اتفاق أميركي- تركي لضرب الحركات الكردية شمال العراق
الجمل: تتناقل بعض الأخبار والتحليلات الخافتة أن الولايات المتحدة وتركيا قد توصلتا إلى ما يشبه الاتفاق حول استراتيجية عمل مشترك، من أجل مواجهة الحركات الكردية الموجودة في شمال العراق، والعائق الوحيد حالياً يتمثل في مخاوف الإدارة لأمريكية من أن قيام تركيا باتخاذ الإجراءات العملية الميدانية من جانب واحد، خلال عملية الاقتحام المتوقع بوساطة الجيش التركي لشمال العراق، أن تؤدي إلى فك الارتباط الوثيق الذي ظل يربط أمريكا وإسرائيل بالحركات الكردية العراقية منذ أيام نشأتها الأولى.
حالياً، أنجزت تركيا عملية نشر قوات كبيرة على طول حدودها المتاخمة لشمال العراق، ويقدر عدد هذه القوات بحوالي 50 ألفاً، مجهزة بآلاف دبابات القتال والعربات المدرعة وأسراب طائرات إف-16، وطائر الهيليوكبتر من طراز أباتشي، وبلاك هوك الأمريكية الصنع أيضاً..
كذلك هناك بضعة آلاف من القوات الخاصة المظلية تم حشدها في مختلف الوحدات العسكرية التركية التابعة للقيادة العسكرية الجنوبية التركية، وذلك تمهيداً لنقلها جواً إلى ميادين القتال في شمال العراق.
لم يقتصر المجهود العسكري التركي على حشد القوات فقط، بل وصل الأمر إلى قيام القوات التركية في يومي 7 و8 آب الحالي بقصف بعض المواقع الكردية في شمال العراق.. كذلك في يوم 12 آب الحالي قامت القوات التركية أيضاً بمهاجمة هاكورك الواقعة على نقطة نقاطع الحدود التركية- الإيرانية- العراقية.
تطالب الحكومة التركية حالياً بالتشديد على أربعة نقاط أساسية من أجل إدراجها في اتفاقها المزمع مع الإدارة الأمريكية حول الحركات الكردية في شمال العراق، والنقاط هي:
• أن تقوم القوات التركية باقتحام شمال العراق، وفي الوقت نفسه تقوم قوات الشرطة العراقية بإغلاق مكاتب الحركات الكردية التركية الموجودة في العراق، وتحاول تركيا حالياً الضغط على أمريكا بأن يشترك الجيش العراقي إلى جانب الجيش التركي في هذه العملية العسكرية، من أجل (القضاء على خطر الإرهاب) في المنطقة.
• أن تقوم القوات الأمريكية والقوات العراقية بمساعدة القوات التركية خلال العملية العسكرية، وذلك عن طريق إبعاد الفصائل الكردية العراقية عن التورط في القتال بين القوات التركية والفصائل الكردية التركية.
• أن تتعهد تركيا بعدم المساس بالفصائل الكردية العراقية، خلال مطاردة القوات التركية لأكراد تركيا، كذلك أن يكون للقوات التركية إمكانية تلقى المساعدة والدعم من الفصائل الكردية العراقية، والتي كانت تتعاون مع القوات التركية في الماضي في عملية ضرب الفصائل الكردية التركية.
• أن لا تمانع أمريكا دخول القوات الإيرانية لشمال العراق من أجل القضاء على الفصائل الكردية الإيرانية، وتلقي الدعم من الفصائل الكردية العراقية، التي كانت تساند إيران في عملياتها العسكرية ضد أكراد إيران الموجودين بشمال العراق.
الموقف في شمال العراق أصبح أكثر توتراً بعد عملية نشر القوات التركية على الشريط الحدودي، وأيضاً بوجود بعض الاستعدادات من الجانب الإيراني، بما يشير إلى عملية عسكرية وشيكة الحدوث، ضد الحركات الكردية في شمال العراق.. وعلى خلفية الخلافات الإيرانية- الأمريكية المعتادة حالياً، أعلن وزير الخارجية التركي قائلاً بعدم وجود اتفاق تركي- إيراني حول الملف الكردي، وكل ما هناك اتفاق في وجهات النظر بين تركيا وإيران، حول ضرورة حسم خطر الحركات الانفصالية الكردية.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد