أنباء عن رضوخ أميركي لشروط دمشق بتفكيك «التنف»
دك الجيش العربي السوري معاقل الإرهابيين في القنيطرة بعد استمرار هؤلاء بقصف المناطق الآمنة والمدنيين بالقذائف، على حين منعت تنظيمات إرهابية أهالي ومسلحين كانوا يتوجهون إلى درعا للتفاوض حول المصالحة.ووسط أنباء عن رضوخ أميركي لشروط دمشق عبر تفاهمات أميركية روسية تقضي بتفكيك قاعدة التنف الأميركية، وعودة الجيش إلى الحدود وفتح معبر نصيب كان الاحتلال الصهيوني حزيناً على إمكانية تعرض «المتعاونين المحليين» معه للخطر، وحاول رئيس حكومته الاستنجاد بالأوروبيين لتدارك مصالح كيانه من أي عودة للدولة السورية إلى الجنوب.
وذكرت وكالة «سانا» للأنباء، أن مجموعات إرهابية من تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي تنتشر في قرية أم باطنة اعتدت بعدد من القذائف الصاروخية والهاون على بلدة خان أرنبة في محافظة القنيطرة جنوب البلاد ما أدى إلى وقوع أضرار مادية بمنازل الأهالي وممتلكاتهم دون التسبب بإصابات بين المدنيين.
وأشارت الوكالة إلى أن مدفعية الجيش ردت على مصادر إطلاق القذائف في قرية أم باطنة إلى الجنوب من بلدة خان أرنبة ودمرت منصات لإطلاق القذائف وأوقعت خسائر في صفوف المجموعات الإرهابية.
من جهتها تحدثت مواقع إلكترونية معارضة، أن القصف الذي شنه الجيش تزامن مع وصول تعزيزات للجيش للبدء بعمل عسكري في الأيام المقبلة.
وأفادت المواقع، بأن القصف المدفعي والصاروخي استهدف كلاً من مسحرة والعجرف وأم باطنة والحميدية الواقعة في الريف الشمالي للقنيطرة، والمحاذية لمناطق سيطرة الجيش في مثلث الموت.
ونقلت المواقع عن متزعم ميليشيا «ألوية العز» الناشط في المنطقة، أبو سليمان العز قوله: إن القصف «غير اعتيادي» قياساً بالأيام الماضية التي اقتصر فيها على ثلاث قذائف يومياً.
وبحسب العز تركزت حشود الجيش في منطقة مثلث الموت في بلده الهبارية وديرماكر، إضافة إلى خان أرنبة ومزارع الأمل، لافتاً إلى وصول تعزيزات من «لواء القدس» الفلسطيني، الأحد، إلى منطقة حضر.
وفي درعا اعتقلت ميليشيا «جيش الإنقاذ» التابع لما يسمى «الجيش الحر» 4 أشخاص ومسلحاً من «الحر» في مدينة نوى (40 كم جنوب غرب مدينة درعا) أثناء محاولتهم الذهاب إلى بلدة إزرع ليكونوا وساطة لمسلح أراد تسليم نفسه للجيش وتسوية وضعه.
وبحسب مواقع إلكترونية معارضة، فإن الأشخاص مدنيون ولا يتبعون لأي ميليشيا، وتم نقلهم بعد اعتقالهم إلى سجن مدينة نوى بشكل مؤقت ريثما يتقرر مصيرهم.
من جهته أعلن الناطق باسم ميليشيا «جيش الثورة» التابع لـ«الحر»، أبو بكر حسن فصل ميليشيا «لواء بركان حوران» من تشكيلاته العسكرية بسبب عدم محاسبته للأشخاص الذين يعقدون مصالحات مع الجيش العربي السوري في بلدة كفر شمس (56 كم شمال مدينة درعا).
وأوضح الحسن أنهم حصلوا على تسجيلات مسربة قبل نحو أسبوع تثبت عقد مصالحة بين بعض الأشخاص في المدينة مع الجيش إلا أنهم لم يتخذوا قرار فصل «بركان حوران» حتى تأكدوا من مصداقية التسجيلات المسربة.
بموازاة ذلك تحدثت مصادر أهلية في درعا عن اندلاع سلسة حرائق نفذها مجهولون في بلدات تقع تحت سيطرة التنظيمات المسلحة في درعا، بموازاة اندلاع اشتباكات بين مليشيات «الجيش الحر» والمجموعات المرتبطة بداعش عند أطراف بلدات حيط والشيخ سعد وجلين بريف درعا الغربي، وسط قصف متبادل بين الطرفين.
في الأثناء نقلت صحيفة «الغد» الأردنية عمن سمته «مصادر مطلعة»، أن مساعد نائب وزير الخارجية ديفيد ساترفيلد، قدم ورقة أفكار تم تداولها بين الجانب الروسي والأردني والتركي، محورها عودة الجيش العربي السوري إلى الحدود الأردنية وعودة مؤسسات الدولة إلى درعا، وإعادة فتح معبر نصيب، وانتشار نقاط للشرطة العسكرية الروسية مقابل انسحاب جميع القوات الرديفة والحليفة إلى عمق 20 – 25 كيلومتراً من الحدود الأردنية، ونقل الإرهابيين وأسرهم إلى إدلب وتسليم سلاحهم الثقيل إلى الجانب الروسي.
وكان وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم أكد السبت أن «لا وجود للقوات الإيرانية» بمعنى الوجود العسكري على الأرض، مشيراً إلى ضرورة عدم تصديق كل التصريحات التي تتحدث عن اتفاق بشأن جنوب البلاد، لافتا إلى أن أي اتفاق هو غير موجود طالما أن أميركا لم تسحب قواتها من التنف.
وبحسب مصادر صحيفة «الغد» فإن ورقة ساترفيلد تضمنت تفكيك قاعدة التنف التي تحولت إلى قاعدة عسكرية أميركية، مشيرة إلى أن واشنطن اشترطت قبل ذلك، «التحقق من سحب إيران مليشياتها السورية وغير السورية عن الحدود».
وفي مقابل الحديث عن اتفاق أو عملية عسكرية في الجنوب كان الاحتلال الصهيوني متخوفاً على «المتعاونين» معه.
ونقلت وسائل إعلام «إسرائيلية» عن المراسلة السياسية في قناة «كان» الإسرائيلية جيلي كوهين قولها: لدى «إسرائيل» خشية أنه في حال عاد الجيش السوري للتمركز عند حدود الجولان (المحتل)، فإن ذلك سوف يعرض حياة «المتعاونين المحليين» معها للخطر.
من جانبه، بدأ أمس رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في ألمانيا جولة أوروبية تستمر ثلاثة أيام يأمل خلالها إقناع الأوروبيين بتبديل موقفهم المتمسك بالاتفاق النووي مع إيران، ومشاركة الأخيرة إلى جانب الجيش السوري في مكافحة الإرهاب.
إضافة تعليق جديد