إسرائيل تمهّد لعدوان على غزة
أشاعت إسرائيل، أمس، أجواء عدوان جديد على غزة، حيث أعلنت حال التأهب القصوى في صفوف قواتها حول القطاع، معلنة عن تنفيذ عملية إعادة انتشار تكتيكية بعد استخدام المقاومين صاروخا متطورا مضادا للدروع خلال التصدي لدباباتها، وأطلقت حملة دبلوماسية في نيويورك عبر دعوة مجلس الأمن إلى «توجيه رسالة حازمة» لمطلقي الصواريخ، في وقت حذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس من أن أي هجوم عسكري جديد على غزة ستكون له تداعيات سلبية على مفاوضات التسوية مع إسرائيل.
وذكرت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي أن قيادة جيش الاحتلال أعلنت حال التأهب القصوى حول قطاع غزة بعد إطلاق قذائف صاروخية سقطت جنوبي مدينة عسقلان، موضحة أنّه «أعطيت التعليمات لجميع الجنود الإسرائيليين المتمركزين حول قطاع غزة بأخذ المزيد من الحيطة والحذر، وزيادة عملياتهم العسكرية في المنطقة الأمنية الخاصة داخل قطاع غزة بمحاذاة السياج الفاصل».
وأضافت القناة الإسرائيلية أنه «في ضوء إطلاق التنظيمات الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة صاروخ (كورنيت) مضاد للمدرعات في السادس من كانون الأول الحالي، واختراقه دبابة من نوع (ميركافا) تابعة لكتيبة المشاة 53، قررت قيادة الجيش إجراء إعادة انتشار لجميع الدبابات وناقلات الجند المصفحة، فيما تقرر استبدال الكتيبة 53 بالكتيبة 9، التابعة للواء رقم 401، حيث تعتبر هذه الكتيبة الوحيدة التي تمتلك منظومتي (معيل روح) و(معطف الرياح) المضادة للصواريخ المتطورة مثل صاروخ (كورنيت)».
وقال نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي دان مريدور إنه «ليس لنا مصلحة في تطور القتال. وإذا التزم الطرف الآخر بالهدوء التام فإنه لن يكون هناك سبب لأن تتطور مثل هذه الأعمال»، معتبراً أنّ حماس «لم تفعل ما يكفي» لوقف الصواريخ.
وفي رام الله، حذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس من أن «عدوانا إسرائيليا على قطاع» غزة سيضع العملية السلمية برمتها في خطر حقيقي، وسيؤدي الى انهيار كافة الجهود الدولية الرامية الى انقاذ عملية السلام. وطالب عباس الاتحاد الأوروبي بالقيام بدور اكبر في عملية السلام، خاصة «بما تتمتع به أوروبا من ثقل سياسي واقتصادي كبير يمكنها من التأثير على كافة الأطراف لدعم عملية السلام».
في هذه الأثناء، طالبت إسرائيل مجلس الأمن الدولي بإصدار رسالة «واضحة وحازمة» للناشطين الفلسطينيين لمنعهم من إطلاق الصواريخ من قطاع غزة. وقال مندوب إسرائيل الدائم لدى الأمم المتحدة ميرون روبين إن «أحداث الأيام القليلة الماضية هي جزء من تصعيد الهجمات الإرهابية التي تنطلق من قطاع غزة وتستهدف حياة المدنيين الإسرائيليين»، مشيراً إلى أنّ «إسرائيل تحمل السلطة الفعلية في قطاع غزة (حركة حماس) المسؤولية الكاملة عن كل هذه الحوادث التي تجري في انتهاك واضح للقانون الدولي».
من جهته، قال المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط روبرت سيري ان الهجمات الصاروخية من غزة على اسرائيل تمثل «انتهاكا واضحا للقانون الإنساني الدولي» وتعرض للخطر حياة المدنيين.
وقوبل انتقاد سيري برد قوي من حركة حماس، التي اعتبرت أن ما قاله المسؤول الدولي يعكس «ازدواجية في المعايير».
من جهته، قال المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية المقالة طاهر النونو إن «الحكومة ستشكو التصعيد الإسرائيلي إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، والجامعة العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي وكافة الجهات ذات العلاقة».
يأتي ذلك، في وقت قامت مجموعات من المتطرفين اليهود بوضع مجسم للهيكل المزعوم على أسوار القدس عند باب الساهرة. واعتبرت دائرة شؤون القدس في منظمة التحرير الفلسطينية أن هذه الخطوة تمثل إعلاناً رسميا عن الإعداد لعملية خطيرة ضد المسجد الأقصى، وتغيير المعالم التاريخية والحضارية والثقافية للقدس.
إلى ذلك، وقعت مواجهات بين قوات الاحتلال الإٍسرائيلي والفلسطينيين في بلدة بيت أمر في شمالي الخليل إثر إغلاق قوات الاحتلال المدخل الشمالي للبلدة، وشروعها في تجريف مقبرة للأطفال تقع قرب الحاجز.
وفي قرية جالود قرب نابلس في شمالي الضفة الغربية استولى مستوطنون متطرفون على 30 دونما في أرض زراعية تعود ملكيتها لفلسطينيين وشرعوا في حراثتها.
وفي السياق، قال منسق المساعدات الإنسانية للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية ماكسويل جيلرد إن عمليات الهدم التي تنفذها سلطات الاحتلال للبيوت الفلسطينية في القدس الشرقية قد ارتفعت خلال العام الحالي بمعدل 45 في المئة.
- وفي نيويورك، وزعت بعثة السلطة الفلسطينية لدى الأمم المتحدة، أمس، مشروع قرار على أعضاء مجلس الأمن الدولي وممثلي المجموعات الإقليمية يؤكد على «عدم مشروعية المستوطنات التي أقامتها اسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، بما في ذلك القدس الشرقية، والتي تمثل عائقا أساسيا لتحقيق سلام عادل ودائم وشامل».
وقال مندوب السلطة الفلسطينية لدى الأمم المتحدة رياض منصور إن بعثته تقوم بالتنسيق مع لبنان، بصفته الدولة العربية العضو في مجلس الأمن، لكي يتم تقديم مشروع القرار رسمياً إلى المجلس في مطلع العام المقبل بعد تولي جمهورية البوسنة والهرسك الرئاسة الدورية للمجلس بعد انتهاء فترة رئاسة الولايات المتحدة.
وأشار، لى أن المندوبة الأميركية سوزان رايس، التي التقى بها مساء أمس الأول، لم ترحب بالتحرك العربي وذلك في إطار السياسة الأميركية الثابتة التي لا ترى ضرورة لتدخل مجلس الأمن في ملف السلام في الشرق الأوسط، ما دامت تواصل جهودها في هذا الصدد.
ولكن منصور أوضح أن غالبية الدول العربية اتفقت على تقديم المشروع «لإنقاذ عملية السلام من مأزقها الحالي ولدعم الجهود التي يقوم بها الأميركيون حاليا»، نافياً أن يكون مشروع القرار العربي محاولة لإبداء الاستياء من تخلي الولايات المتحدة عن مطالبة اسرائيل بوقف الاستيطان والعودة للمفاوضات غير المباشرة رغم إقراره بأن ما حدث مثل «خطوة للخلف».
- وفي دمشق، اعتبر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل أن «مسألة تحرير فلسطين والعالم هي مسألة واحدة، لأن إسرائيل هي سبب البلاء في الحالتين».
وقال مشعل، خلال لقاء مع المشاركين في قافلة «آسيا -1» لكسر الحصار عن غزة، إن «إسرائيل هي رأس الإرهاب في العالم لا في المنطقة فقط، فهي تحاصر غزة وتحتل فلسطين وتدمر المنازل وتهجر السكان وتسرق الأرض والمياه وتهود القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية».
وانتقد مشعل «موقف سلطة أوسلو ورفاقها التي لا تعبر عن إرادة الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج»، مشدداً على أن الشعب الفلسطيني «لا يريد دولة شكلية يطلب اعتراف دول العالم بها، بل دولة حقيقية على أرضه من دون احتلال، وسيادة حقيقية على كل أرضه الفلسطينية وعاصمتها القدس».
وكانت قافلة «آسيا-1»، التي انطلقت من الهند في الثاني من كانون الأول الماضي، قد وصلت أمس إلى سوريا عبر تركيا. وتضم القافلة متضامنين من 15 دولة آسيوية وتنقل لقطاع غزة ألف طن من المساعدات الإنسانية بينها أغذية وأدوية.
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد