ازدهار السلع الفاخرة في الإمارات من الشوكولاتة إلى الساعات
يئن الفقراء في الشرق الأوسط تحت وطأة البطالة وارتفاع أسعار الغذاء التي تهز الحكومات حتى النخاع.
لكن في دبي عاد الاقبال على المنتجات الفاخرة من الشوكولاتة التي يبلغ ثمن القطعة منها 272 دولارا إلى أجهزة الهاتف المحمول المرصعة بالأحجار الكريمة من تصميم ديور بعد ان أضر تباطؤ اقتصادي بإنفاق المستهلكين في الإمارة.
وكانت أزمة ديون دبي والأزمة المالية العالمية قد حدتا من اقبال مشتري المنتجات الفاخرة في الإمارات لكن دبي المركز المالي والسياحي في الخليج تعمل على استعادة مكانتها كعاصمة المنتجات الفاخرة في العالم. فافتتح متجر شوكوبولوجي للشوكولاتة الذي يقول إنه يبيع أغلى قطع من حلوى الشوكولاتة في العالم باسم «لا مادلان او تروف» بسعر ألف درهم (272 دولارا) للقطعة مقهى ومتجرا للشوكولاتة في دبي في ديسمبر الماضي ويعتزم بالفعل فتح متجر ومقهى آخر في ابوظبي. وقالت مديرته كريستل موك وهي تجلس على مقعد وثير من المخمل الأحمر الداكن المذهب «الطلب على المنتجات الفاخرة يتزايد.. السيولة تتدفق من جديد وأصبح من المقبول بدرجة أكبر الانفاق على الأغذية الفاخرة».
وكانت دبي المشهورة بفنادقها الفاخرة وجزرها الصناعية على شكل نخيل هي ثاني أكثر مدن العالم جذبا للمتسوقين في 2009 بعد لندن وقبل باريس ونيويورك وفقا لمسح أجرته شركة سي.بي ريتشارد إليس الاستشارية.
لكن متاجر التجزئة في دبي شهدت تراجعا في مبيعاتها بنسبة 45% في ذلك العام عندما تضررت دبي بشدة من الأزمة المالية العالمية وانهيار سوق العقارات. وبدأت مبيعات التجزئة في الانتعاش البطيء في عام 2010.
وتقول متاجر تجزئة ومحللون إن الركود العالمي أدى إلى تراجع عرض المنتجات الفاخرة في المتاجر قبل أن تعود إلى طبيعتها مدعومة بطلب الأغنياء من مواطني الإمارات وعودة السائحين من روسيا والصين والهند.
وسجل نشاط الأعمال في القطاع الخاص بالإمارات أعلى مستوياته في 18 شهرا في يناير كانون الثاني مع ارتفاع الطلب على الخدمات والمنتجات غير النفطية.
وقالت موك مديرة متجر الشوكولاتة «الإماراتيون يعشقون الحلوى. عملائي أغلبهم من صفوة المواطنين، العديد من الشيوخ».
وأضافت «صالون الشخصيات المهمة مخصص لهم للحفاظ على الخصوصية». وعرض مول الإمارات أحد أكبر المراكز التجارية في الإمارة 40 علامة تجارية فاخرة جديدة في سبتمبر أيلول الماضي وتوقعت شركة كوليرز انترناشيونال للاستشارات العقارية ارتفاعا بنسبة 30% في أسعار المساحات في المراكز التجارية في دبي في الفترة من 2010 إلى 2013.
ومنذ افتتاح متجر الشوكولاتة شوكوبولوجي يوم 12 ديسمبر باع اثنين من قطع الشوكولاتة التي تعد بالطلب بسعر 272 دولارا للقطعة المطعمة بشوكولاتة داكنة من الاكوادور ومحاطة بقطع من الفطر الفرنسي الفاخر.
وقالت موك إنها تلقت العديد من الاستفسارات عن القطعة قبيل عيد الحب (فالانتاين) يوم 14 الجاري. وتحمل قطع شوكولاتة أخرى أسماء مثل انطوانيت وهي شوكولاتة داكنة مغموسة في شوكولاتة بيضاء باللوز وماء الورد.
وقال احد المارة من امام المتجر وهو مات ايجي المتعامل السابق في سوق الصرف ويعمل طيارا الآن «أعمل لدى شركة طيران دولية ونحصل على الشوكولاتة مجانا. الناس هنا يشترون الكثير من الاشياء بلا معنى».
لكن ليست الشوكولاتة فقط هي التي تحظى باقبال متزايد. فتبيع مجموعة ريفولي في دبي التي تملك سواتش حصة فيها ساعات فاخرة وأجهزة هاتف من تصميم بيت أزياء ديور مرصعة بالأحجار الكريمة وحقائب فاخرة من الجلد الطبيعي. وتتوقع ارتفاع المبيعات بما بين 15 و20% في 2011. وقال ابراهام كوشي المدير العام في ريفولي إنه باع بضع قطع من ساعات فاخرة ثمن الواحدة 440 ألف دولار في الأشهر القليلة الماضية بارتفاع عن مبيعاته منها في الفترة نفسها قبل عام. وقال لرويترز «اغلب العملاء من الأسر الثرية في الإمارات وزوار من الشرق الأقصى والصين». ويقول المحللون إن انفاق المستهلكين ارتفع قليلا في أعقاب الأزمة المالية وأزمة ديون دبي مدعوما أساسا بعودة السياح. وقال مهدي مطر رئيس البحوث وكبير الاقتصاديين في سي ايه بي ام للاستثمار في ابوظبي «الإماراتيون أصبحوا مرة أخرى قادرين على إنفاق المزيد. المغتربون الذين بقوا هنا اطمأنوا على وظائفهم بدرجة ما فأصبح بإمكانهم إنفاق المزيد الآن».
وتابع «انه تراجع في معدل الادخار وارتفاع في الإنفاق في الإمارات سواء من جانب المحليين او المغتربين. لكن العامل الرئيسي هو السياح. شهدنا ارتفاعا في أعداد الواصلين إلى مطارات دبي ومعدلات الأشغال في الفنادق».
وقالت سوذبي للمزادات إنها تعتزم زيادة التزامها بالمنطقة مشيرة إلى توقع ازدهار تجارة الفنون مع تزايد اهتمام أسر بارة تريد حضور مزادات أقرب لديارها.
وقالت روكسان زاند مديرة قطاع الشرق الأوسط في سوذبي «شيوخ الاسر الحاكمة يبدون اهتماما كبيرا. إنهم يلعبون دورا كبيرا في التطور الثقافي والفني خاصة فيما يتعلق بالمعروضات الفاخرة. إنهم نشطون للغاية على ساحة الشراء».
وأقامت سوذبي بالفعل مزادين للأعمال الفنية في الخليج في 2009 و2010 وكان كلاهما في قطر.
المصدر: رويترز
إضافة تعليق جديد