أحزاب عراقية تحذر من «الفاشية الدينية»
لم تمض ساعات على مطالبة شخصيات واحزاب سياسية وكتل برلمانية عراقية الرئيس جورج بوش بوقف الدعم عن حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي في حال عدم اتخاذها قراراً «بوقف التدخل الايراني» في العراق ومحذرة من «الفاشية الدينية»، حتى استهدف هجوم بسيارة مفخخة مقر رئيس الوزراء السابق إياد علاوي في منطقة الحارثية في حي المنصور غرب بغداد، ما أدى إلى مقتل شرطيين اثنين وإصابة آخرين.
وكان عدد كبير من الشخصيات، بينها علاوي ورئيس «جبهة التوافق» عدنان الدليمي وقعوا عريضة رفعتها «لجنة التنسيق بين القوى الوطنية» الى بوش السبت الماضي وجاء فيها «نؤمن بأن الرضوخ لحكومة خاضعة لإيران سيؤدي الى فاجعة تتمثل في بسط الفاشية الدينية». وطالب الموقعون الرئيس الأميركي بعدم «السماح بأن يعتم مسببو الفاجعة الحالية في العراق على سجلهم الاسود بالتمتع بدعمكم السياسي لهم باستغلال الخطأ في اعتماد المحاصصة الطائفية».
ووصفت الرسالة الاوضاع بأنها «فاجعة امنية وسياسية تزهق ارواح العراقيين يوميا»، معتبرين ان ذلك ناجم عن «فسح المجال امام النظام الايراني واستباحة المؤسسات والاجهزة الحكومية من جانب قوات (لواء) القدس» التابع لـ»الحرس الثوري» الايراني.
وحضت الرسالة على اجراء انتخابات مبكرة «لعرض الارادة الحقيقية لغالبية ابناء شعبنا بحيث اذا فقدت الميليشيات وفرق الموت التي تحكم بلدنا اليوم حرية عملها فلن تنال الاحزاب الموالية لايران اي دعم يذكر في انتخابات نزيهة تحت رقابة دولية».
وكانت «لجنة التنسيق» تأسست في تشرين الاول (اكتوبر) الماضي مستهدفة تناغم المواقف بين «حركة الوفاق الوطني» برئاسة علاوي و»مؤتمر اهل العراق» بزعامة الدليمي و»جبهة الحوار الوطني» برئاسة صالح المطلك و «مجلس الحوار الوطني» برئاسة خلف العليان.
من جهة ثانية أعلن رئيس مجلس إنقاذ الأنبار الشيخ حميد الهايس تقديم 16 مرشحاً الى رئيس الوزراء لشغل بعض الحقائب الوزارية الشاغرة، وكشف عن ترشيحه شخصياً لشغل منصب نائب رئيس الوزراء، فيما عبرت «جبهة التوافق» عن «عدم اهتمامها» بالخلفيات السياسية للمرشحين لشغل الحقائب التي انسحبت منها الجبهة.
وقال الهايس ان «رئيس الوزراء أبدى موافقة مبدئية على خمسة مرشحين من اصل 16 مرشحاً لشغل بعض الوزارات في مشروع التعديل الوزاري المرتقب».
وأكد الناطق باسم «التوافق» النائب سليم عبدالله ان قائمته «لا تبالي اذا ما اختار المالكي بدلاء جدداً لوزارات التوافق» وقال لـ «الحياة» ان «المالكي حر في اختيار أي من المرشحين لشغل وزارات التوافق» موضحا «لا نبالي ان كان المرشحون ينتمون الى مجلس الانقاذ او صحوة الانبار او من العشائر السنية الاخرى».
واعترف رزكار علي، القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني، في ختام محادثاته مع كبير مستشاري السفارة الاميركية في العراق ديفيد بيرس بوجود «عوائق كثيرة» تحول دون اجراء الاستفتاء على مصير كركوك في موعده المحدد قبل نهاية السنة طبقاً للمادة 140 من الدستور، فيما طالب رئيس الوزراء في حكومة اقليم كردستان عمر فتاح باتفاق مع واشنطن مماثل للذي وقعه الرئيس جورج بوش ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي «خشية اتفاق البلدين مرة اخرى فنتعرض الى مظالم».
وفي دمشق اعرب وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، خلال محادثاته مع المسؤولين السوريين امس عن «الارتياح» لنتائج التعاون بين دمشق وبغداد في تحقيق الامن في العراق، وتحدثت مصادر في دمشق عن احتمال زيارة مسؤولين اميركيين كبار العاصمة السورية قريباً. وكان زيباري بدأ امس زيارة رسمية تستمر ثلاثة ايام. وكان لافتا ان «وكالة الانباء» (سانا) اشارت الى ما قاله زيباري عن ن ان تحقيق الامن في العراق حصل «نتيجة الخطوات التي قطعتها الحكومة العراقية للتباحث مع دول الجوار بصورة بناءة».
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد