أزمة خانقة بالغاز المنزلي بالحسكة والجهات المعنية تتقاذف الاتهامات

15-01-2008

أزمة خانقة بالغاز المنزلي بالحسكة والجهات المعنية تتقاذف الاتهامات

الجمل- الحسكة- خليل اقطيني: *لم يترك منير معتمداً للغاز المنزلي في مدينة الحسكة، إلا وذهب إليه راجياً ومتوسلاً استبدال أسطوانة الغاز التي يحملها، لكنه لم يفلح. على الرغم أنه عرض عليهم جميعاً ثمناً مرتفعاً، ليقينه أن جميع الباعة يرفضون ( علناً ) الالتزام بالتعرفة المحددة لأسطوانات الغاز، غير آبهين بأحد. و لأن عودته إلى البيت بدون أسطوانة غاز مملوءة معناه بقاء أسرته بدون طعام، إلا إذا قررت أم العيال استخدام الحطب، اضطر منير لاستئجار تكسي و التوجه إلى حي غويران حيث مقر قسم الشركة العامة لتوزيع الغاز. ولدى وصوله فوجئ أن جمعاً غفيراً من الناس قد سبقوه. وبعد طول انتظار جاءت سيارة محملة بأسطوانات الغاز ودخلت مقر الشركة ومكثت هناك. وبعد طول انتظار آخر حضرت دورية شرطة، تلتها دورية تموين. وبدأت الدوريتان تشرفان على التوزيع الذي ليته لم يبدأ، لأنه ما إن شُرع بالتوزيع حتى هجم الناس على السيارة، وبدأت معركة حامية من الدفش والرفس ولا جولات البسوس. ولم يجد منير أمامه من مناص سوى الهجوم هو الآخر، فدس نفسه وسط الناس، وبعد ساعة من الدفش والرفس، خرج وبيده أسطوانة مملوءة، ولم يكد يرفع شارة النصر حتى فوجئ بضحكات الحضور وهمسهم وغمزهم تجاهه، ولم يكد يلقي نظرة على نفسه حتى اكتشف أنه خرج من ذلك المحشر بنصف جاكيت ونصف بنطلون. أما القميص فصار بلا أزرار وبلا أكمام وبقبة صينية وتحول من سادة إلى مقلم.
وعندما حضر إلى مكتبنا قلنا له أنه قصد المكان الخاطئ، ذلك أن عليه التوجه إلى الشرطة كونها المسؤولة عن التحقيق بالمشاجرات و ماشابه. لكنه ما إن شرح لنا قصته بعد أن شرب ثلاثة كاسات من الماء و إبريق من الشاي. حتى رفعنا السماعة واتصلنا بقسم الشركة العامة لتوزيع الغاز، فعرفنا أن رئيس القسم قرر مؤازرة الخليجيين بالاحتجاج على زيارة بوش، كما عرفنا أن إدارة الشركة كلفت بشرى بتسيير أمور القسم ريثما يعود بشير. وعلى الفور قررت بشرى الديري التحول من الدفاع إلى الهجوم فخطفت الكرة، وقذفت بها إلى أبعد ما يمكن، لتستقر على بعد مائتي كم حيث معمل غاز السويدية، ملقية بالمسؤولية على هذا المعمل كونه لا ينتج ما يكفي المحافظة أولاً، ويقوم بتأخير تحميل السيارات العائدة للشركة ثانياً. لكن المهندس وهيب إسماعيل مدير استثمار الغاز بالسويدية نفى هاتين التهمتين، مبيناً أن أزمة الغاز في محافظة الحسكة، تعود لاحتكار المادة من قبل الموزعين، وازدياد الآليات العاملة على الغاز بعد ارتفاع سعر البنزين، إلى جانب زيادة استهلاك المادة من قبل الناس في التدفئة بسبب البرد. وقال إن الطاقة الإنتاجية لوحدة تعبئة أسطوانات الغاز هي 10500 أسطوانة بورديتي عمل يومياً، تمت زيادتها إلى 11 ألف أسطوانة بناء على توجيهات المحافظ. و لا يمكن زيادة الطاقة الإنتاجية أكثر من ذلك، بسبب عدم توفر اليد العاملة اللازمة للوردية الثالثة من جهة، وقدم الوحدة من جهة ثانية. ومن حديث المهندس إسماعيل اكتشفنا أنه لا علاقة للمعمل بإدخال السيارات إلى وحدة التعبئة كما قالت بشرى الديري، و إنما هناك مكتب يعود لقسم الشركة العامة لتوزيع الغاز هو المسؤول عن ذلك. حيث أخبرنا العامل في المكتب خضر ونوس أن على السيارات الانتظار فترة لا تقل عن خمسة أيام وقد تمتد إلى أكثر من ذلك حتى يأتيها الدور وتدخل إلى وحدة التعبئة، وراح يتناغم مع ما قالته بشرى الديري بتحميل المعمل مسؤولية الأزمة. كما أنه دفعنا لوضع علامة استفهام كبيرة حول رفضه اعتبار السيارات المستأجرة من قبل قسم الشركة بالحسكة، بمثابة الحكومية التي يجب استثناؤها من الدور.
أما خضر الخضر عضو المكتب التنفيذي لمجلس المحافظة، فاتفق مع مدير المعمل حول أسباب الأزمة. وقال إن هناك إجراءات عديدة تم اتخاذها لمواجهة هذه الأزمة الخانقة، منها قيام مديرية التجارة الداخلية بالإشراف على التوزيع، و الطلب من قيادة الشرطة حجز كافة الآليات العاملة على الغاز لمدة 15 يوماً وتغريم أصحابها بمبلغ 3000ل.س وتقديم 500ل.س مكافأة للشرطي الذي يضبط سيارة تعمل على الغاز.
بقي أن نشير إلى أنه منذ سنوات، والجهات المختصة تطالب بإحداث وحدة تعبئة غاز أخرى في مدينة الحسكة. ونعتقد أنه آن الأوان للمباشرة بإنشاء هذه الوحدة بأسرع ما يمكن. لأن أزمة الغاز المنزلي في المحافظة، مرشحة للتفاقم والازدياد مع مرور الوقت. كما إنه من المفيد جداً سحب إشراف مديرية التجارة الداخلية على تنظيم دور السيارات أمام وحدة التعبئة في السويدية أيضاً.

الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...