ارتفاع الأسعار يثقل كاهل السوريين ويحجب عنهم فرحة العيد

08-07-2016

ارتفاع الأسعار يثقل كاهل السوريين ويحجب عنهم فرحة العيد

يلملم عيد الفطر (العيد الصغير) التسمية المحببة لدى معظم السوريين أيامه ويرحل بعد أن فشل في زرع الابتسامة العريضة على قلوب ووجوه السوريين، عيد خجول أقل ما يمكن وصف هذا العيد به، كادت تخلو الطرقات المؤدية إلى قلب العاصمة دمشق من روادها في أيام العيد الثلاثة على عكس ما جرت عليه العادة، وتقلصت الساحات المخصصة لإقامة الألعاب المؤقتة إلى أقل من النصف حيث خصصت “محافظة دمشق” ثماني ساحات رئيسة لهذا الهدف.

مرجوحتنا على قدنا

خمسة وعشرون ليرة تضعها هبة ابنة السبع سنوات بيد المشرف على الأرجوحة، لتبدأ رحلة الخمس دقائق من الطيران في الهواء. يخالف عدد من الشبان وخاصة أبناء الأحياء الشعيبة في ضواحي دمشق قرار المحافظة ويقومون بنصب عدد من الألعاب كالأراجيح والزحاليق الصغيرة، يقول أبو جميل: “منذ ثلاث سنوات ونحن نقيم هذه الألعاب في منطقتنا، حيث نقوم بتأجير الألعاب بمبالغ رمزية فعدد كبير من الأهالي لا يستطيعون أن يصطحبوا أبنائهم إلى مدن الألعاب فهي مكلفة، أما ألعابنا فهي قريبة ورخيصة”.

سمر الجديد موظفة وأم لثلاثة أطفال تقول: “الألعاب القريبة من المنزل رخيضة وتدخل البهجة إلى قلوب أبنائنا”، مضيفة: “إن تكلفة أقل لعبة في مدينة الألعاب لا تقل عن 250 ليرة، وإذا أراد أبنائي اللعب أكثر من مرة فسوف يترتب علي دفع مبلغ كبير، وهذا يفوق قدرتي خاصة أننا خرجنا من شهر رمضان وحضرنا للعيد”.

لا يزحزح ماجد نظره عن أخوته الصغار ويقول: “صحيح الألعاب المقامة في حينا -ركن الدين- رخيصة لكنها لا تتمتع بدرجة عالية من الأمان، وقد شهدت انقلاب بعض الأراجيح بالأطفال، لذلك أبقى قلقاً على أخوتي الصغار”، وعن اصطحاب إخوته إلى أماكن أكثر أماناً يقول: “الأماكن الأكثر أماناً هي أعلى تكلفة، وأنا لا أملك عملاً دائماً وبالتالي لا يوجد دخل يغطي التكاليف”.

شهدت الأماكن التي أقيمت فيها ألعاب كهربائية وحديثة خاصة المولات التجارية، ازدحاماً أكبر من تلك التقليدية لاسيما من أصحاب الفئة العمرية التي تتراوح بين الأربعة عشر والعشرين عاماً.

رقابة محدودة

بمائة وخمسين ليرة تحصل على شراب بارد لكنك لن تعرف بالتأكيد حجم التلوث الذي يملؤه، حيث تنتشر في مثل هذه المناسبات الأطعمة الرخيصة وغير الصحية مترافقة بوعود من الجهات المختصة بملاحقة الباعة المخالفين، لكن عمل الجهات المختصة يبقى قاصراً نظراً لا اتساع الرقعة التي تحتاج إلى رقابة وقلة عدد العناصر المفترض بها تأدية هذا العمل.

مجد طالب صف أول ثانوي يقول: “يشكل العيد فسحة لنا حيث أقوم ببيع الفشار ورقائق الشيبس التي  تعدها والدتي، وذلك من أجل تأمين قوتنا”، ويضيف مجد: “في الأعياد ترتفع نسب البيع لكنها هذا العام قليلة، وخاصة أننا بتنا نبيع الكمية التي كنا نبيعها العام الماضي بعشر ليرات بمائة ليرة، والمنطقة التي أبيع فيها -الدحاديل- سكانها من الطبقة الفقيرة نوعاً ما ولا يشتري الأطفال بمبالغ كبيرة”.

أبو حمزة بائع عصائر متجول يقول: “أنا أقوم بتنظيف عربتي يومياً، لذلك تشاهدين إقبالاً كبيراً على بضاعتي التي أحاول أن تكون نظيفة ورخيصة”، ويتابع أبو حمزة: “لم تكن مبيعات هذا العام كما كانت في السابق،كما أننا نعاني من ارتفاع ثمن الفواكه والسكر والثلج وباقي المواد الأولية، لذلك اضطررنا إلى رفع سعر بضاعتنا ما أدى إلى تراجع المبيعات”.

حلويات العيد شم ولا تذق

تنتظر أم سالم عودة التيار الكهربائي كي تباشر عملية شي الحلويات التي أعدتها بنفسها وتقول: “العيد لا يكتمل إلا بوجود الحلويات وبعد أن تجاوز ثمن الكيلو الواحد للحلويات العشرة آلاف ليرة سورية، لا بد من العودة إلى الحلويات المصنعة في المنزل”، وتتابع: “أنا منذ سبع سنوات أعد الحلويات في المنزل، ولكنني اليوم أخفض بعض الأنواع التي كنت أحضرها وخاصة تلك التي تحتاج إلى مكسرات وسمن، حيث تراوح سعر كيلو الجوز غير البلدي بين 4000 و6000 ليرة سورية، بينما تجاوز سعر كيلو الفستق حلبي هذا السعر لذلك استثنيته هذا العام كما أنني اضطررت لاستخدام الدقيق الذي استلمناه من المعونات، رغم أن نوعيته غير ملائمة لصنع الحلويات لكنه أوفر من الدقيق الذي ارتفع سعره أربع مرات عن العام الماضي”.

تعاني أسواق الحلويات في سورية من تحرير الأسعار، مما يشكل عبئاً على المواطنين الذين وجدوا أنفسهم وجهاً لوجه مع الباعة دون وجود رقابة أو رادع للباعة الطامعين.

يلي ماله بالة مالو عيد

ليل طويل قضته نجاة محاولة إنجاز العمل المتراكم أمامها، والتي تقول: “في الثلاث سنوات الأخيرة ازداد الطلب على الملابس المستعملة -البالة- ولكن معظم الملابس المستعملة هي ملابس سورية وليست أجنبية كما درجت العادة، مضيفة: “إن الارتفاع الكبير في أسعار الملابس دفع الأهالي للتوجه نحو الملابس المستعملة، وتحويلها إلى ملابس قابلة للارتداء”، وتتابع نجاة “أحاول أن أضيف رقع ملونة أو أشكال جميلة كي يحس الأطفال بأنهم يرتدون ثياب جديدة”، وعن الأجر الذي تتقاضاه عن عملها تقول: “يختلف من قطعة إلى أخرى، ولكن أقله مائة ليرة سورية عن التقصير، فنحن ندفع ثمن البنزين لتشغيل الماكينات، خاصة وأن الكهرباء غير منتظمة بعد”.

تراوح سعر بنطال الجينز من النوع الثاني قياس شباب بين 5000 إلى 8000 ليرة حسب المنطقة وكذلك القمصان تراوحت أسعارها بين 3000 إلى 10000 ليرة سورية، أما أسعار فساتين البنات من عمر سنة إلى عشر سنوات بين 7000 والـ15000 ليرة سورية.

قف تفتيش

أقفلت ساحات المسجد الأموي الكبير أمام الزوار واقتصرت الزيارة على الحرم الداخلي للمسجد، يقول أحد المسؤولين عن الأمن في المنطقة: “نحن نقوم بتفتيش دقيق ونحاول حصر الأماكن المفتوحة لزيارة العامة، خشية وقوع أحداث أمنية سيئة -لا قدر الله- وقد لاحظنا تجاوباً كبيراً من الناس، وتقبل للإجراءات الأمنية المتخذة من أجل سلامة الجميع”.

نسرين علاء الدين

المصدر: الاقتصادي

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...