أدوية السعال والزكام خطرة على الأطفال دون السادسة

أعلنت شركات أدوية عدّة مصنّعة لبعض أدوية السعال والزكام أنها بصدد سحب منتجاتها التي تباع من دون حاجة إلى وصفة طبية خوفاً من نتائج سوء استعمالها. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أن السحب الذي بدأ فعلياً في الولايات المتحدة يشمل المنتجات المستخدمة للأطفال وليس للأولاد أو البالغين. وتأتي عملية السحب هذه بعد أسبوعين من حث مفتشين داخل «إدارة الغذاء والدواء الأميركية» (FDA)، والمسؤولة عن الترخيص للأدوية داخل الولايات المتحدة، حث إدارتهم على إصدار حظر كامل على أدوية السعال والزكام المخصصة للأطفال ما دون السادسة من العمر والتي تباع من دون حاجة لوصفة طبية. وكانت جمعية المستهلك للمنتجات الصحية (Consumer Healthcare Products Association) قد أوصت قبل أسبوعين بوقف استخدام هذه المنتجات للأطفال.
وبالرغم من التوصية استمرت شركات عملاقة منتجة للأدوية مثل «جونسون وجونسون» وWyeth وNovartis في بيع هذا النوع من الأدوية قبل أن تقرر أخيراً سحبها بعد حدوث حالات سوء استعمال أدت إلى إعطاء جرعات مفرطة للأطفال بحسب ما نقلت «نيويورك تايمز» عن رئيسة جمعية المصنعين ليندا سويدام.
وكان عدد كبير من الأطفال قد توعكوا بعد أن أعطوا خطأ جرعات كبيرة من الدواء إما لأن أهاليهم لم يتنبهوا إلى احتواء عقارين من شركتين مختلفتين على المادة نفسها وإما لأنهم أعطــوهم كمــيات غير منــاسبة. ولكن هناك أيضاً تقارير تشير إلى أنه حتى الأطفال الذين يتناولون جرعات صحيحة هم أيضاً عرضة للخطر.
وسوف تبحث لجنة من الخبراء المستقلين خلال الأسبوع المقبل سلامة هذه الأدوية وتقدم توصيات «لإدارة الغذاء والدواء».
وقالت مديرة قسم علاجات الأطفال في الإدارة، ديان مورفي، إنه بالإضافة إلى الإجابة عن الأسئلة الأساسية حول سلامة هذه الأدوية وفعاليتها فإن الإدارة تنوي أيضاً أن تستفسر من الخبراء حول مدى استحسانهم للجمع بين علاجات عدة مع بعض. كما ستناقش آليات تأمين جرعات دقيقة في وقــت لوحظ فيه أن أجهزة قياس هذه الجرعات، وبعضها يقدمها مصنعو الدواء أنفسهم، غير دقيقة.
كما سيناقش الخبراء ما إذا كان من الآمن إعطاء هذه الأدوية للأطفال بين سن السنتين وسن الست سنوات. إذ نقلت الصحيفة عن أحد أعضاء لجنة الأدوية في الجمعية الأميركية لأطباء الأطفال، الدكتور دانيال فراتاريللي قوله «لا أنصح باستخدامها على أي طفل. فهذه الأدوية لا تفيد وإنما يمكنها أن تؤذي فلا تستخدموها».
والمنتجات التي تم سحبها تشمل الأدوية التالية:
- Dimetapp Decongestant Infant drop من Wyeth
- Robitussin Infant cough DM drops من Wyeth
- Little Colds Decongestant Plus Cough, by Prestige Brands
- Pediacare Infant Drops Decongestant من Johnson & Johnson
- Tylenol Concentrated Infant Drops Plus Cold and Cough من Johnson & Johnson
- Triaminic Infant من Novartis
- Toddler Thin Strips Decongestant من Novartis

ولا يشمل السحب أدوية «تيلانول» من فئة مخفضات الحرارة وإنما فقط مضادات الاحتقان للأطفال دون السادسة.
والأدلة ضعيفة على أن أدوية السعال والزكام مفيدة للأطفال الصغار وهناك خوف متزايد من أن تكون خطيرة. فمنذ العام 1969 وحتى العام 2006 توفي 45 طفلاً في الولايات المتحدة بعد تناولهم مزيلاً للاحتقان و69 توفوا بعد تناول مضاد الـ«هيستامين» بحسب «أف دي أي».
وقد سجل مركز مراقبة التسمم في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا أربع حالات من الهلوسة الممتدة لفترة طويلة بين أطفال في عمر ست سنوات أعطوا جرعات صحيحة من هذه الأدوية.
ولا يعرف بالضبط السبب الذي أدى إلى وفاة الأطفال المرتبط بتناول هذا النوع من الأدوية. غير أن المواد المستخدمة في هذه الأدوية يمكنها أن تؤثر على الجهاز العصبي المركزي مسببة رجفة وقلقاً وأرقاً. كما يمكنها أن تسبب مشاكل في القلب مثل ضربات قلب سريعة أو غير منتظمة. إذ أن الجرعات الأعلى من الطبيعي تؤثر على النظام الكهربائي للقلب، وبعض الأدوية تؤثر أيضاً على الشرايين وارتبطت بارتفاع في ضغط الدم وجلطات.
وكانت الموافقة على إعطاء هذا النوع من الأدوية للأطفال قد حصلت قبل بضعة عقود من الزمن من دون إجراء اختبارات كافية على الأطفال، لأن الخبراء افترضوا أن الأطفال هم ببساطة «بالغون صغار» وأن الأدوية الموافق عليها للبالغين يمكنها أن تكون فعالة أيضاً للصغار.
غير أن أبحاثاً حديثة أظهرت أن كلتا الفرضيتين غير صحيحة بل على العكس، أن أدوية السعال والزكام المخصصة للأطفال لا تعمل بشكل أفضل من العقاقير غير الفعالة (بلاسيبو).
وفي حال إصابة الطفل بالزكام أو السعال ينصــح الأطباء بالتأكد من أن الطفل يحصل على كمية كافية من السوائل وأن يكون في غرفة خالية من دخان السجائر وذات تهوئة جيدة. أما في حال ارتفاع الحرارة فيمكن إعطاؤه مثبطات للحرارة مع وضعه في حوض للمياه الدافئة ووضع المياه على رقبته وتحت إبطيه لربع ساعة.

المصدر: السفير