ارتفاع حجم ملف التهرّب الضريبي يشي بعجز الدوائر المالية..والخلل يبدأ من الكوادر

19-12-2017

ارتفاع حجم ملف التهرّب الضريبي يشي بعجز الدوائر المالية..والخلل يبدأ من الكوادر

أكد مدير عام الهيئة للضرائب والرسوم عبد الكريم الحسين أن الهيئة تعمل على اختيار الكوادر الكفوءة للوصول إلى أعلى نسبة التزام لتلك الفئة باعتبارها الأعلى توريداً والأكثر خطورة، مبيناً أنه يتم تدريب هذه الكوادر بالمستوى الأعلى من التدريب المتخصّص، إضافة إلى العمل بمبدأ التقدير الذاتي والانتقال من التدقيق الشامل إلى التدقيق حسب العيّنة. ولفت الحسين إلى أن الهيئة تعمل على إنجاز الأتمتة الشاملة للإدارة الضريبية، بما يكفل فعالية الانتقال إلى نظام عمل مؤتمت متكامل يلبي الاحتياجات الفنية للنظام الضريبي والانتقال الناجح للإدارة الضريبية إلى نظام التقدير الذاتي.

نسبة وتناسب

وبيّن الحسين أن الهيئة اعتمدت شعار تقسيم المكلفين إلى ثلاث شرائح ليسهل التركيز على الشريحة الأكثر توريداً والأعلى خطورة وهي شريحة كبار المكلفين، والتي تشكل نسبة 20% من رأس الهرم يؤدون قيمة تتراوح نسبتها ما بين 70- 80% من كتلة الضرائب والرسوم، ويليه متوسطو المكلفين ونسبتهم ما بين 20 إلى 30% يؤدون ما نسبته من10- 15% من كتلة الضرائب، فيما شكل باقي المكلفين قاعدة الهرم بنسبة 40- 50%، ليتكون حجم التحصيل من هذه الفئة بنحو 5% من كتلة الضرائب والرسوم، مؤكداً أن الإدارة تركز جهدها على الشريحة التي تسدّد نسبة 80% من كتلة الضرائب والرسوم للخزينة العامة، وتقوم بتقديم أفضل الخدمات والتسهيلات لهذه الشريحة بغية دفعها للقيام بواجبها تجاه الخزينة العامة للدولة، كما أكد على وجود رقابة وتدقيق صارم على هذه الشريحة، لتخفيض التجنب الضريبي والحد من التهرب الضريبي إلى أدنى حد ممكن.

تصنيف

وتبعاً لهذا الشعار، بين الحسين أن الإدارة الضريبية قامت بإحداث قسم كبار المكلفين في مديرية مالية دمشق في عام 2006، والذي اختص بمعالجة الشؤون الضريبية لكبار مكلفي دمشق وريفها، وتقديم أفضل الخدمات لهم بما يكفل عدم تأخره عن أداء واجباتهم الضريبية، كما تم قبول بعض النفقات الخاصة لهم بهدف تشجيعهم على التصريح بأرقام أعمالهم وأرباحهم الحقيقية، إضافة إلى إحداث قسم متوسطي المكلفين في كل مديريتي دمشق وريف دمشق لمعالجة الأوضاع الضريبية لمتوسطي المكلفين في تلك المديريات في عام 2011.

تجربة

يبدو أن الأزمة حالت دون استكمال المشروع في باقي المحافظات بحسب الحسين، إذ تم الاكتفاء بإحداث أقسام الكبار والمتوسطين في كل من المحافظات (اللاذقية، طرطوس، حلب، حماة)، لمعالجة الأوضاع الضريبية لهاتين الشريحتين في هذه المحافظات، ويبقى قسم الدخل في كل مديريات المالية بالمحافظات يعالج الأوضاع الضريبية لباقي المكلفين، إضافة لمعالجة أوضاع كل المكلفين بالمديريات التي لم يتم إحداث أقسام بها، مؤكداً على أن تستكمل التجربة في باقي المحافظات بعد انتهاء الأزمة، مبيناً أن التجربة كانت تقتضي إحداث مركز واحد على مستوى الدولة يعنى بشؤون كبار المكلفين (إدارة مركزية واحدة)، إلا أن الظروف لم تتح الوصول لهذه الغاية.

واستكمالاً لتحديث العمل الضريبي صدر مرسوم تشريعي لعام 2015 تضمن تقسيم فئة مكلفي الدخل المقطوع إلى عدة فئات منها فئة كبار مكلفي ضريبة الدخل المقطوع وفئة متوسطي، وفئة باقي مكلفي ضريبة الدخل المقطوع، كما تضمن فئة ممارسي المهن العلمية، على أن يتم إعادة التصنيف كل سنتين لمكلفي الفئة الأولى والرابعة (الكبار والمهن العلمية) بغية أن يكون التكليف أقرب ما يمكن للنشاط الفعلي لمكلفي هذه الفئات، وثلاث سنوات لمكلفي الفئة الثانية، وخمس سنوات لمكلفي الفئة الثالثة، كما تم تحديد رقم ضريبي موحّد وملف رئيسي لكل مكلف.

نظام أتمتة

وأوضح الحسين أن هذه التجربة هدفت إلى زيادة الثقة المتبادلة بين الإدارة الضريبية والمكلف، وتقديم الخدمات اللازمة بأسرع وقت ممكن بهدف توفير الجهد والوقت والكلفة، وترسيخ الاحترام المتبادل بشكل عام، من خلال توفير مركز لتقديم الخدمات، بإتباع أبسط الطرق والوسائل لإدارة وإنجاز الشؤون الضريبية لهذه الشريحة.

مزايا

وعملت الهيئة على تقديم مزايا لكبار المكلفين لتحفيزهم على الالتزام الضريبي بناءاً على قرار صادر في عام 2013، ضم مجموعتين تتضمن كل منهما جملة من النفقات الشخصية التي يحق للمكلفين الصناعيين تنزيلها من الأرباح غير الصافية السنوية، إذ ضمت المجموعة الأولى نفقات تدريب طلاب ومدربي مؤسسات التعليم المهني والتقاني وعمال المنشآت الصناعية المساهمة في التدريب، ونفقات تدريب عناصر من المتعطلين عن العمل من خريجي لإكسابهم مهارات خاصة تؤهلهم لدخول سوق العمل.

في حين ضمن المجموعة الثانية نفقات البحث العلمي الخاصة بمنشآته أو نفقات البحوث التي تقوم بها الجامعات، أو مراكز الأبحاث لصالح قطاع ما يستفيد منه هو وغيره سواءاً كان التمويل كلياً أو جزئياً، إضافة إلى نفقات المساهمة في تحسين المرافق العامة ونفقات المساهمة في مشاريع تنموية تقبل بها الدولة، كما ضمت نفقات المشاركة بالمؤتمرات والمعارض الداخلية والخارجية ذات الصلة بالعمل، والنفقات المصروفة على رعاية المراكز التي تعنى بالمعوقين ودور الأيتام بما فيها إقامة مراكز جديدة لهم أو المساهمة في إقامتها. كما شملت نفقات شراء وتركيب أجهزة توفير الطاقة بما فيها إقامة محطات التوليد، وشراء وتركيب أجهزة لمنع التلوث البيئي في المنطقة، أو التبرع لشراء أجهزة قياس التلوث في الماء والهواء لصالح إحدى الجهات العامة، كما لحظت المزايا النفقات المصروفة على حملات التشجير في المناطق المجاورة للمنشاة، والنفقات المصروفة على المشاريع والنشاطات الثقافية التي توافق عليها وزارة الثقافة، إذ يقبل مجموع النفقات الشخصية بنسبة لا تتجاوز 7% للمجموعة الأولى و2% للمجموعة الثانية (من أي بند من بنود المجموعة) من مجموع الأرباح الصافية على أن لا يتجاوز مجموع النفقات المقبولة للمجموعتين نسبة 7% من الأرباح الصافية شريطة أن تكون موثقة من الجهات ذات العلاقة.

المصدر-البعث

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...