"أزمة التقريرالصحفي"تتفاقم ووزيرخارجية السويد يلغي زيارة إسرائيل
في مؤشر على تفاقم الأزمة بين السويد وإسرائيل على خلفية تقرير صحفي حول سرقة أعضاء أجساد الضحايا الفلسطينيين، أفادت الإذاعة الإسرائيلية بأن وزير الخارجية السويدي، كارل بيلدت، ألغى زيارته لإسرائيل التي كانت مقررة الجمعة المقبل.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصادر دبلوماسية إسرائيلية أن إلغاء الزيارة يعود إلى حالة التوتر التي تسود العلاقات بين الجانبين بسبب التقرير الذي نشرته صحيفة "أفتونبلاديت" السويدية مؤخراً حول سرقة إسرائيل أعضاء أجساد قتلى فلسطينيين واستخدامها في عمليات زرع جراحية، ورفض الحكومة السويدية إدانة هذا التقرير رسمياً، باعتبار أنه يدخل تحت بند حرية الصحافة الذي يصونه الدستور السويدي.
وفيما قال بيلدت إن قراره نابع من "التوقيت السيئ" فيما يتعلق بالمحادثات الإسرائيلية الأمريكية حول عملية السلام في الشرق الأوسط، فإن مصدراً في وزارة الخارجية السويدية عزا السبب الحقيقي لمخاوف ستوكهولم من أن يلاقي الوزير السويدي استقابالا بارداً في القدس، بحسب ما نقلت صحيفة هاآريتس الإسرائيلية الأحد.
وكان التقرير الصحفي حول قيام جنود بالجيش الإسرائيلي بقتل فلسطينيين وسرقة أعضائهم قد أثار ضجة في إسرائيل، بحيث دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو استوكهولم إلى إدانة التقرير.
وسبق أن صرح وزير المالية الإسرائيلية، يوفال شتاينتس، بأنه في حال أصرت استوكهولم على عدم إدانة الصحيفة فإن حكومته قد تلغي زيارة وزير الخارجية السويدي إلى تل أبيب.
من جانبه انتقد وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، موقف السويد الذي ركز على عدم التدخل في شؤون الصحافة، مشبهاً إياه بموقفها الحيادي خلال الحرب العالمية الثانية.
وقال ليبرمان، بعد لقاء جمعه بالسفيرة السويدية في إسرائيل في أغسطس/آب الماضي: "من المعيب أن ترفض وزارة الخارجية السويدية التدخل في أمور تحمل تشهيراً باليهود.. المقال الذي نُشر هذا الأسبوع يمثل تتمة طبيعية (لقضايا تشهيرية منسوبة إلى اليهود) مثل بروتوكولات حكماء صهيون واستخدام دماء الأطفال الإنجليز في إعداد فطير العيد."
وكانت السفيرة السويدية في إسرائيل، إليزابيث بونيير، قد انتقدت المقال باعتباره يشكل "صدمة للشعبين السويدي والإسرائيلي،" غير أن وزارة الخارجية السويدية سارعت إلى القول بأن موقف السفيرة "شخصي،" مشددة على حرية الصحافة لديها.
يذكر أن الخارجية الإسرائيلية نفت الاتهامات الواردة في تقرير الصحيفة السويدية، الذي نشر في السابع عشر من أغسطس/ىب الماضي، للصحفي دونالد بوستروم، بعنوان "إنهم يسرقون أعضاء أبنائنا."
وربط الصحفي بين شهادات عدد من الفلسطينيين و"الفضيحة" التي كُشفت بولاية نيوجيرسي الأمريكية مؤخراً، وتضمنت حاخامات تورطوا بعمليات بيع أعضاء.
وأفاد الصحفي السويدي، بأن ما كان يحاول القيام به في تقريره، هو إيراد أمثلة على نشاطات لبيع الأعضاء في إسرائيل، وقال إنه لا يمتلك أدلة على قيام جنود إسرائيليين بسرقة أعضاء من جثث تعود لفلسطينيين، لكنه كان يدعو للتحقيق في هذه المزاعم التي قيل الكثير عنها في تسعينيات القرن الماضي.
وسارع مسؤولون إسرائيليون إلى وصف التقرير بأنه "معاد للسامية"، وقال المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية، إيغال بالمور إن ما جاء فيه يحمل "مادة عنصرية مثيرة للصدمة."
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد