أجانب من أصل سوري ينضمون لدعم المقاتلين
مع احتدام الحرب، وازدياد صعوبة الانشقاق من صفوف الجيش، ارتفع عدد المقاتلين من المتطرفين الأصوليين، كما ظهر عدد صغير، لكنه ملحوظ، من الأجانب ذوي الأصول السورية، ممن يحملون جوازات سفر غربية، في صفوف «الجيش الحر». وهم يأتون من بريطانيا وفرنسا وكندا والولايات المتحدة.
وجود الأجانب من أصول سورية ليس كافيا لتغيير وجهة المعركة، لكنه يضيف دون شك تعقيدات جديدة على المشهد الدموي، حيث الولاءات والطموحات تصبح غير واضحة.
عبيدة هيتو أحد هؤلاء، 25 عاماً من تكساس، انضم إلى المقاتلين، رغماً عن اعتراضات أبويه. اقتنص غياب والده في زيارة عمل، خلال إحدى نهايات الأسبوع، ليحقق رغبته في السفر إلى تركيا، حيث سهل له ناشطون الوصول إلى جبهة القتال الشرقية. والدته قالت لصحيفة «نيويورك تايمز» إن شعورها اليوم مثل شعور أمهات الجنود الأميركيين في فيتنام. خلال ثمانية أيام مرت من دون أن تسمع بشأن ابنها شيئا، كانت تحدق النظر في كل المشاهد الآتية من دير الزور، متفقدة وجه ابنها بين وجوه القتلى. الشهر الماضي، كاد عبيدة أن يصبح في عدادهم.
كان عبيدة قد مضى خلف مقاتلين يعتزمون اقتناص جنود سوريين، في نقطة للتفتيش. دخلوا جميعا إلى بناية مهجورة، داخل المدينة التي هجرها 85 في المئة من سكانها، عقب انتشار المقاتلين فيها، وحين صعدوا إلى الطابق الرابع، وجد أحد المقاتلين، وهو قناص، مكانا مناسبا، استهدف منه نقطة التفتيش، فأصاب جنديا سوريا. «حينها بدأ قصف البناية»، قال عبيدة، مضيفاً «حاولت التصوير من نافذة في طابق أدنى، لكن الرصاص أطلق في اتجاهي». لاذ عبيدة بالفرار، لكن الشظايا كانت أحدثت تمزقات في ذراعه وفخذه وظهره. نقل لاحقاً إلى مستشفى في اسطنبول، حيث يتم علاجه.
ويعلّق الباحث في «معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى» آرون زيلين على حالة هيتو قائلاً «على الرغم من أنه لا يقاتل في الخطوط الأمامية، إلا أنني أعتبره مقاتلا أجنبيا. ويحتفظ زيلين بسجل تقريبي للمقاتلين الأجانب في سوريا، بالاعتماد على التقارير الإخبارية وبيانات الأصوليين، ويقول إن المجموعتين معا، المتطرفين الأجانب والأجانب من أصل سوري، يعدون بالآلاف».
السفير نقلاً (عن «نيويورك تايمز»)
إضافة تعليق جديد