12-02-2018
استنفار تركي بعد الخسائر في عفرين
تشير التعزيزات العسكرية التركية إلى احتمال تصعيد العدوان العسكري الذي تشنه على عفرين، وخاصة بعد خسارتها عدداً كبيراً من الجنود، ولأول طائرة مروحية خلال العملية. وبالتوازي، يستمر الجيش في عملياته في الغوطة الشرقية، في ظل تواصل القذائف على أحياء دمشق
في وقت سرقت فيه أنباء إسقاط الدفاعات الجوية السورية طائرة إسرائيلية، أول من أمس، الأضواء عن باقي تفاصيل المشهد السوري، شهدت القوات التركية في منطقة عفرين خلال اليومين الماضيين، أقسى أيامها ــ حتى الآن ــ في عملية «غصن الزيتون».
12 قتيلاً وأكثر من 15 مصاباً من الجيش التركي، من دون ذكر القتلى في صفوف الفصائل المسلحة العاملة في صف تركيا، سقطوا في المواجهات مع «وحدات حماية الشعب» الكردية، من بينهم طاقم طائرة مروحية تركية أسقطت أول من أمس. الخسائر الكبيرة في صفوف القوات المهاجمة، أفضت إلى الدفع بتعزيزات عسكرية كبيرة أمس، إلى حدود منطقة عفرين، بالتوازي مع زيارة قام بها رئيس الأركان العامة التركية، خلوصي أكار، برفقة قائدي القوات البرية ياشار غولار، والجوية حسن كوتشوك أقيوز، لمقر قيادة العمليات في لواء اسكندرون (إقليم هاتاي). وتوعد أكار بالثأر للجنود الذين قتلوا خلال العمليات، مبرراً الخسائر باستخدام «الوحدات» الكردية المدنيين دروعاً بشرية، وحرص قوات بلاده على سلامة المدنيين. وبينما توزعت التعزيزات الإضافية على مواقع الجيش التركي، جنوب وغرب عفرين، استكمل سلاح المدفعية استهدافه الكثيف لمواقع ضمن بلدات عفرين. وأتى ذلك في وقت أعلنت فيه وسائل إعلام تركية، تحقيق تقدم على عدد من الجبهات، والسيطرة على قرية سرنجك (شمال شرق) وبلدتي دير بلوط وحاج اسكندر (جنوب غرب) التابعتين لناحية جنديرس.
التطورات الميدانية في عفرين، ترافقت وزيارة مستشار الأمن القومي الأميركي هربرت ماكماستر، للعاصمة التركية اسطنبول، أمس، ولقائه المتحدث باسم الرئاسة التركية، ابراهيم قالن. وذلك في خطوة أميركية أولى تمهّد لوصول وزير الخارجية ريكس تيلرسون، إلى أنقرة. وكان من اللافت أن الجانبين التركي والأميركي أصدرا بياناً مشتركاً حول زيارة ماكماستر، منعاً لتجنب الجدل الذي أثاره تكذيب بيان للبيت الأبيض، سابقاً، حول فحوى اتصال الرئيسين دونالد ترامب ورجب طيب أردوغان، من قبل أنقرة. وقال بيان البيت الأبيض إن ماكماستر وقالن «تبادلا وجهات النظر بشأن العلاقات الأميركية ــ التركية كحليفين منذ فترة طويلة، والتحديات الاستراتيجية المشتركة والتطورات الإقليمية»، و«بحثا بشكل مفصّل القضايا التي تؤثر على العلاقات الثنائية كما بحثا سبل تعزيز الجهود المشتركة لمكافحة كل أشكال الإرهاب».
وبعيداً عن الشمال السوري، تواصلت الاشتباكات في منطقة حرستا، بالتوازي مع استمرار سقوط القذائف على أحياء العاصمة دمشق، ما تسبب باستشهاد وإصابة عدد من المدنيين، في جرمانا والدويلعة، ومحيط ساحتي العباسيين والأمويين، فيما كثّف سلاح الجو في المقابل استهدافه لعدد من مدن وبلدات غوطة دمشق. من جانبه، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوغريك، في بيان إن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس «يتابع عن كثب التصعيد العسكري المقلق في سوريا والتوسع الخطير (للنزاع) خارج حدودها». ووفق البيان، فقد شدد غوتيريس على ضرورة التزام جميع الأطراف، في سوريا والمنطقة، بالقانون الدولي، ودعا «الجميع إلى العمل من أجل وقف تصعيد العنف، على نحو فوري وغير مشروط، وإلى ضبط النفس».
في موازاة ذلك، أعلن الجيش السوري أنه صد هجوماً شنته الفصائل المسلحة باتجاه نقاط عسكرية غرب منطقة سلمية في ريف حماة الجنوبي، واشتبك مع مسلحي فصيل «جيش العزة» على محور بلدة اللطامنة في الريف الشمالي. وبالتوازي مع الاشتباكات التي يخوضها عناصر تنظيم «داعش»، ممن انسحبوا من محيط منطقة السعن باتجاه ريف إدلب الجنوبي الشرقي، مع «هيئة تحرير الشام» والفصائل المتحالفة معها، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن الوحدات العسكرية من قوات بلاده، الباقية في سوريا، سوف تساعد الجيش السوري في القضاء على ما تبقى من فلول «داعش». وأشار إلى وجود «دلائل على استعداد الولايات المتحدة، التي بدأت تفهم الوضع الحقيقي في سوريا، لمراعاة النهج الذي تطبقه روسيا لتسوية الأزمة»، لافتاً في السياق نفسه، إلى أن «العمل يجري جيداً» بين بلاده والولايات المتحدة عبر القنوات العسكرية لمنع وقوع الحوادث، في تقاطع مع ما أكده بيان لقوات «التحالف الدولي» أمس، تعليقاً على الاشتباكات المتقطعة التي دارت شرق نهر الفرات في ريف دير الزور الشمالي الشرقي.
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد