أعداء سورية يدعمون استمرار الحرب السورية ويرفضون الإنتخابات الرئاسية
أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، في ختام اجتماع مجموعة "أصدقاء سوريا" في لندن أمس، أن الدول الـ11 التي تمثل المجموعة لا تزال تتعهد "بتغيير الأوضاع على الأرض في سوريا". وفي حين أن كيري رفض التعليق على موضوع تقديم أسلحة إلى المقاتلين، فإن البيان الختامي للمجموعة ذكر انه "تم الاتفاق بالإجماع على اتخاذ مزيد من الخطوات من خلال إستراتيجية منسقة لزيادة دعمنا للمعارضة المعتدلة، للائتلاف الوطني والمجلس العسكري الأعلى التابع له والجماعات المسلحة المعتدلة المرتبطة به".
وسارعت موسكو إلى اتهام المجموعة باتخاذ موقف "هدام". وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف "على عكس بعض الشركاء الغربيين المجتمعين في لندن فنحن نعمل مع كل الأطراف السورية وليس فقط مع طرف واحد كأننا ندعمه ضد الآخر". وأضاف "بالنسبة لنا.. هذا الأسلوب متحيز وهدام".
وكان نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف اعتبر أن على الموفد الدولي الجديد إلى سوريا أن يكون "سياسيا يحظى باحترام، وتقبل به الحكومة السورية والمعارضة. شخصية قادرة على إعطاء دفع لعملية تسوية" الأزمة السورية.
وعقد وزراء خارجية مجموعة "أصدقاء سوريا" الـ11 اجتماعا في لندن، بحضور رئيس "الائتلاف الوطني" المعارض احمد الجربا، وذلك بعد يومين من استقالة المبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي. وتضم المجموعة بريطانيا وألمانيا وايطاليا وفرنسا والولايات المتحدة وتركيا والسعودية ودولة الإمارات وقطر ومصر والأردن.
وجاء في البيان الختامي للمجموعة "نحن الدول الـ11، النواة الأساسية لمجموعة أصدقاء سوريا، ندين البرنامج الأحادي الجانب لنظام الأسد لتنظيم انتخابات رئاسية غير شرعية في الثالث من حزيران. انه يسخر من الضحايا الأبرياء لهذا النزاع، ويتناقض تماما مع بيان مؤتمر جنيف ويشكل محاكاة ساخرة من الديموقراطية. وبسبب القوانين التي وضعها النظام، فان ملايين السوريين لن يستطيعوا المشاركة في هذه الانتخابات". وأضاف "ندعو المجتمع الدولي كافة إلى رفض تلك الانتخابات غير الشرعية، مثل ما فعل كل من الجامعة العربية والأمم المتحدة والولايات المتحدة وتركيا والاتحاد الأوروبي".
وتابع البيان "اتفقنا بالإجماع على القيام بالمزيد من الخطوات من خلال إستراتيجية منسقة لزيادة دعمنا للمعارضة المعتدلة، للائتلاف الوطني والمجلس العسكري الأعلى التابع له والجماعات المسلحة المعتدلة المرتبطة به، ومحاسبة نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد على الإرهاب الذي يرتكبه ضد شعبه والذي ينتشر في المنطقة، وضمنها إحالة مجلس الأمن (الموضوع) إلى المحكمة الجنائية الدولية، ومواجهة القوى المتشددة التي تتزايد، واستكمال إزالة الأسلحة الكيميائية السورية، وزيادة الجهود لتمرير المساعدات الإنسانية عبر الحدود وعبر خطوط إمداد بغض النظر عن موافقة النظام على الأمر من عدمه. لقد وجهنا مسؤولينا من اجل وضع خطة وتطبيقها".
وأعلن وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ، في مؤتمر صحافي في ختام الاجتماع، أن "بريطانيا ستقدم 30 مليون جنيه إسترليني إضافية (50 مليون دولار) كدعم عملي لمساعدة المعارضة". وقال "لقد قررنا رفع مستوى المكتب التمثيلي للائتلاف الوطني إلى بعثة، اعترافا بقوة شراكتنا" وذلك بعد 10 أيام من خطوة أميركية مماثلة.
واعتبر هيغ أن الحل السياسي لإنهاء الحرب في سوريا بعيد المنال. وقال "بالرغم من المكاسب العسكرية لقوات النظام، فان المجموعة تعتقد أن أي طرف لن يحقق نصرا عسكريا". وأضاف ان هدف المجموعة "هو مضاعفة الجهود من اجل التأكد من بقاء المعارضة المعتدلة".
وأعلن كيري، انه اطلع على "معطيات أولية تشير إلى أن الكلور استخدم في النزاع السوري". وقال "لقد شاهدت دليلا، رغم انه لم يتم التحقق منه بعد، ولكنني اطلعت على معطيات أولية تشير، كما ذكرت فرنسا، إلى استخدام الكلور عدة مرات أثناء الحرب". ولم يوضح أي طرف قد يكون استخدم الكلور، لكنه قال إنه "إذا تم التأكد من هذا الأمر، فانه يخالف معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية ومعاهدة الأسلحة التي وقعت سوريا عليها".
وقال ان الولايات المتحدة اتفقت مع حلفائها على "مضاعفة الجهود" لدعم المعارضة "المعتدلة"، وهي راغبة في تقديم المساعدات الى المناطق الخاضعة لسيطرة المسلحين عبر منظمات غير حكومية بدلا من الأمم المتحدة.
واضاف "سيتم السعي وراء كل مجال ممكن ومتاح من جانب دولة أو أخرى. نحن منفتحون على فكرة تقديم المساعدات من خلال اي وسيلة تصل إلى الناس الذين يحتاجون إليها. وبينما لم يتم اتخاذ قرار صريح فإننا منفتحون على أي شيء"، لكنه رفض قول ما إن كان ذلك يشمل تسليحها. وتابع "لست بصدد بحث أسلحة معينة، ولا ما يمكن أن تقدمه أو لا تقدمه أي دولة (من أسلحة)، لكن بعد اجتماع اليوم سيجري النظر في كل ما يمكن القيام به، وهذا يتضمن الجهد السياسي وتقديم المساعدات للمعارضة كما يتضمن الجهود الاقتصادية والعقوبات".
وأعلن كيري أن الدول المشاركة في المجموعة تعهدوا بشكل جماعي "تغيير الوضع على الأرض السورية". وأضاف "ستجتمع فرقنا في وقت قريب من اجل وضع تدابير محددة ليكون لنا تأثير اكبر"، مشيرا إلى "انه تم الاتفاق على مضاعفة الجهود لدعم المعارضة المعتدلة من اجل التوصل إلى حل سلمي يريده الشعب السوري". وتحدث عن "تغير الأوضاع على الأرض خلال العام الماضي، حيث شارك حزب الله والحرس الثوري الإيراني في القتال، وتزايد عدد الإرهابيين الذين يقاتلون ضد الأسد، وللأسف أدى هذا الأمر إلى اندلاع معارك بين المعارضة والإرهابيين، وليس الأسد".
واعتبر كيري، ردا على سؤال، أن "الجيش السوري الحر تحسن بشكل واضح، وأصبح له مراكز قيادة وسيطرة، وهناك تنسيق اكبر حول دعمه، بخلاف العام الماضي حيث كانت دولة أو أخرى تقدم دعما إلى مجموعة أو أخرى. الآن أصبح الموضوع مركزا أكثر".
ووصف الانتخابات الرئاسية السورية المقررة في 3 حزيران المقبل بأنها "اهانة ومهزلة". وقال "لقد اتفقنا معا في القول بان انتخابات الأسد الزائفة هي مهزلة وإهانة وتزوير".
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد