أردوغان يهنئ الشرطة بـ«النصر» على «الخونة» حملة اعتقالات والأتراك يتظاهرون بصمت

19-06-2013

أردوغان يهنئ الشرطة بـ«النصر» على «الخونة» حملة اعتقالات والأتراك يتظاهرون بصمت

بعد الاعتداء على المتظاهرين وإخراجهم بالقوة من «ميدان تقسيم» وحديقة «جيزي» في اسطنبول يوم السبت الماضي، بدأت الحكومة التركية بحملة تصفية حسابات مع المتظاهرين عن طريق شن حملة أمنية واسعة من الاعتقالات، استهدفت أساساً يساريين. أما رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان فوصف ما حصل من طرد للمحتجين بانه «انتصار» جديد لحكمه، متوعدا بتعزيز قدرات الشرطة لتمكينها أكثر من مواجهة الاحتجاجات.
ولكن معارضي الحكومة، وبعد منعهم من التظاهتظاهرة صامتة في «ميدان تقسيم» في اسطنبول أمس (ا ب ا) ر، أوجدوا طريقة جديدة لا يمكن اتهامهم من خلالها بالعنف أو بالإرهاب، وهي باختصار الوقوف لساعات طويلة، وبصمت.
وقال أردوغان أمس، في كلمة أمام نواب حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، إن «ديموقراطيتنا تعرضت مجدداً لاختبار، وخرجت منه منتصرة»، مضيفاً ان «الشعب وحكومة حزب العدالة والتنمية أحبطا هذه المؤامرة التي حاكها خونة وشركاؤهم في الخارج».
وفي كلمة استمرت أكثر من ساعة، ندد أردوغان بمن وصفهم بـ«اللصوص» و«الفوضويين» الذين احتلوا الشارع، وبـ«وسائل الإعلام الدولية المضللة»، وكذلك بالانتقادات التي وجهت إليه بسبب تعامله مع التظاهرات.
وتوجه رئيس الحكومة بالشكر إلى القوات الأمنية، وقال: «اشكر أيضاً وأيضاً الشرطة لصبرها وحكمتها»، مبرراً لجوءها الكثيف إلى الغاز المسيل للدموع، حيث اعتبر انه «في الواقع اعتمدت شرطتنا موقفاً ديموقراطيا ضد العنف المنهجي ونجحت في اختبار الديموقراطية». وتساءل: «تم تقديم الشرطة على أنها استخدمت العنف، من الذي استخدم العنف؟ كل الإرهابيين والفوضويين ومثيري الشغب».
وتابع رئيس الحكومة ان «هذه المؤامرة أحبطت، وهذا السيناريو أصبح في سلة المهملات قبل بدء تطبيقه»، مؤكداً «سنعزز بشكل إضافي شرطتنا، وسنزيد بشكل إضافي قدراتها على التدخل» ضد المتظاهرين.
وعاد وحذر من أي رغبة جديدة في التظاهر، وبنبرة تهديد قال: «اعتباراً من الآن، لن يكون هناك أي تساهل إزاء أناس أو منظمات تنخرط في أعمال عنيفة».
يُذْكَر أنه خلال أسبوعين من الاحتجاجات قتل أربعة متظاهرين وشرطي، وأصيب أكثر من 7800 متظاهر، ستة من بينهم في حالة حرجة، و11 فقدوا نظرهم.
ولمواجهة معارضيه، بيّن أردوغان أن حزبه الحاكم قرر تنظيم تجمعات كبرى جديدة اعتبارا من بعد غد الجمعة في ثلاث مدن تحت شعار الدفاع عن الحكومة. وكانت تجمعات مماثلة نُظِّمت يومي السبت والأحد الماضيين في كل من أنقرة واسطنبول.
وفي ما يمكن وصفه بتصفية حسابات مع المحتجين، اعتقلت الشرطة أمس أكثر من مئة معارض، غالبيتهم من اليسار. وفي اسطنبول، تم اعتقال حوالي 90 عضوا في «الحزب الاشتراكي للمضطهدين»، وهو تشكيل صغير نشط في الاحتجاجات الأخيرة، بحسب ما أفادت نقابة المحامين في اسطنبول.
وأشارت وسائل الإعلام التركية إلى اعتقال نحو 30 شخصاً في أنقرة، و13 في اشكيشهير (شمال غرب).
وفي المقابل، تحدث وزير الداخلية معمر غولر عن توقيف 62 شخصاً في اسطنبول، و23 في أنقرة في إطار ما وصفه بعملية أعدت منذ زمن طويل ضد «المنظمة الإرهابية (الحزب الشيوعي الماركسي اللينيني) التي شاركت أيضاً في تظاهرات حديقة جيزي».
يذكر أنه وفقاً لنقابتي المحامين في اسطنبول وأنقرة، فإن القوات الأمنية اعتقلت يوم الأحد الماضي حوالي 600 شخص.
إلى ذلك، ذكرت صحيفة «حرييت» أن وزارة العدل بدأت العمل على مشروع قانون لمكافحة الإجرام على الانترنت من أجل تقييد دور وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الدعوات إلى التظاهر.
وللالتفاف على حظر التظاهر في «ميدان تقسيم»، أوجد المتظاهرون شكلاً جديد لتحدي الحكومة وهو اتخاذ وضعية «الرجل الواقف». وهكذا تسمر مصمم الرقص اردم غوندوز مساء أمس الأول صامتاً من دون حراك حوالي ثماني ساعات. وبحلول الساعة الثانية صباحاً، كان انضم إليه حوالي 300 شخص، إلا أن الشرطة احتجزت عشرة رفضوا الحراك.
وفي حديث إلى تلفزيون «حرييت»، قال غوندوز: «ربما يتعلم الناس والإعلام شيئاً من الوقوف صمتاً... ربما يشعرون ببعض التعاطف»، مضيفاً: «أنا مواطن عادي في هذا البلد، نحن نريد أن يُسْمَع صوتنا فقط».
وسرعان ما أطلق على غوندوز لقب «الواقف»، وأصبح مصدر إلهام لاحتجاجات مماثلة في اسطنبول، وأنقرة، ومدينة إزمير على ساحل بحر إيجة، ومناطق أخرى.
وشارك المئات في الوقفات الصامتة، وتحديداً في «ميدان تقسيم» والأماكن التي شهدت اغتيالات سياسية. ووقف ثلاثة رجال بالقرب من «ميدان تقسيم» حيث قتل الصحافي هرانت دينك رمياً بالرصاص في العام 2007. كذلك، وقفت مجموعة من النساء أمام فندق في مدينة سيواس، حيث توفي 37 شخصاً في العام 1993 في حريق ناتج من تظاهرات للإسلاميين ضد وجود الكاتب سلمان رشدي.
إلى ذلك، وقف رجل وحيد في هاتاي بالقرب من الحدود السورية بالقرب من نصب تذكاري لعبد الله كومرت، الذي قتل خلال الاحتجاجات الأخيرة في أنطاكية. وفي أنقرة، تجمع العشرات في موقع قتل فيه أحد المتظاهرين، والأمر ذاته تكرر في إزمير.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...