الأخذ برأي غير الدولة بتحديد الصوم مخالف للشرع… اليوم أول أيام رمضان
قال القاضي الشرعي الأول بدمشق محمود المعراوي: إنه لا يجوز لأي مواطن سوري يقطن داخل البلاد مخالفة كلامنا حول تحديد صيام أول أيام شهر رمضان المبارك، مؤكداً أنه أي مخالفة لذلك فهو خلاف الشرع.
وأوضح المعراوي أن قانون أصول المحاكمات السوري حدد أن القاضي الشرعي الأول هو الذي يحدد أول أيام رمضان وآخر أيامه ولذلك فإنه لا يحق لأي جهة أن تخالف ذلك ولو كان منهجهم مختلفاً.
وبيّن المعراوي أن هناك بعض الأشخاص الذين يدفعون الناس إلى عدم التزام برأي الدولة يتحججون بكلام بعض الفقهاء كالشافعية حول أنه لا يجوز لأي منطقة أن تصوم إلا أن ترى الهلال، موضحاً أن هذا الكلام غير دقيق لأن الشافعية أنفسهم قالوا في حال قرر الحاكم الصيام فلا عبرة بعد ذلك لاختلاف المطالع ومن ثم فإن جميع أهل البلد ملزمون بالصيام.
وأشار المعراوي إلى أن الدولة هي التي تحدد ولا يجوز لأي هيئة شرعية أخرى أو ما تسمى المحاكم الشرعية لدى المسلحين أن يجبروا الناس على مخالفة رأي الدولة في ذلك كما أنه لا يجوز للناس سماع كلامهم لأن في ذلك مخالفة للشريعة التي دعت إلى طاعة الحاكم في هذا الأمر.
وأكد المعراوي أن سورية حددت منهجاً واضحاً لرؤية الهلال وذلك بالاعتماد على الرؤية الشرعية أولاً ثم الاستئناس بالحسابات الفلكية كاستخدام جهاز التلسكوب بحسب رأي المجمع العلمي الإسلامي الذي اعتبر الحسابات الفلكية من وسائل المساعدة لرؤية الهلال إلى جانب الرؤية الشرعية والمأخوذة من الحديث النبوي «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته».
وأضاف المعراوي: إن سورية أخذت بكلام جمهور الفقهاء حول صيام أول يوم بشهر رمضان وهو أنه لا عبرة في اختلاف المطالع.
وأكد المعراوي أن الجمعية العلمية الفلكية نشرت أجهزة تلسكوبات في معظم المناطق وخصوصاً الساحلية باعتبار أن مشاهدة الهلال من جهة الغرب تكون أوضح وذلك لمساعدة القاضي الشرعي الأول عبر الحسابات الفلكية إلى جانب الرؤية الشرعية لمشاهدة الهلال.
وبيّن المعراوي أن هناك دولاً تأخذ فقط بالحسابات الفلكية من دون أن تعتمد على الرؤية الشرعية وهذا مخالف للشريعة وبذلك فإنها يمكن تحديد ولادة الهلال قبل غروب الشمس كما أنها تستطيع أن تحدده إلى مئة عام قادمة وهذا مخالف للشريعة.
وأضاف المعراوي: هناك دول تحجر فكرها بالرؤية البصرية فقط من دون الاستئناس بالحسابات الفلكية، علماً أنها من الوسائل الشرعية، مشيراً إلى أن سورية اتخذت منهجاً واضحاً في ذلك وهو الرؤية الشرعية مع الاستئناس بالأجهزة الفلكية التي تساعد على ذلك، ضارباً مثلاً أنه في حال شهد شاهدان على رؤية الهلال ولم تثبت جهاز التلسكوب ذلك فإنه لا يأخذ بشهادتهما.
ودعا المعراوي المواطنين إلى عدم السماع لكلام الآخرين غير الدولة والتقيد بالنهج التي وضعته وذلك حفاظاً على جواز صيامهم، مؤكداً أنه لا يمكن للدولة أن تخالف الشريعة في ذلك ما دامت تتبع القواعد الشرعية في تحديد أول أيام الصوم وآخره ولذلك فإنها حريصة على أن يكون صيام الناس صحيحاً.
وأكد المعراوي أن سورية حريصة على وحدة الدول العربية في تحديد الصيام والإفطار على غرار وقفة عيد الأضحى المبارك وذلك من باب الوحدة بينها.
محمد منار حميجو
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد