إيران تحذر دي ميستورا من مصير أشبه بالذين سبقوه
مع تأكيد دمشق على لسان أكثر من مسؤول رفيع فيها أنه لا يمكن «إركاع» سورية ولا «إسقاطها» و«تفتيتها وإنهاء دورها» وأن ما أطلق عليه «الربيع العربي» يهدف إلى «إضعاف الجيوش العربية» لمصلحة «إسرائيل»، بدا المبعوث الأممي الجديد ستيفان دي ميستورا المكلف مهمة واضحة ومحددة تقوم على حل الأزمة من خلال المفاوضات بين السوريين، بدا ضائعاً في تصريحاته التي ربما خضعت لضغوطات دولية تتحدث منذ أسابيع عن إقامة مناطق عازلة أو آمنة فوق التراب السوري.
وفي زيارته الأخيرة لدمشق أعلن دي ميستورا أن الأولوية الآن لمكافحة الإرهاب ومن ثم العمل على المصالحات الداخلية وآخرها الدخول في مفاوضات الحل، وهو ما توافق عليه دمشق لا بل أعلنته مراراً خلال مؤتمر جنيف وقبله دون أن ينصت إليها المبعوث السابق الأخضر الإبراهيمي الذي أعلن إخفاقه واستقال.
لكن دي ميستورا هذا تجاهل تصريحاته السابقة والأولويات التي وضعها ولم تتضمن أي حديث عن وقف إطلاق نار أو مناطق دون قتال وسواها، وتحدث عن تجميد مناطق النزاع معتبراً أن حلب هي المرشح الأول.
تصريحاته الجديدة تحدث فيها عن مصالحات تختلف كلياً عما يحدث على الأرض، فالمصالحة تعني تسليم السلاح وعودة المقاتلين السوريين حصراً إلى كنف الدولة، وهناك تجارب عدة في سورية على دي ميستورا الاطلاع عليها، وفي جميع الأحوال لم يكن هناك يوماً مهادنة مع الإرهاب أو وقف إطلاق النار أو مناطق دون اقتتال أو أي مصطلح آخر يمكن أن يعني بقاء سيطرة مجموعة إرهابية بكامل سلاحها على مناطق مدنية تهدد السكان وتستخدمهم دروعاً بشرية.
وبحسب المتابعين للملف السوري فإنه على دي ميستورا الاطلاع أكثر على تجربة المصالحات السورية وأن يبقى في إطار مهامه والأولويات التي سبق أن أعلنها ووافق عليها وألا ينجر خلف مصطلحات وأحلام دول إقليمية وغربية تريد انتزاع أراض سورية وتقسيم البلاد بحجج إنسانية، في حين أنها الداعم الأول للإرهاب الذي أصاب السوريين.
وردت إيران أمس على تصريحات دي ميستورا التي أطلقها أول من أمس متحدثاً عن «تجميد العنف» وفتح الباب ولأول مرة أمام «إمكانية الاعتماد على الخطة الإيرانية» أيضاً، وقال مستشار مرشد الثورة الإسلامية الإيرانية للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي: إنه «إذا أراد دي ميستورا ألا يكون مصيره كسابقيه فعليه أن يحافظ على استقلاله ولا يرضخ للضغوط».
في الأثناء اعتبرت المستشارة الرئاسية بثينة شعبان أن ما أطلق عليه «الربيع العربي» يهدف إلى «إضعاف الجيوش العربية» لمصلحة «إسرائيل» وجعلها تحتل الأراضي بطريقة أسهل وأقل كلفة، واصفة هذا الربيع بـ«الربيع الإسرائيلي»، وذلك في حوار معها أجراه الصحفي البريطاني «روبرت فيسك»، ونشرته صحيفة «الإندبندنت» البريطانية أمس.
من جانبه أكد نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد في مقال نشرته صحيفة «البناء» اللبنانية في عددها أمس، أنه لا يمكن «إركاع سورية» من خلال حملات إعلامية غربية وخليجية مكشوفة ولا يمكن «إسقاطها» و«تفتيتها وإنهاء دورها»، متهماً الولايات المتحدة بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي وأدواتها المتخلفة في المنطقة وخارجها وذلك بتعليمات إسرائيلية لتدمير سورية.
وفي حديث لمراسلين صحفيين خلال زيارته لموسكو، دعا مفتي الجهورية أحمد حسون «الأشقاء العرب وجيراننا الأتراك إلى وعي أن سورية في صمودها حمتهم من الانهيار والضياع وأنها لن تسقط مهما تعاظمت التحديات».
وخلال لقائه رئيس مؤسسة الخطوط الحديدية الروسية فلاديمير ياكونين أكد حسون أن الدولة السورية هي دولة علمانية ما يجعلها أكثر صلابة وقوة، مؤكداً أن شعار «الدولة الإسلامية»، في إشارة لاسم تنظيم داعش، ليس إلا ذريعة لإقامة «دولة يهودية».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد