الأوروبيون يتحضرون لمحاصرة ساحل ليبيا: مشاورات مع روسيا لدعم حكومة «الوفاق»

14-06-2016

الأوروبيون يتحضرون لمحاصرة ساحل ليبيا: مشاورات مع روسيا لدعم حكومة «الوفاق»

تباطأت، أمس، وتيرةُ تقدم قوات حكومة «الوفاق» الليبية في معركتها لتحرير مدينة سرت من قبضة «داعش»، بعدما انحصرت الاشتباكات في الاحياء السكنية، وفي مساحة قدرها خمسة كيلومترات مربعة بحسب بيان عملية «البنيان المرصوص»، اذ تواجه قوات «الوفاق» مقاومةً شرسة من قبل عناصر «داعش»، اثناء محاولتها اقتحام المناطق السكنية في وسط المدينة، بعدما كانت حققت تقدماً سريعاً في الأيام الماضية تحت غطاء الضربات الجوية والمدفعية الثقيلة، حيث تمكنت من استعادة السيطرة على المطار والميناء.
في غضون ذلك، ذكر موقع «بوابة الوسط» الليبي أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيعتمدون يوم الإثنين المقبل في لكسمبورغ، رسمياً، توصيةً بتخويل مهمة «صوفيا» البحرية الأوروبية صلاحيةَ فرض تطبيق حظرٍ شامل على وصول السلاح إلى ليبيا يستهدف الأطراف الليبية كافة ويعتبر مقدمةً لقرارات مقبلة لتمكين قوات «المجلس الرئاسي» المعين من قبل الأمم المتحدة، وحدها، من مهمة الحصول على السلاح وتوريده.
وتندرج الخطوة ضمن حراك أوروبي أشمل لدعم «المجلس الرئاسي» وحكومة «الوفاق» في طرابلس بشتى الوسائل الديبلوماسية والسياسية والأمنية، لكن من دون اتخاذ قرار باستئناف الوجود الديبلوماسي في العاصمة الليبية.
وذكر الموقع أن الديبلوماسيين في بروكسل «يعترفون بصعوبة تعاملهم مع روسيا حالياً في إدارة الشأن الليبي»، أمام رفض موسكو التعاون مع مطلبهم بإحكام المقاطعة على ما يعتبرها الاتحاد الأوروبي «حكومات موازية» لحكومة «الوفاق».
وبحسب الوكالة، سيجري مسؤولون أوروبيون كبار محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الجمعة المقبل في سانت بطرسبورغ، ناقلةً عن مصدر قوله إن رئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينزي سيحمل طلبات محددة للجانب الروسي في الملف الليبي، «أهمها وضع حد للعرقلة الروسية للتحركات الأوروبية داخل مجلس الأمن حول ليبيا ومحاولات أوروبا تمرير قرارات لتضييق الخناق على الحكومة المؤقتة في البيضاء (حكومة عبد الله الثني)».
وأضاف الموقع أن الاتحاد الأوروبي يعكف في موازاة ذلك على الإعداد لتحرك مشترك مع حلف «الناتو» من المتوقع أن يتم الاتفاق بشأنه نهائياً في قمة الحلف في وارسو في تموز المقبل لتمكين قوة «صوفيا» من التنسيق مع «الناتو» في إدارة تدفق المهاجرين وسط «المتوسط» وتعقبهم قبالة الساحل الليبي، للمرة الأولى في مهام موحدة.
من جهته، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أمس، في بروكسل، أن الحلف «لا يخطط لنشر أي قوات على الأرض في ليبيا».
يُذكر أن روسيا ومصر اعترضتا في وقت متأخر من مساء أمس الأول في مجلس الأمن على وضع الجيش الليبي تحت السلطة الوحيدة لحكومة الوفاق، وذلك خلال عملية التفاوض بين أعضاء المجلس للاتفاق على بنود مشروع قرار حول ليبيا وتمديد البعثة الأممية فيها، ولكنهما وافقا بعد إضافة عبارة «وفقًا للاتفاق السياسي الليبي».
ولم يوافق مجلس النواب الليبي في طبرق بعد على الاتفاق الذي خرج من الصخيرات المغربية العام الماضي، ولم يمنح بعد حكومة «الوفاق» الثقة.
وفي هذا الإطار، قال عضو المجلس صالح فحيمة أن البرلمان لم يتمكن من عقد جلسته العادية لمناقشة تعديل الإعلان الدستوري ومنح الثقة لحكومة الوفاق، أمس أيضاً، بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني.
في هذه الأثناء، لا تزال تتفاعل قضية «مجزرة الرويمي» التي وقعت في طرابلس يوم الجمعة الماضي، وأدت إلى مقتل 12 سجيناً من «رجال القذافي» مباشرة بعد إطلاق مشروط لسراحهم.
وطالب المبعوث الأممي لدى ليبيا مارتن كوبلر بتحقيق دولي مشترك مع السلطات الليبية في الواقعة، فيما أدانتها حكومة «الوفاق». أما دار الإفتاء التابعة لحكومة طبرق فقد اتهمت المفتي السابق صادق الغرياني بالوقوف وراء العملية.
وفي سرت، بدأ التقدم الذي حققته قوات «الوفاق» ضد «داعش» يتباطأ مع وصولها الى مشارف المنطقة السكنية الممتدة من وسط المدينة الى شمالها، لتتحول المعركة الى حرب من منزل الى منزل في مواجهة قناصة التنظيم والعبوات التي زرعها في الاحياء.
ويتحصن مقاتلو «داعش» في المنازل، ويعتمدون بشكل رئيسي على السيارات المفخخة التي يقودها انتحاريون وتنطلق من الاحياء السكنية مستهدفة تجمعات القوات الحكومية.
وذكر مصدر إعلامي في غرفة عمليات «البنيان المرصوص» التي تقود الهجوم ضد «داعش» أن القوات الحكومية «حاصرت عناصر داعش في دائرة لا يزيد قطرها على خمسة كيلومترات مربعة تقريباً».


 («السفير»، أ ف ب)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...