الأجندة السرية الأمريكية - الإسرائيلية لتقسيم سوريا

الجمل- ميشيل تشوسودوفسكي – ترجمة عاصم مظلوم:

قامت صحيفة جيروزاليم بوست الشهر الماضي في توقيت مدروس بعناية بنشر مقال يوضح الهدف غير المعلن للسياسة الخارجية الأمريكية، وهو تفتيت سوريا بشعبها وأرضها إلى وحدات سياسية متعددة "مستقلة" ومنفصلة. كما يؤكد هذا المقال الدور الاسرائيلي في عملية زعزعة الاستقرار السياسي لسوريا. تم نشر المقال تحت عنوان: سياسي كردي مخضرم يطالب إسرائيل بدعم تقسيم سوريا (بقلم جوناثان سباير) (The Jerusalem Post (May 16, 2012)

طالب شيركو عباس، رئيس المجلس الوطني الكردي السوري من مقر المجلس في أمريكا، طالب "إسرائيل بدعم تقسيم سوريا إلى دويلات فيدرالية بناء على الإثنيات."

إن هدف العمليات الإرهابية المدعومة أمريكيا – وبمساعدة إسرائيلية – هو تفتيت سوريا.

إن بلقنة الجمهورية العربية السورية عملية من المفترض تنفيذها عبر رعاية الانقسام الطائفي الذي سيؤدي في نهاية المطاف إلى "حرب أهلية" على طراز النموذج اليوغوسلافي.

أحد السيناريوهات المطروحة لهذا التفتيت الذي يستهدف سوريا، وهي دولة علمانية ذات مجتمع متعدد الإثنيات، هو إنشاء دويلات مستقلة سنية وعلوية-شيعية وكردية ودرزية، حيث صرح عباس "إننا بحاجة إلى تفتيت سوريا إلى قطع".

"حجة المعارض الكردي السوري هي أن سوريا الفيدرالية المؤلفة من 4-5 أقليم حسب الإثنيات، ستكون بمثابة حاجر طبيعي لإسرائيل في وجه القوى السنية والشيعية."

من سخرية القدر أنه في حين تعتبر القوى الإسلامية أنها تشكل التهديد الرئيسي للدولة اليهودية، تقوم تل أبيب بتوفير الدعم لما يسمى الجيش السوري الحر.


إجتماع خلف الأبواب المغلقة في وزارة الخارجية الأمريكية

تم عقد اجتماع بين موظفين رفيعي المستوى في وزارة الخارجية الأمريكية وأعضاء من المجلس الكردي السوري المعارض في شهر أيار مايو. كان من بين الحضور روبرت

ستيفن فورد، السفير الأمريكي الذي غادر سوريا (والذي لعب دورا رئيسيا في تحويل الدعم للمتمردين) إضافة إلى فريدريك سي هوف، شريك سابق لـ ريتشارد أرميتاج الذي يعمل حاليا في الإدارة الأمريكية "كمنسق خاص في سوريا". كما القتى الوفد مع مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان.
يعتبر فريدريك سي هوف، روبرت فورد وجيفري فيلتمان أهم صناع القرار في وزارة الخارجية فيما بتعلق بسوريا وتربطهم علاقة وثيقة بالجيش السوري الحر والمجلس الوطني السوري. 

 التصريح العلني لرئيس المجلس الوطني الكردي شيركو عباس بعيد الاجتماع في وزارة الخارجية الأمريكية يشير إلى أن مسائل التقسيم السياسي لسوريا على أسس مذهبية وعرقية بالإضافة إلى إنشاء كردستان سورية مستقلة كانت قد تمت مناقشتها في ذلك الاجتماع. ووصف نائب الناطق الرسمي لوزارة الخارجية الهدف من الاجتماع "بأنه يأتي في إطار الجهود المستمرة ... لمساعدة المعارضة "الكردية" السورية على توحيد صفوفها في مواجهة الأسد."

كما دعا رئيس المجلس الوطني الكردي واشنطن إلى لدعم إنشاء دولة كردية مستقلة تتألف من "منطقة حكم ذاتي في سوريا، تنضم إلى حكومة إقليم كردستان في العراق بهدف توسيع رقعة الدولة الكردية في سوريا وربما تشكيل دولة كردية كبرى."

كما قال "إن الشعب الكردي في كافة أجزاء كردستان يطالب بحق إنشاء دولة كردية مستقلة، ولا يمكننا تحقيق هذا الهدف السامي بدون مساعدة الديموقراطيات الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.
. (Syria: An Alternative, Choice, Ekurd.net, May 22, 2012)
من نافل القول أن خلق دولة "كردستان الكبرى" كان من ضمن خطط البنتاغون منذ سنوات ضمن مخطط أوسع يهدف "لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط" - انظر الخريطة أدناه

هذا الخيار، بالرغم من كونه يبدو مستبعدا في المستقبل القريب، يتعارض مع المصالح التركية وهي حليف قوي لكل من أمريكا وإسرائيل.
الخيار الآخر هو قيام تركيا بضم أقسام من كردستان سوريا.

كما تتضمن "كردستان الكبرى" أجزاء من إيران، سوريا، العراق، وتركيا كما هو موضح في خريطة الشرق الأوسط الجديد الشهيرة التي وضعها الكولونيل المتقاعد رالف بيترز والتي نشرتها صحيفة القوات المسلحة الأمريكية عام 2006، الكولونيل بيترز كان أستاذا في الأكاديمية الحربية الوطنية الأمريكية.
بالرغم من أن الخريطة لا تعبر رسميا عن توجهات البنتاغون، إلا أنه تم استعمالها في برنامج تدريبي لكبار الضباط القادة في الكلية الحربية التابعة للناتو. من المرجح أنه قد تم استعمال هذه الخريطة وخرائط أخرى مشابهة في الأكاديمية الحربية الوطنية ودوائر التخطيط العسكري.
 



http://www.globalresearch.ca/index.php?context=va&aid=31454