ارتفاع نسبة النجاح في جامعة حلب من15 إلى 92 % من دون فياغرا!!
الجمل ـ حلب ـ باسل ديوب: طالب مسكين يقدم مادة " الحسابات القومية " في كلية الاقتصاد بجامعة حلب خمس مرات دون أن ينجح فيها، فتارة ينال فيها 31 درجة ، و تارة 27 ، ثم ينال فيها 35 ،و تارة أخرى وتارة 41 ، ثم يستقر مؤشر ذكائه الحسابي عند 38 درجة على مقياس دكتور المادة .
ثم يحصل هذا الطالب على 75 درجة عندما يدخل إلى امتحان المادة للمرة السادسة ولكن على سبيل التجربة ورفعاً للعتب لشدة قرفه ويأسه .
عشرات الطلاب رسبوا في هذه المادة أكثر من أربع مرات ثم نجحوا فيها بمعدل جيد جداً فما القصة ؟؟
" الحسابات القومية " مادة ليست بالمعقدة فهي لا تتحدث عن حساب الدخل القومي في سورية حصراً ، لكن نسب النجاح فيها في الدورة الفصلية الثانية من العام الماضي كانت 15 % واليوم صدرت نتيجة امتحان هذه المادة بمعدل خيالي 92 % ! فما هو السر ؟
لم يتناول الطلاب منشطات دماغية ولا أخذوا جذر "الجنسينغ"، وهو وإن كان منشطاً جنسياً إلا أن تنشيطه للعقل والذاكرة أشد من تنشيطه للباه! ولم تتسرب الأسئلة عن طريق طالبة لعوب، أو طالب "مليان"،
ولا استدعى هؤلاء الطلاب المارد بعد فرك مصباح علاء الدين المغبر لكي يحضر لهم نسخة من الأسئلة المقررة .
كل ما في الأمر أن الطلاب درسوا المادة كما في كل مرة يتقدمون فيها للامتحان، غير أن الأسئلة لم تعد أسئلة تقليدية تعتمد على الحفظ ،و البصم الأعمى، و المصحح لم يعد أستاذاً جامعياً يصحح الأوراق بنفسه أو بمساعدة زوجته وجاراتها، أو بنات حميه، أو حتى حماته، أو المعيدين في الكلية، بل أصبحت الأسئلة على الطريقة الأمريكية.
و أصبح المصحح " مستر كومبيوتر" لا يأخذه الباطل لا من "كيبورده" ولا من بين قرصيه!
فينجز العملية خلال ساعات قليلة، لتصدر النتيجة بعد يوم أو اثنين على أبعد تقدير .
أتمتة مادة الحسابات القومية بينت حجم الظلم اللامعقول الذي يعاني منه الطلبة مع أساتذتهم في التصحيح ، كما أراحت الأساتذة من عناء التصحيح وقراءة دفتر امتحاني من عشر صفحات.
قد تكون العدالة هي أهم ميزة لنظام الأتمتة الامتحانية حيث لا محاباة فيها ، كما يصعب جداً بيع المواد من قبل الدكاترة عديمي الأخلاق ، كما تشكل حلاً لمشكلة أعداد الطلاب المرتفعة في كثير من الكليات،التي يصل في بعضها إلى عدة آلاف في السنة الواحدة ، كما تشكل حافزاً على رفع السوية العلمية للطلبة لأن نظام الأتمتة يخاطب فهم الطالب واستيعابه للمادة العلمية لا ذاكرته وحفظه الببغائي للنصوص ، ويشكل حلاً للطلبة بطيئي الحفظ وضعيفي الذاكرة .
لكن الغريب هو أنه بعد عشر سنوات على دخول نظام الأتمتة إلى جامعاتنا لم تتقدم جامعة واحدة بخطة متكاملة لأتمتة المواد الدراسية لما فيه من توفير للنفقات الامتحانية ولوقت الأساتذة والطلاب على حد سواء .
وإن كان الطلاب يهللون لعدالة نظام الأتمتة بسبب ارتفاع نسبة النجاح فيها ، فإن إيجابيات الأتمتة تتعدى ذلك ولا شك، وبنفس الوقت فإن الأمر يحتاج إلى دراسة متأنية، وعملية إصلاح شاملة للطرق التدريسية لتتوافق مع هذا النظام الامتحاني الذي يتعامل مع الحاسب، وهناك من أساتذة الجامعة نفسها من يدعو إلى تأليف كتيبات في طرائق التدريس لرفع سوية الكادر التدريسي.
الأهم في الأتمتة عاملان، الأول هو أن هذا النظام الامتحاني أكثر عدالة في تقييم السوية العلمية للطلاب
،والثاني هو دفع الطلاب إلى الدراسة العقلانية للمناهج بعيداً عن آلية البصم والملخصات التي تسطح العقل وتشله، والتي برغم حظرها متداولة بشكل كثيف و الأنكى أن هنالك من الدكاترة من يدعو لها بديلاً عن الكتاب الجامعي الذي لا بديل عنه إطلاقاً في نظام الأتمتة الامتحانية.
الجمل
التعليقات
عادي فمعظم
الصراحة طريقة
نعم الاتمتة حل
لقد لجات الى
إضافة تعليق جديد