إسرائيل تصعد ضد البرادعي
صعّدت اسرائيل ضغوطها على الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومديرها العام محمد البرادعي الذي اتهمته بالمساهمة في لعبة ايران، وذلك في وقت دعت واشنطن الصين الى التعاون معها في المسألة الايرانية، حفاظا على أمن الطاقة في الخليج على المدى البعيد.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية مارك رغيف، «هناك للأسف مسؤولون أجانب يخدمون مصلحة ايران من خلال إسهامهم في الاستراتيجية الايرانية المتمثلة في المماطلة. ومن وجهة النظر هذه، فإن الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإدارتها ضالعتان» في الامر. وتساءل «هل قبلت الوكالة القيام بدور يأمل الايرانيون ان تقوم به بهدف تمكين طهران من تنفيذ استراتيجيتها؟».
وكان المدير العام لوزارة الخارجية الاسرائيلية اهارون ابراموفيتس، هاجم الوكالة امس الأول في كلمة ألقاها في منتدى في القدس المحتلة. وقال «بدلا من ان تكون عنصرا يساهم في الجهود المبذولة من قبل المجتمع الدولي، فإن الوكالة تسعى الى إفشال» هذه الجهود.
بدورها، ذكرت المتحدثة باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي ميري ايسين، ان ايهود اولمرت انتقد البرادعي. وكان اولمرت قال الشهر الماضي خلال زيارة الى فرنسا «اذا كان السيد البرادعي يعتقد ان وجود قنبلة ذرية في غضون ثلاث سنوات لا يزعجه، فإن هذا الامر يقلقني كثيرا بل يزعجني للغاية».
كما رأى جيرالد شتينبيرغ، وهو أستاذ العلوم السياسية في جامعة بار ايلان قرب تل ابيب، ان البرادعي يتصرف بطريقة «غير عقلانية». واضاف «من المحتمل انه يريد بأي ثمن تفادي هجوم على ايران من شأنه توجيه ضربة شديدة للوكالة التي يرأسها، او انه يتصرف بعدائية ضد الولايات المتحدة». وأشار الى ان الحملة التي أطلقها ضد البرادعي، اولمرت ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني، يمكن ان تجبر البرادعي على «توخي الحذر في خلاصات تقريره المقبل».
وجاءت هذه الحملة «غير المسبوقة» بحسب صحيفة «يديعوت احرونوت»، مع اقتراب نشر تقرير جديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية حول البرنامج النووي الايراني يفترض ان يشكل قاعدة مباحثات في مجلس الامن الدولي حول ايران، بهدف تشديد العقوبات الاقتصادية على طهران.
في هذا الوقت، وجه وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس، نداء الى الصين للمساعدة في وقف البرنامج النووي الايراني. وأوضح من بكين «اذا كان أحد مهتما بأمن الطاقة في المدى الطويل، فإن لاستقرار منطقة الخليج والشرق الاوسط أولوية كبيرة».
من جهة اخرى، أظهر استطلاع للرأي أجرته «يو اس أيه توداي» ومؤسسة «غالوب» لاستطلاعات الرأي، ان الاميركيين منقسمون بشأن ان كان يجب على الولايات المتحدة ان تتخذ اجراء عسكريا لوقف البرنامج الايراني اذا فشلت الجهود الدبلوماسية. وقال 73 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع ان الولايات المتحدة يجب ان تستخدم العقوبات الاقتصادية والوسائل الدبلوماسية لوقف البرنامج النووي الايراني، بينما قال 18 في المئة انهم يؤيدون القيام بعمل عسكري.
غير ان «يو أس أيه توداي» ذكرت ان 46 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع قالوا انه يجب القيام بعمل عسكري سواء الآن أو اذا فشلت الجهود الدبلوماسية، بينما رفض 45 في المئة رفضا قاطعا توجيه ضربة عسكرية.
الى ذلك، أجرت وحدات من الأسطول الخامس الاميركي الذي يتخذ من البحرين مقرا له، تمرينا هو الاول من نوعه في ميناء سلمان في المنامة على مواجهة تسرب نفطي بالمشاركة مع خفر السواحل البحريني والمنظمة الاقليمية لحماية البيئة البحرية، وذلك في اطار مناورات اوسع «استعدادا لأي حرب».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد