدخول في معاهدة سلام مع إسرائيل، بسبب ضغط سوريا التي أسقطت اتفاق 17 أيار..
و-إسرائيل- الحليف غير الرسمي لآل الجميل وبعض الموارنة تم التخلي عنها، عندما بدا واضحاً أن أيام إسرائيل في لبنان قد أصبحت معدودة وشارفت على الانتهاء.
إن عملية المشاركة والإسهام، أو بدلاً عن ذلك: الانتفاع والاستفادة من قتل حليف قديم في لحظة أو في وقت يمكن أن يوضع ويلقى فيه اللوم والمسؤولية على العدو أو الخصم يمكن ان تبدو –للبعض- غير محتملة، ولكن على الأقل إذا رجعنا إلى المفكر العسكري الاستراتيجي الصيني جين تزو، لوجدنا أنه يقول: (أن تربك، وتخدع، وتضلل، وتفاجئ العدو) هي من أهم وأكثر البديهيات الأساسية للحرب.
ومن هنا، فإن موت بيير الجميل يمكن أن يدفع لبنان إلى هاوية الحرب الأهلية، ويقود إلى عملية عزل أكبر ضد سوريا وحزب الله بواسطة المجتمع الدولي. ومن الممكن أن يمثل هذا التداعي المقصود للأفعال التي قام بها كل من الطرفين –أي سوريا وحزب الله- ولكن إذا كان السؤال الذي يتوجب طرحه هو: من هو المستفيد من عملية اغتيال بيير الجميل؟ فليس من الصعب أن ندمج ونضع إسرائيل بكل سهولة باعتبارها تمثل الطرف الوحيد الأكثر استفادة وانتفاعاً من سيناريو بيروت الذي تجري حالياً عملية تنفيذه.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد