إيران ومسلمو الدانمارك يحتجون على إعادة نشر الرسوم
احتجت إيران ومسلمو الدانمارك على إقدام 17 صحيفة دانماركية على إعادة نشر رسم كاريكاتيري مسيء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم يظهره على أنه إرهابي.
فقد استدعت وزارة الخارجية الإيرانية سفير الدانمارك في طهران للاحتجاج رسميا على نشر صحف دانماركية لذلك الرسم المسيء. ودانت الخارجية الإيرانية بقوة تلك الخطوة ودعت إلى مواجهة إهانات من هذا النوع بجدية وتجنب تكرارها.
كما دانت مؤسسات ومراكز إسلامية في الدانمارك الحملات الإعلامية والصور الكاريكاتيرية المسيئة للإسلام والمسلمين.
وتساءلت تلك المؤسسات في بيان تلقت الجزيرة نسخة منه عن ذنب الإسلام والمسلمين حتى يساء إليهم عن طريق المس بالنبي محمد عليه الصلاة والسلام.
من جهة أخرى قالت تلك المؤسسات إنها فوجئت بنبأ اعتقال ثلاثة أشخاص بدعوى التخطيط لاغتيال رسام الصور الكاريكاتيرية المسيئة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكانت الشرطة وأجهزة الاستخبارات الدانماركية قد اعتقلت الثلاثاء الماضي في مدينة آرهوس -ثانية أكبر مدن البلاد- مهاجرين تونسيين ودانماركيا من أصول مغربية، للاشتباه في أنهم خططوا لقتل أحد رسامي الكاريكاتير الدانماركيين.
وقالت السلطات إنها سترحل التونسيين إلى خارج الدانمارك، في حين ستجري تحقيقات مع المتهم الثالث بتهمة انتهاكه قوانين مكافحة الإرهاب.
وكان قادة الجالية الإسلامية في الدانمارك قد أعربوا في وقت سابق عن تخوفهم من أن تترك تلك الاعتقالات آثارا سلبية على العلاقة بين المسلمين والمجتمع الدانماركي، وأن تفجر إعادة عرض الرسوم المسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام مشاعر الكراهية والبغض بين الطرفين.
ودان قاسم سعيد أحمد أحد قادة العمل الإسلامي في الدانمارك جميع الأعمال الفردية التي تخرج عن النطاق القانوني, داعيا المسلمين في البلاد إلى احترام القانون.
وقال أحمد إن المؤسسات الإسلامية في الدانمارك بذلت قصارى جهدها للرد بالطرق السلمية المشروعة على الرسومات المسيئة.
وأضاف "لقد استخدمنا كل الطرق القانونية لمواجهة الإهانة التي تعرضنا لها"، وشدد على أن المسلمين في الدانمارك شريحة من شرائح المجتمع، ومواطنون يحترمون القانون الدانماركي، ويلجؤون إليه عند شعورهم بالإهانة أو الظلم.
ودعا أحمد المسلمين في الدانمارك والجاليات الإسلامية فيها إلى التحلي بالصبر والتعامل بعقلانية مع أي استفزاز قادم.
ويصور الرسم الذي أعادت الصحف الدانماركية نشره الرسول صلى الله عليه وسلم معتمرا عمامة على شكل قنبلة مشتعلة الفتيل.
وكانت صحيفة يولاندس بوسطن قد نشرت في 2005 ذلك الرسم إلى جانب رسوم أخرى تسيء للرسول عليه السلام، مما أثار غضبا واسعا في دول العالم لإسلامي.
وبررت الصحف الدانماركية تلك الخطوة الجماعية بكونها دفاعا عن حرية التعبير على خلفية أنباء مفادها أن الرسام كورت فسترغورد -أحد رسامي الكاريكاتير الذين وضعوا رسومات تسيء للنبي صلى الله عليه وسلم- تلقى تهديدات بالموت.
ويعيش فسترغورد (73 عاما) وهو رسام الكاريكاتير في صحيفة "يولاندس بوسطن" التي كانت أول من نشر الرسوم التي أعيد لاحقا نشرها في نحو ستين مطبوعة مع زوجته في حماية الشرطة منذ ثلاثة أشهر بسبب تعرضهما للتهديد.
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد