الأسرى الفلسطينيون يعلقون إضراباً عن الطعام استمر شهرين
علّق مئات المعتقلين الفلسطينيين اضرابا عن الطعام في السجون الإسرائيلية بدأوه قبل 63 يوماً، بعدما حققوا جزءاً من مطالبهم، كان ثمنه مضاعفات خطيرة على أجسادهم، بسبب الاعياء وفقدان الوزن والأرق.
وأعلن وزير الأسرى الفلسطينيين شوقي العيسة أن الأسرى الإداريين المضربين، وعددهم حوالي 200 أسير، أوقفوا إضراباً استمر لمدة شهرين، مع نحو 200 أسير آخرين كانوا يتضامنون معهم، موضحاً أنهم حققوا جزءاً من مطالبهم.
وأكد العيسة أن تعليق الإضراب قابله تعليق لكل الخطوات العقابية التي فرضتها إسرائيل على الأسرى الفلسطينيين المضربين خلال الآونة الاخيرة، من دون أن يتم وقف سياسة الاعتقال الإداري التي تستخدمها إسرائيل بحق الفلسطينيين، بالإضافة إلى السماح لـ75 من المضربين المتواجدين في المستشفيات حالياً بالبقاء فيها حتى تحسن حالتهم الصحية.
الإضراب كان بدأه 88 أسيراً قبل شهرين احتجاجاً على ملف الاعتقال الإداري الذي تستخدمه إسرائيل بحق الفلسطينيين، وكان الهدف منه إيقاف هذا النوع من الاعتقال، الذي وصفه العيسة "بالعقاب الجماعي، والذي يسمح للاحتلال الإسرائيلي باعتقال أي فلسطيني من دون سبب".
وعلى مدار شهرين انضم على مراحل قرابة 400 أسير للإضراب، نصفهم محكوم إدارياً، والنصف الآخر من كبار السن والمرضى. كما أضرب خمسة آلاف فلسطيني تعتقلهم إسرائيل على فترات متفاوتة تضامناً مع المضربين واحتجاجاً على الاعتقال الإداري.
والاعتقال الإداري ورثته إسرائيل عن الانتداب البريطاني، وفيه يحاكم المعتقل من دون تهمة لفترة زمنية قابلة للتجديد، وبداعي ما تسميه إسرائيل "ملفاً سرياً". وطالب الأسرى المضربون بوقف هذه السياسة ومحاكمتهم استناداً إلى لوائح اتهام واضحة.
وفي هذا السياق، أكدت مصادر لـ"السفير" أن تعليق الأسرى لإضرابهم جاء أيضاً بسبب الأوضاع المتوترة التي تشهدها الأرض الفلسطينية في ظل الحملة العسكرية الإسرائيلية التي تستهدف المدن الفلسطينية، بحثاً عن ثلاثة مستوطنين اختفت آثارهم قرب مدينة الخليل قبل نحو أسبوعين، مشيرة إلى أن "تعليق الإضراب خطوة تكتيكية في ظل المتغيرات الحالية".
من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "أشيد بوزير الأمن الداخلي وبمدير مصلحة السجون على العمل الحازم والمهني الذي أدى إلى إيقاف الإضراب عن الطعام من قبل بعض السجناء الفلسطينيين. لقد انتهجنا سياسة واضحة أدت إلى تحقيق هذه النتيجة المهمة وسنقوم الآن بإضافة ممارسات ووسائل أخرى ستؤدي بدورها إلى تقليص هذه الإضرابات مستقبلاً".
وما أن بدأ تعليق الإضراب عن الطعام، حتى جددت سلطات الاحتلال اعتقال الأسير سامي حسين من رام الله لمدة شهر، بعدما كان من المفترض أن يتم الإفراج عنه أمس.
وقالت متحدثة باسم جيش الاحتلال أمس، أن "الجيش الإسرائيلي اعتقل 17 فلسطينياً في إطار الحملة التي يشنها للعثور على ثلاثة إسرائيليين اختفت آثارهم قبل حوالي أسبوعين، مشيرة إلى أن الاعتقالات جرت في أنحاء الضفة الغربية وشملت نائبين في المجلس التشريعي الفلسطيني.
وتعتقل إسرائيل حالياً نحو 5400 فلسطيني بينهم 23 نائباً في المجلس التشريعي وخمس نساء ونحو 200 طفل، وقرابة 20 أسيراً مريضاً يقيمون بشكل دائم في المستشفى الإسرائيلي العسكري.
إلى ذلك، أصيب عنصران من شرطة حماس بجروح أمس، في سلسلة غارات جوية شنتها المقاتلات الحربية الإسرائيلية على عدة أهداف في قطاع غزة، وفقاً لوزارة الصحة في حكومة حماس السابقة.
وأعلن المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة "إصابة اثنين من عناصر الشرطة البحرية (التابعة لحماس) بجروح طفيفة في قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات" في وسط قطاع غزة.
وفي شمال القطاع، قال شاهد عيان إن "طائرات الاحتلال شنت غارتين على موقع تدريب لسرايا القدس (الجناح العسكري للجهاد الإسلامي)، وأخرى على أرض فارغة في المنطقة".
وجاءت الغارات بعيد إعلان متحدثة باسم جيش الاحتلال اعتراض صاروخين أطلقا من قطاع غزة على جنوب إسرائيل، موضحة أن "نظام الدفاع المضاد للصواريخ (القبة الحديدية) اعترض الصاروخين اللذين لم يسفرا عن أضرار".
أمجد سمحان
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد