الأسد: نتلقى إشارات أميركية إيجابية وننتظر التغيير
دعا الرئيس بشار الأسد إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى إثبات رغبتها وجديتها في التخلي عن سياسات فاشلة انتهجتها الإدارة السابقة للرئيس جورج بوش، تجاه سوريا والمنطقة العربية كلها، وقال إنه يتلقى إشارات ايجابية من واشنطن تحتاج إلى أدلة على التغيير، مؤكدا استعداد دمشق للحوار حول عملية السلام التي لا يمكن أن تتقدم من دون سوريا.
ورحب الأسد، في مقابلة مع صحيفة «الغارديان» البريطانية نشرت أمس، بزيارة قائد القيادة الوسطى الأميركية الجنرال ديفيد بتراوس الى دمشق لمناقشة مواضيع عديدة أبرزها آفاق التعاون حول العراق. واعتبر أن «المراهنة على الحكومة الإسرائيلية يعد مضيعة للوقت»، لكنه توقع أن تستأنف محادثات السلام في نهاية المطافوكالة، ووصف المبادرة العربية للسلام بأنها الآن في حالة غيبوبة.
وأعرب الأسد، في المقابلة عن أمله في إقامة علاقات جديدة مع الولايات الأميركية بعد انتهاء عهد بوش وأن يرى واشنطن تقوم بدور «الوسيط الرئيسي» في عملية السلام المتعثرة في الشرق الأوسط. وأضاف «لا بديل عن الولايات المتحدة في هذه العملية».
وحول دعوة أوباما للدول إلى «إرخاء قبضتها»، أشار الأسد إلى أنه يعتقد أن الرئيس الأميركي يقصد إيران. وقال «نحن لم نطبق قبضتنا أبدا»، مضيفا «استمررنا في الحديث عن السلام حتى خلال العدوان الإسرائيلي على غزة».
وقال الأسد إن إرسال «السفير مهم»، مضيفا أن «إرسال هذه الوفود الدبلوماسية مهم أيضا. إن عدد أعضاء الكونغرس الأميركي الذين سيزورون سوريا يمثل بادرة طيبة. إنها تظهر أن هذه الإدارة تريد التحاور مع سوريا.
وما سمعناه من أوباما و(وزيرة خارجيته هيلاري) كلينتون وغيرهما إيجابي»، لكنه أوضح «أننا ما نزال في فترة الإيماءات والإشارات. ليس هناك أي شيء حقيقي حتى الآن».
وذكرت الصحيفة أنه ليس هناك ما يشير إلى أن الأسد مستعد للتخلي عن أو تقليل علاقات سوريا مع حزب الله وحماس أو مع إيران. وحذر الأسد من أن العدوان الأخير على قطاع غزة كانت له مضاعفات على محادثات السلام مع سوريا. وقال «لقد جعلتها أكثر صعوبة، لكننا في النهاية سنعود إلى المحادثات».
وأكد أنه لم يكن عنده أمل أبدا في تغيير في إسرائيل. وقال «لدينا انطباع بأن هذه الإدارة ستكون مختلفة ورأينا مؤشرات إلى ذلك. لكن يجب أن ننتظر الحقائق والنتائج». وأمل «في المبدأ» في لقاء أوباما «إلا أن هذا الأمر يعتمد على القضايا التي ستناقش. سأكون سعيدا بمناقشة السلام معه»، لكنه أعرب عن قلقه من تأثير «مجموعات الضغط واللاعبين الآخرين».
وقال إن «بوش فشل في كل شيء. إنهم (إدارة بوش) بذلوا قصارى جهدهم لتغيير النظام (في سوريا). لكن هذا الأمر لم ينجح. لم ينجح لأنني لست دمية أميركية، وأقيم علاقات جيدة مع شعبي».
وشدّد الأسد على أنه لا يمكن للولايات المتحدة تحمل تجاهل سوريا. وقال «نحن احد اللاعبين في المنطقة. إذا ما أردت التحدث عن السلام، لن يكون بمقدورك إحداث تقدم من دون سوريا».
وحث الأسد الولايات المتحدة وأوروبا على الانخراط في حوار مع إيران، وعدم التعويل على آمال زائفة بحدوث تغيير بعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقررة صيف العام الحالي. وقال «هذه قضية إيرانية. في إيران هناك وحدة حيال القضايا الوطنية الرئيسية، لذلك يتعين أن تنسوا الخطابات البلاغية. أقول لأوباما والأوروبيين: لا تضيعوا وقتكم على ذلك، وباشروا بفتح حوار (مع طهران). إن السبيل الوحيد هو الانخراط المباشر».
وشدد على انه لن ينحني للضغوط، موضحا «لن نرسل سفيرا إلى لبنان لأن بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة تريد منا فعل ذلك. هذه قضية سيادية. نحن لا نفعل ذلك من أجل أوروبا أو أي طرف آخر». وأشار إلى انه غير قلق من إطلاق المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري في آذار المقبل، مشددا على أن أي طلب لتسليم سوريين إلى المحكمة سيتطلب موافقة سوريا على الموضوع.
الى ذلك قال الأسد، خلال لقائه وفدا من الكونغرس الأميركي برئاسة عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور بنجامين كاردين في دمشق، إن «تحقيق السلام هو مفتاح تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط».
ونقلت «سانا» عن وفد الكونغرس تأكيده على «أهمية مواصلة الحوار بين دمشق وواشنطن وخاصة مع وصول إدارة أميركية جديدة تريد أن تعمل مع العالم و لديها سياسة جديدة».
وحول رفع العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا، قال كاردين «هناك فرصة مع الإدارة الجديدة حيث يتم تقييم الأمور عن طريق الأفعال»، مضيفا أن «الولايات المتحدة مهتمة بأن تبادر سوريا إلى العمل وتوقف دعم المنظمات الإرهابية».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد