استعداداً لفشل محاولات السلام إسرائيل تضع سيناريو حرب شاملة
الجمل: في أول تجربة منذ حرب الصيف الماضي بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، تجمع القادة السياسيون والجنرالات الإسرائيليون في أحد المخابئ المحصنة تحت الأرض برئاسة القيادة في كيريا بتل أبيلن يوم أمس الاثنين وذلك لوضع تجربة سيناريو إدارة وقيادة الحرب الإقليمية الشاملة.
• نطاق تجربة الحرب (الافتراضية) والإسرائيلية:
سيناريو الحرب الافتراضية الإسرائيلية، تم على أساس اعتبارات أن الحرب سوف يشمل نطاقها مسرحاً واسعاً، يتكون من أربعة مسارح فرعية، هي:
- سوريا.
- لبنان.
- قطاع غزة.
- الضفة الغربية.
• توزيع الأدوار في سيناريو الحرب (الافتراضية) الإسرائيلية:
قام افرايم سنيح نائب وزير الدفاع الإسرائيلي خلال اليوم الأول بتوقيع الأوامر الافتراضية لاستدعاء الاحتياطي، وكان يدرس تقرير تقديرات الموقف (الافتراضي) مع رئيس هيئة الأركان، حيث تسلم خططاً من أجل المصادقة عليها، تم إعدادها بواسطة رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي الجنرال غابي اشكينازي.
اليوم الثلاثاء سوف يقوم رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت، ووزير دفاعه عامير بيرتس بأداء أدوارهم في لعبة الحرب الافتراضية، داخل غرفة قيادة وإدارة الحرب.
• هدف الحرب (الافتراضية) الإسرائيلية:
سيناريو الحرب (الافتراضية)، سيكون مزدوجاً، بحيث يغطي جانبي العمل العسكرية، وذلك على النحو الآتي:
- حالة الدفاع: وذلك بافتراض أن إسرائيل تعرضت لهجوم عسكري من العدو في الجبهات الأربعة.
- حالة الهجوم: وذلك بافتراض أن إسرائيل تقوم بتنفيذ هجوم ضد العدو في الجبهات الأربعة.
تقول المعلومات أن هذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها القادة السياسيون الإسرائيليون جنباً إلى جنب مع القادة العسكريون في قيادة وإدارة الحرب، ويرى بعض المحللين أن السبب في ذلك يعود بشكل أساسي إلى تقرير فينوغراد، الذي انتقد أداء القيادة السياسية والقيادة العسكرية في حرب الصيف الماضي، وأشار تحديداً إلى عدم كفاءة القيادتين وإلى ضعف التنسيق بين العمل السياسي والعمل العسكري في أوقات السلم والحرب، وبالتالي تأتي تجربة الحرب الافتراضية الإسرائيلية من أجل تعزيز قدرة الأداء والتنسيق ضمن وبين القيادتين السياسية والعسكرية.
غرفة القيادة التي استخدمت في تطبيق سيناريو الحرب الافتراضية كانت مجهزة بكافة أنواع الأجهزة الدقيقة مثل شاشات البلازما الكبيرة المتصلة بالأقمار الصناعية، وأجهزة الاتصال الميدانية المشفرة وغير ذلك من وسائط تكنولوجيا المعلومات.
• الخلفية الاستخبارية لسيناريو الحرب (الافتراضية) الإسرائيلية:
في (تسريب استخباري) نشره موقع واي نيت الالكتروني الإسرائيلي، أشار إلى أن مائير داغان رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي قد قام بإخطار الحكومة الإسرائيلية بأن إشارات السلام الصادرة عن دمشق هي إشارات تكتيكية، وأضاف قائلاً: إن مفاوضات السلام مع سوريا، إذا فشلت من الممكن أن تقود إلى الحرب.
كذلك أخطر داغان، الاجتماع الحكومي (المغلق) بأن ملاحظاته لم يقم ببنائها فقط على التقديرات والتخمينات الاستخبارية، وإنما على أساس المعلومات الاستخبارية أيضاً.
ونصح داغان الحكومة الإسرائيلية بالمحافظة على الوضع القائم، تجنباً لعملية اختلال التوازن الحالي.
الميزان بين سوريا وإسرائيل، يقوم على اللاحرب، اللاسلم، اللامفاوضات.. وقال داغان أيضاً: إن عملية الانتشار السوري الأخيرة هي فقط من اجل الأغراض الدفاعية، برغم أن السوريين قادرون على إلحاق الأضرار في العمق الإسرائيلي إذا استخدموا ترسانة الصواريخ الموجودة لديهم.
• الخلفية السياسية الدولية لسيناريو الحرب (الافتراضية) الإسرائيلي:
وتتمثل في الحديث الذي أدلت به رايس في واشنطنن والذي وصفت فيه سوريا بأنها تمثل المشكلة الحقيقية في الشرق الأوسط. وخسرت ذلك بزعمها أن السوريين يعوقون الأطراف الشرق أوسطية الأخرى الجادة من أجل تحقيق السلام، وأشارت رايس إلى أن السوريين يدعمون حركة حماس التي ترفض إقامة حل الدولتين، والاعتراف بإسرائيل والتي أصبحت عقبة كأداء في إعاقة جهود محمود عباس الذي يرغب في اتخاذ مسار مختلف من أجل إقامة حل الدولتين.
كذلك اتهمت رايس السوريين بالعمل من أجل تهديد الأنظمة الديمقراطية الموجودة حالياً في لبنان والعراق، وذلك عن طريق دعم حزب الله والمعارضة اللبنانية، والسماح للمسلحين بعبور الحدود السورية والتغلغل إلى داخل الأراضي العراقية من أجل شن الهجمات ضد القوات الأمريكية.
وعموماً، الأداء السلوكي الإسرائيلي- الأمريكي الحالي يشير إلى أن إسرائيل وأمريكا تنسقان من أجل إبطال مفعول إشارات السلام السورية على الرأي العام الإسرائيلي والأمريكي، عن طريق استخدام السيناريوهات (الافتراضية) العسكرية كحل أفضل.. أما الحل الأسوأ فهو أن تتزايد الضغوط الداخلية والخارجية على إسرائيل وأمريكا من أجل التجاوب والدخول في مفاوضات السلام، وفي هذه الحالة يكون هدف السيناريو الافتراضي هو الظهور بمظهر القوة والتفوق على طاولة المفاوضات، على النحو الذي يعيد لإسرائيل هيبتها وكاريزميتها التي فقدتها بعد أن تمرغت على يد حزب الله في وحل الجنوب اللبناني.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد