الأسد يختتم زيارته إلى تركيا

20-10-2007

الأسد يختتم زيارته إلى تركيا

اختتم الرئيس بشار الاسد امس زيارته التركية التي نقلت العلاقات بين دمشق وأنقرة الى مرحلة تعزيز الثقة، خاصة في المجالين السياسي والاقتصادي، وكشفت عن تفاهم متبادل لأهمية الوضع في العراق، وعن إدراك سوري لحساسية الخلاف التركي الارمني الذي تعتزم دمشق بذل جهودها لاحتوائه عبر وساطة يتم تفعيلها بين أنقرة ويريفان. الأسد يركل الكرة خلال زيارته الى ملعب فريق فنربخشة في اسطنبول أمسوفي اليوم الاخير من زيارته الى اسطنبول خلال لقائه برجال الاعمال الاتراك، دعا الاسد إلى علاقة استراتيجية اقتصادية تجمع بين سوريا وتركيا والعراق وإيران. وجدد الرئيس الأسد الذي التقى رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان خمس مرات، ثقته بمستوى العلاقات مع تركيا، مطالبا بتنشيطها أكثر على المستوى الاقتصادي، وذلك في الوقت الذي قارب فيه التبادل التجاري بين البلدين مليار دولار في العام .2007 واختصر الاسد زيارته بالقول «اشعر انني في منزلي».
وبدت واضحة خلال مأدبة غداء أقامها المجلس الاقتصادي الخارجي في اسطنبول، الحفاوة التي تلقاها الرئيس الأسد، خصوصا بعد موقفه المتفهم لإمكانية تدخل تركيا عسكريا ضد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، وهو ما شكره عليه أصحاب الدعوة بتصفيق حار.
وخلال مقابلات مع الصحافة التركية نشرت أمس، شدد الاسد على أن مشكلة المسلحين الأكراد في شمالي العراق «لا تحل عبر الوسائل العسكرية والأمنية فقط. لا يمكن تحقيق نتائج من دون دعم الجهود السياسية»، داعيا إلى إعطاء الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي فرصة. وأوضح أن «سوريا وتركيا على توافق تام ضد تقسيم العراق... وأن مثل هذا التقسيم عبارة عن قنبلة ستفجر الشرق الأوسط». (تفاصيل صفحة 15).
وتسعى دمشق للقيام بوساطة سياسية بين تركيا وأرمينيا، وفق ما أكد الأسد، في حديثه لصحافيين سوريين مرافقين للوفد بينهم مراسل «السفير». وأوضح الرئيس السوري أن دمشق كانت عرضت أمر الوساطة بين أنقرة ويريفان على الجانب التركي، بحكم العلاقة الجيدة التي تربطها بهما، ووافق الجانب التركي على هذا الأمر، مشيرا إلى أن هذه الوساطة بدأت قبل صدور قرار لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الاميركي الذي يصف ما حدث للأرمن بأنه «إبادة جماعية»، وتم طرح هذا الموضوع في المباحثات مع الجانب التركي، وتم الاتفاق على أن تستمر سوريا في وساطتها، وسيتم استئنافها بعد عودة الوفد السوري إلى دمشق.
وكان مسؤول سوري كبير قال، في وقت سابق إن دمشق تسعى إلى «علاقات إيجابية بين الطرفين» التركي والارمني. كما ان وزير الخارجية وليد المعلم سبق له أن أوضح أن دمشق حثت الطرفين التركي والأرمني «على النظر إلى المستقبل، لا إلى الماضي»، حيث تشير توقعات إلى أن الوساطة السورية يمكن أن تأخذ شكلا دبلوماسيا يتمثل بزيارات رفيعة المستوى بين انقرة ويريفان قريبا.
وافتتح الأسد، في ختام زيارته التركية، مركزا تجاريا ضخما في اسطنبول، بحضور أردوغان، حيث التقاه للمرة الخامسة خلال هذه الزيارة. وقال الرئيس السوري إن البلدين «يتشاركان النظر إلى المستقبل، وإلى الحالة التكاملية بينهما».
وتحدث الأسد، خلال لقاء مع رجال أعمال قوطع خلاله مرات عديدة بالتصفيق، بحرارة لافتة عن العلاقات التركية ـ السورية. وقال «في المرة الأولى (العام 2004) شعرنا أننا نزور أخوتنا (في تركيا)، أما اليوم فإنني أشعر أنني في منزلي، وأنا سعيد جدا لهذه العواطف التي أراها»، مضيفا «هذا ليس موقفا سياسيا، وإنما موقف شعبي سوري، وأنا أمثل الشعب السوري، وأتحدث باسم هذا الشعب».
ووصف الأسد المنظور السوري للعلاقة مع أنقرة، موضحا «حين تكسب تركيا موقفا سياسيا نكسب، وحين يتحسن الاقتصاد التركي نحن نربح، وعندما يقتل شخص تركي نخسر مواطنا»، مشددا على أن مستوى العلاقات بين دمشق وأنقرة يتحسن أكثر مما كان متوقعا. ودعا الأسد للعمل على العلاقات الاستراتيجية، على المستوى الإقليمي، مشيرا إلى سوريا وتركيا والعراق وإيران، والمنافذ البحرية التي تملكها هذه الدول على البحر المتوسط وبحر قزوين والبحر الأسود والخليج العربي. وقال «نريد لهذه المنطقة أن تكون نقطة وصل كما كانت منذ آلاف السنين»، متحدثا عن المشاريع ذات الصفة الاستراتيجية كالغاز والنفط والمياه والنقل.
وأوضح الأسد أن الزيارة التي يقوم بها الى تركيا سياسية، إلا أنه تم الانتباه لاحقا إلى الأمور الاقتصادية، داعيا إلى زيادة الاستثمار المشترك، مشيرا إلى ما حققته الزيارة من طروحات حيال تطوير العلاقة الاقتصادية بين البلدين، بينها مناقشة تسهيل حركة رجال الأعمال والنواب بينهما من دون تأشيرات دخول.

زياد حيدر

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...