استشهاد المراسل الصحفي ثائر العجلاني على جبهة جوبر
الجمل: استشهد المراسل الميداني الزميل ثائر العجلاني فجر اليوم الاثنين 27-7-2015، إثر إصابته على أحد خطوط تماس جبهة جوبر بشظايا قذيفة من عشرات قذائف الهاون التي أطلقتها صباح اليوم العصابات الإرهابية جوبر.
ثائر العجلاني كان مراسلا ميدانيا تنقل بين العديد من المنابر الإعلامية الخاصة ، بدأ مسيرته الإعلامية مع المركز السوري للتوثيق، ثم شبكة "عاجل" الإخبارية، وإذاعة شام إف إم وفرع الإعلام بمركز دمشق للدفاع الوطني وصحيفة الوطن السورية وغيرها..
غطّى ثائر منذ 2012 الكثير من العمليات العسكرية في دمشق وريفها، في السيدة زينب والمليحة والدخانية والغوطة الشرقية وقرى القلمون وصولا إلى حلب ودير الزور ..وكان تحرير جوبر همه اليومي حيث كان يرصد معاركها على مدار الساعة..
ثائر 34 عاما، من مواليد دمشق، متزوّج وله طفلان، خريج كلية الإعلام بجامعة دمشق والده الباحث شمس الدين العجلاني ووالدته الدكتورة هدى الحمصي عضو مجلس الشعب سابقا وشغلت منصب القنصل السوري في أثينا .. الجمل تعزي أسرته والإعلام الوطني المقاوم ..المجد والخلود للشهداء.
من تقارير ثائر العام الماضي 16 سبتمبر 2014:
عمليةالمجارير بتفاصيلها وفريق المُصالحات يخوض الحَرب
هدوء يخيّم على منطقة الميدان جنوب العاصمة دمشق، إنها الساعة الثانية والنصف من أحد أيام أيلول المُشتعل بمواجهات على أطراف العاصمة، حركة غريبة سَمعها "عبد الرَحمن سَميط" أحد حرّاس مركز الدفاع الوطني في حي الحقله، لَاحظ رجالاً بلباس أسود، " لقّم " بندقيته ليعاجله أحدهم بضربة على الرأس أفقدته الوعي. انتبه زملاءه للحركـة لتندلع اشتباكات وتتوضح الصورة: " أحرار الشام " في الميدان ، وهذا منتصف الرواية، أما بدايتها أن ٣٥ مقاتلاً من حركة " أحرار الشام " تسللوا إلى حي الميدان عبر ثلاث فتحات لقنوات الصرفٍ الصحيّ، مسلّحو أحرار الشام كانوا ملتفيّن بأكياس نايلون خلعوها عند خروجهم من "المجارير" ما يوحي أن العملية منظمة وخارطة المكان معروفة للمتسللين.
بعض المسلحين كانوا يعصبون رؤوسهم بشرائط صفراء كُتب عليها "ياحُسين" في حركة وصفها أحد عناصر الدفاع الوطني إنها للتمويه، دخل بعضهم بيوت المدنيين واشتبك البعض الآخر مع مقاتلي الدفاع الوطني في الحي، استمرت الاشتباكات لما يقارب الساعتين ليصبح الأمر أكثر تعقيداً، فهذه المنطقة تعتبر قلب العاصمة دمشق، وحادثة "تسلل الدخانية" لم يمضِ عليها أكثر من أيامٍ معدودة.
استطاع عناصر الدفاع الوطني صَدّ الهجوم على المركز، قُتل أربعة مُسلحين فيما أصيب عنصر آخر من الدفاع الوطني يدعى احمد رمضان، هنا قام مقاتلو " أحرار الشام " بالإنسحاب الى حاجز "مارينا " التابع للأمن العَسكريّ، عناصر الحاجز اشتبكوا مع المُنسحبين وأردوهم قتلى..
الصُبح بات كاشفاً بضوءه ما أخفاه ظلام ليل الإشتباك لتصبح الصورة مُفصلة: عناصر من "أحرار الشام" قتلى، مدنيُّ مَقطوع الرأس، وآخر فارق الحَياة إثر إصابته بطلقٍ ناريٍّ في معدته، ومدنيون في حي الزاهرة القديمة محتجزين من قبل باقي أفراد المجموعة المُتسللة.
حسب أحد المشاركين في المعركة: "كان المسلحون ينادوننا بالاسم مهددين بالاقتصاص منا، قطعوا رأس الشابّ بحجة أنه متعاون مع النظام وقتلوا رجلاً من آل البقاعي لنفس السبب ايضاً.
ساعات مَضت كان أهالي الميدان ، بعضهم ، يتلقون اتصالات هاتفيه تهددهم بأن مقاتلي المعارضة سيخرجون اليهم خلال ساعات من الانفاق والمجارير ، تحركت آليات محافظة دمشق وقام العمال "بتلحيم " كافة فتحات الصرف الصحي من داخل مايعرف ب "الحُفر الفنية"،
بالتزامن مع ذلك تم تحديد أماكن تمركز مقاتلي أحرار الشام بالتعاون مع بعض الأهالي لتبدأ نهاية العملية، حيث استقدم الدفاع الوطني مقاتليه من "سرية المهام الخاصة" لتندلع اشتباكات عنيفة اعتَمد فيها مقاتلو الدفاع على عمليات إنزال عبر فتح طلاقيات " اُفقية " من أسطح الأبنية والنزول منها إلى الطوابق السُفلى بعد تأمين المكان بالقنابل الدخانية والقنابل الهُجومية.
استمرت الاشتباكات حتى السابعة من مساء أمس، قُتل على إثرها عناصر أحرار الشام المتمترسين في الأبنية بعد مقاومة شَرسة، فيما تمّ اعتقال اثنين منهم.
إلى جانب الدفاع الوطني شارك في المواجهات عناصر من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة- وختام الرواية كان عندما صادفت أحد "مُهندسي" المُصالحات في جنوب العاصمة من الدفاع الوطني أثناء خروجنا وهو يحمل سلاحه مشاركاً في المواجهات، بادرني بدوره قائلاً "لا تستغرب، في الصلح نَمد يدنا ونمسك بالآخر بمحبة وقوة وفي الحَرب بنادقنا مُذخرةٌ مُنتصرة "
إضافة تعليق جديد