أردوغان يحاول الدخول إلى الإتحاد الأوروبي من بوابة لندن
بدأ الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم، زيارة رسمية لثلاثة أيام إلى المملكة المتحدة، التي وصفها بأنها حليف «استراتيجي، وموثوق به»، حيث سيلتقي، الثلاثاء، كلّ من رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، والملكة إليزابيث الثانية. تتركز هذه الزيارة على بحث القضايا الجيوسياسية والاقتصادية، كما يتوقع أن يبحث مع ماي الأوضاع في سوريا والعراق والاتفاق النووي الإيراني ومكافحة الإرهاب.
شراكة اقتصادية
ركّز الرئيس التركي، قبيل مغادرته إلى لندن، على أن «المملكة المتحدة حليف استراتيجي وثمين وموثوق به»، مضيفاً أن «الشراكة بين تركيا والمملكة المتحدة ضرورية».
بناءً على ذلك، من المنتظر التطرّق، خلال الزيارة، إلى زيادة المبادلات التجارية بين البلدين، مع اقتراب موعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ولذلك قال أردوغان إن بلاده على «استعداد لتعاون أكبر مع المملكة المتحدة بعد بريكست وفي كافة المجالات».
وفيما بلغت، في عام 2017، قيمة المبادلات التجارية بين البلدين 15.8 مليار يورو، وفق مكتب الإحصاء البريطاني، رأى الرئيس التركي أن «إمكانات بلدينا تتيح تجاوز هذا الرقم». الهدف، وفق أردوغان، «رفع حجم التبادل التجاري بين أنقرة ولندن إلى 20 مليار دولار»، علماً أن «بريطانيا استثمرت في تركيا، خلال السنوات الـ15 الماضية، بقيمة 10 مليار دولار». أشار الرئيس التركي، أيضاً، إلى أن هناك «تعاوناً بين مؤسسات الصناعات الدفاعية لكلا البلدين، في مجال إنتاج المقاتلة الحربية التركية، ونعتزم توقيع اتفاقيات لتنفيذ العديد من المشاريع الجديدة، خلال الفترة المقبلة».
قضايا إقليمية
سيبحث أردوغان مع رئيسة الوزراء البريطانية، أيضاً، العلاقات الثنائية ومكافحة الإرهاب والمسائل الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وفق ما قال. وتابع أن «الفرصة مناسبة لتقييم مواقفنا وآرائنا مع بريطانيا حيال التحديات الإقليمية والعالمية، فالتطورات الحاصلة على الساحة الدولية يتم تداولها على مستوى رفيع مع بريطانيا التي تعتبر شريكاً وحليفاً استراتيجياً لتركيا».
من هذه القضايا الإقليمية التي سيناقشها أردوغان مع ماي، آخر التطورات المتعلقة بالأزمة القبرصية، على اعتبار أن بريطانيا وتركيا دولتان ضامنتان لمسار محادثات السلام في الجزيرة، وفق ما أكّد. كذلك، أشار إلى أنّ التطورات الحاصلة في الاتحاد الأوروبي ومستجدات الأحداث في سوريا والعراق وإيران، ستكون ضمن أجندته خلال لقاءاته الرسمية في بريطانيا.
الوضع الداخلي
تأتي زيارة أردوغان قبل بضعة أسابيع من انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة تشهدها تركيا في 24 حزيران، فيما لا يزال مهيمناً على السلطة في البلاد منذ 15 عاماً، ويسعى إلى ترسيخ سلطته أكثر من خلال الاقتراع الذي سيشهد انتقال الجمهورية التركية إلى نظام رئاسي تتركز السلطات فيه بيد الرئيس، بينما تعيش البلاد تحت حالة الطوارئ.
لذلك، دعت مديرة «منظمة العفو الدولية» في بريطانيا، كاتي ألين، تيريزا ماي إلى جعل موضوع حقوق الإنسان «أولوية» أثناء محادثاتها مع أردوغان، مشيرةً إلى أنه «تحت غطاء حالة الطوارئ عمدت السلطات التركية إلى تفكيك المجتمع المدني وسجنت المدافعين عن حقوق الإنسان وأوجدت مناخ خوف خانقاً».
من جهةٍ ثانية، وجهت عدّة منظمات حقوقية تمثّل الأكراد دعوات إلى التظاهر أثناء زيارة أردوغان. كذلك، تنظّم منظمات «مراسلون بلا حدود» و«إندكس» و«سنسورشيب» و«أنترناشنل فريدوم أوف أسكبرسين أكستشاينج»، تجمعاً الثلاثاء في لندن للدفاع عن حرية الصحافة في تركيا.
الأخبار
إضافة تعليق جديد