إسرائيل تعدّل تقديراتها بشأن ترسانة «حزب الله»: 150 ألف صاروخ.. وطائرات «هجومية» من دون طيار
بعدما جرى الإعلان عن غارة جوية إسرائيلية قرب مطار دمشق الدولي على ما قيل أنه شحنة سلاح معدة لـ «حزب الله»، في لبنان، قدرت مصادر أمنية إسرائيلية أن الحزب يحاول زيادة ترسانته من الأسلحة الدقيقة والنوعية من انتاج الصناعات العسكرية الإيرانية.
وبعدما كانت إسرائيل تقدر امتلاك «حزب الله» لحوالي 120 ألف صاروخ، صارت مؤخرا تتحدث عن امتلاكه 150 ألف صاروخ، فضلا عن طائرات من دون طيار. وتحاول إسرائيل القول طوال الوقت إن إيران، وبعدما أبرمت الاتفاق النووي مع القوى العظمى، صارت أكثر حرية من الناحية الاقتصادية لزيادة شحناتها من الأسلحة الدقيقة لـ «حزب الله»، خصوصا من الأنواع القادرة على ضرب أهداف استراتيجية وبنى تحتية ومواقع للجيش الإسرائيلي بدقة أكبر.
وأشار المراسل العسكري لموقع «والا» أمير بوحبوط إلى أن إيران صارت ترسل بشكل متزايد شحنات أسلحة أكبر إلى مطار دمشق، ومن هناك تنقل بشاحنات إلى مناطق تحت سيطرة حزب الله. وقال إن إيران كانت في الماضي أكثر حذرا في نقل هذه الأسلحة إلى مطار دمشق وقواعد سلاح الجو السوري، لكنها صارت حاليا تشعر بحرية أكبر في إرسال الشحنات وتسيير القوافل.
من جهته، كتب المراسل السياسي لموقع «والا» آفي يسسخاروف أن التقديرات في إسرائيل تتحدث عن امتلاك 150 ألف صاروخ معظمها ذو مدى قصير لكن بعضها بعيد المدى. وأوضح أنه برغم وجود آلاف من مقاتلي «حزب الله» يقاتلون في سوريا منذ أكثر من ثلاثة أعوام، وخسارة الحزب العديد من مقاتليه وقادته، إلا أنه لم يوقف أبدا طوال هذه الفترة جهوده للتزود بأسلحة لاستخدامها ضد إسرائيل وليس في سوريا، وان «حزب الله» يواصل تخزين صواريخ متوسطة المدى يجلبها من سوريا، ويجلب صواريخ بعيدة المدى من إيران.
وكتب يسسخاروف أن «حزب الله» أنشأ أسطولا من الطائرات من دون طيار المعدة ليس لجمع المعلومات الاستخبارية وإنما للهجوم.
واضاف أن «حزب الله» يواصل جهوده لامتلاك صواريخ أرض جو من طراز «سام 17» و«سام 22»، فضلا عن صواريخ أرض بحر من طراز «ياخونت». وأشار إلى أن «حزب الله»، وفي ضوء الحرب الأهلية السورية والغارات الإسرائيلية، فهم أن عليه التزود بمثل هذه الأسلحة.
وبرغم ما أعلن من غارات على شحنات معدة لـ«حزب الله» في سوريا فإن التقدير الشائع في إسرائيل هو أن الحزب غير معني بمواجهة حربية مع إسرائيل في هذا الوقت. وبحسب يسسخاروف فإنه برغم وجود شعور بالثقة لدى قيادة «حزب الله» بأن التدخل الروسي في سوريا والاتفاق النووي مع إيران سيقودان إلى زيادة المساعدات الإيرانية له، إلا أن أفعاله تظهر أنه لا يبحث عن التصعيد ضد إسرائيل. وبالإضافة الى ذلك فإنه يحرص على عدم تصعيد النزاع الداخلي في لبنان.
وكانت أنباء سورية تحدثت عن غارات إسرائيلية مطلع الأسبوع على جبال القلمون قيل إنها تحوي مخازن صواريخ «سكود» تابعة للواء 155 في الجيش السوري. وقبل ثلاثة أيام جرت الغارة الأخيرة قرب مطار دمشق الدولي. وترفض إسرائيل الإقرار بقيامها بغارات على سوريا وتترك غموضا كبيرا يحيط بهذه المسألة، بل إن وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون قال يوم السبت الفائت في تعليق على إحدى الغارات إن «لإسرائيل خطوطا حمراء، مثل انتهاك سيادتنا في هضبة الجولان ونقل أسلحة متطورة وسلاح كيميائي لمنظمات إرهابية مثل حزب الله».
ومع ذلك حاول إبعاد التهمة عن إسرائيل قائلا: «إنهم دوما يتهموننا... ونحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا وفي الحرب الأهلية الفتاكة الجارية هناك. من جهة أخرى، لدينا مصالح ونحن نحافظ على الخطوط الحمر وعلى حريتنا في العمل».
حلمي موسى
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد