الإضراب اليوم ونصر الله يقول:المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين

أكد السيد حسن نصر الله الامين العام لحزب الله اللبنانى ان يوم غد يوم الاضراب العام فى لبنان هو يوم مهم ومفصلى وحساس فى تاريخ لبنان ولذلك تثير حوله قوى السلطة غير الشرعية الكثير من التساؤلات للتشكيك بأهميته سعيا منها لمواجهة هذا التحرك .
وقال نصر الله فى كلمة له اليوم بثتها قناة المنار انه صدرت بيانات من مناطق محددة تحث اللبنانيين على عدم المشاركة فى الاضراب الذى تدعو اليه المعارضة مؤكدا ان الفريق الحاكم يعرف انه يكذب وانه يجافى الحقيقة ولكنه يريد ان يركز على احداث خلخلة فى صفوف المعارضة من خلال التركيز على ان حزب الله هو المركز الاساسى للمعارضة الحقيقية والباقى ملحقات .
واضاف نصر الله ان هذا الفريق يزج الاتهامات والمعلومات والاشاعات غير الصحيحة عن عودة حزب الله وحركة امل الى التحالف الرباعى وذلك لتخويف بعض قوى المعارضة بان حزب الله سيهمشهم وان دورهم فى القرار لن يكون مؤثرا .
واضاف نصر الله ان اعداء المعارضة يروجون بان حزب الله قد يتخلى عن التزامه الاخلاقى امام حلفائه مستغربا تهكم الفريق الحاكم من الالتزامات الاخلاقية للمعارضة واعتبارها نوعا من الجنون .
واكد نصر الله ان تضليل الرأى العام لدى بعض الاطراف اللبنانية والاساءة الى حلفاء حزب الله فى المعارضة والتركيز على القاء المسؤولية الكاملة عن سلوك المعارضة على كتف حزب الله هو للضغط عليه بغية التراجع عن موقفه من قبل فريق السلطة وفسخ عرى المعارضة والتشويش على عملها فتارة يتحدثون عن ان اطرافا فى المعارضة هم ملحقات وادوات لدى حزب الله وتارة اخرى يقولون ان المعارضة تعانى انشقاقا داخليا .
واكد نصر الله ان المعارضة تقدم نموذجا حقيقيا ووطنيا للشراكة وان من لا يعلم معنى الشراكة هو من لا يفهم معنى ما تقوم به المعارضة .
وجدد نصر الله رفض حزب الله العودة الى التحالف الرباعى وكرر ذلك اكثر من مرة قائلا ان المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين فكيف تكون الحال اذا كان حزب الله قد طعن فى الظهر وغدر به .
وقال ..اذا كان من طعنوا حزب الله فى ظهره ويظنون انه يمكن ان يمحى اثر الطعن بكلمة هنا او هناك فهم مخطئون جدا .
واوضح نصر الله انه لا خيار امام السلطة الا وجود شراكة حقيقية والا فليبقى الوضع على ما هو عليه مؤكدا ان الالتزام الاخلاقى عند حزب الله اهم و أحق من الالتزام السياسى .
وقال نصر الله ان التزام حزب الله مع القوى الوطنية الاخرى هو التزام اخلاقى وسياسى ووجدانى وهو لن يتخلى عنه ابدا رغم محاولة الاخرين بث الاشاعات والاباطيل خلال الاسبوعين الماضيين.
ودعا نصر الله جميع اللبنانيين للمشاركة غدا فى الاضراب العام الذى دعت اليه المعارضة وكل ما تدعو اليه من نشاطات اخرى .
ورد نصر الله على من يدعى ان نشاط المعارضة القادم يهدف الى تعطيل مؤتمر باريس 3 بالقول ان المعارضة تدعم بلا تردد اى مؤتمر دولى او اقليمى يقدم مساعدات للبنان بدون شروط سياسية متسائلا هل ينطبق هذا الشرط على باريس 3 وهل هو لدعم لبنان اصلا .
واوضح نصر الله ان باريس 3 مخصص لدعم الفريق المتسلط فى لبنان وان فرنسا هى التى تسعى لعقد المؤتمر وتدعو له وتحشد له دوليا مشيرا الى تصريحات وزير الخارجية الفرنسى فيليب دوست بلازى بان مؤتمر باريس سيدعم حكومة فؤاد السنيورة الشرعية وان زعيم حزب الله يملك الاموال ولذلك يجب ان يحصل السنيورة على الدعم الدولى .
وقال نصر الله ان الجانب الفرنسى يدعم السنيورة وفريقه الحاكم بوجه فريق لبنانى اخر بعد ان سبب المال الذى انفقه حزب الله فى الشهور
الماضية القلق لبلازى .
واوضح نصر الله ان المال الذى صرفه حزب الله ساهم فى رفع الانقاض واعادة المهجرين ورفع معنويات المهجرين ومن دمرت بيوتهم دون ان يثور ضمير السنيورة.
وقال نصر الله ان مصدر القلق لدى بلازى والحكومة اللبنانية هو ان سلاحنا ومالنا منع اسرائيل من الانتصار علينا وعلى المقاومة ولذلك من حقهم ان يخافوا من هذا السلاح وذلك المال لانهما يحصنان لبنان ضد التقسيم ويحولان دون تحويله الى قطعة من شرق اوسط اميركى صهيونى جديد .
وتساءل نصر الله اين انفق المال الذى قدم للحكومة وكيف انفق معربا عن استعداد الحزب لتقديم بيان مفصل بمواضع صرف الاموال التى جاءت الى حزب الله مشيرا الى ان المال الذى سيقدمه باريس 3 للبنان سيخصص لتسديد فوائد الدين اى انه سيعود الى من دفعه من خلال عودته الى بنوكه .
وعبر نصر الله عن استعداد حزب الله لدفع كلفة الحرب رغم ان الدمار حصل بسبب امريكا واسرائيل ومن طلب منهما شن الحرب وقال انه اذا لم يستطع حزب الله تسديد فاتورة الحرب فهو مستعد للمحاكمة والحساب مقابل 3 مليارات دولار مصاريف الحرب وبالمقابل سيتحمل الفريق الحاكم مسؤولية 40 مليار دولار من الديون التى جرها الى البلد مذكرا ان هذا العرض يهدف الى حماية البلد وصونه وتجنب العبث بأمنه ومستقبله وحمايته من السرقة والنهب .
واضاف نصر الله ان الكذب اصبح جزءا من شخصية الفريق الحاكم الذى يدعى ان لبنان كان متعافيا اقتصاديا قبل الحرب وانهار اقتصاديا جراءها .
وتحدث نصر الله عن مطالب المعارضة مؤكدا ان العدوان الاسرائيلى فرض الانشقاق السياسى فى لبنان وخاصة بعد ان اصر الفريق الحاكم على منع لبنان من استثمار النصر العسكرى بنصر سياسى .
وشدد نصر الله على ان لبنان لا يتحمل سجالات لا طائل منها ولابد من تحديد المطالب ولذلك فان المعارضة عبرت عن مطالبها بوضوح وبدأت بتشكيل حكومة وحدة وطنية لانقاذ لبنان من خلال تصحيح التمثيل الحكومى لقوى سياسية اساسية فى لبنان.
وقال نصر الله ان الفريق الحاكم استهان بارادة الجزء الاكبر من الشعب اللبنانى معتمدا فى ذلك على الدعم الدولى الخارجى وحاول خلال هذه الفترة تهريب مشروع المحكمة الدولية والورقة الاصلاحية التى يصفها المحللون بالاغراقية وبعد كل هذا يقولون لنا ارسلوا ملاحظاتكم على هذين الموضوعين وكأننا نعمل مستشارين لدى الفريق الحاكم ولا نستطيع الزامه بشىء .
واوضح نصر الله ان المعارضة تصر على حكومة الوحدة الوطنية لان ظروف لبنان تفرض على القوى الوطنية التشارك مع قوى انتجت الحرب الاهلية والمجازر والمقابر الجماعية وان قوى المعارضة الوطنية وايمانا منها بأهمية التشارك وضرورته اعطت تلك القوى كل الوقت الكافى لمراجعة حساباتها ولكنها ظنت ان تريث المعارضة ضعفا منها مؤكدا ان المعارضة ستثبت للفريق الحاكم انها قادرة على صنع الكثير وانها لن تفشل ابدا وهى مصرة على التحرك لاسقاط السلطة الحالية المتحكمة برقاب المواطنين مبينا انه اذا ما بقيت هذه السلطة فان لبنان سيصل حتما الى انهيار اقتصادى حتمى.
وتابع نصر الله يقول انه اذا بقى هذا الفريق الحاكم على رأس السلطة فانه سيلجأ الى القصاص السياسى من قوى المعارضة الوطنية وتصفية الحسابات السياسية مع كل الافرقاء السياسيين فى لبنان وهذا ما تشير اليه تصريحات زعماء السلطة وتهديدهم باحضار قوات دولية تحت الفصل السابع الى لبنان ما يعنى تحويل لبنان الى عراق جديد او افغانستان جديدة لادخاله فى فوضى عارمة وساحة اقتتال داخلى نعرف بدايتها ولا نعرف نهايتها .
واوضح نصر الله ان الحكومة تريد احضار قوات دولية تحت الفصل السابع لانقاذ نفسها وبالمقابل اغراق لبنان برمته فى حرب لا حدود لها وذلك بعد فشل كل طلبات المساعدة التى تقدم بها هذا الفريق الى حلفائه فى الخارج مؤكدا ان بعض قيادات السلطة يحلمون فى الليل والنهار بنشوب حرب اهلية فى لبنان وهؤلاء هم اصحاب مشاريع التقسيم واحداث الدويلات الطائفية فى لبنان وهم من ساهموا فى حدوث الحرب وطلبوا شنها على لبنان .
وشدد نصر الله على ان المعارضة تريد شراكة حقيقية ووحدة وطنية وانها تريد استراتيجية دفاعية تقوم على قوة الجيش اللبنانى للحفاظ على الاستقرار فى لبنان ومنع الحرب الاهلية والفتنة مركزا على اهمية الحفاظ على المؤسسات اللبنانية وتعزيز الثقة بين اللبنانيين .
وخاطب نصر الله الحشد قائلا .. غدا نحن امام تحرك جديد لمواجهة الفريق الذى لو بقى فى السلطة سيوصل لبنان الى انهيار اقتصادى وحرب اهلية والفريق الذى ليس لديه مانع من احضار قوات دولية الى لبنان تحت الفصل السابع حفاظا على مكاسبه السياسية وان هذه المرحلة سترسم مصير لبنان لسنوات طويلة .
واشار نصر الله الى ان الفريق الحاكم يستغل نقاط ضعف المعارضة التى تتمثل فى رفض حزب الله للحرب الاهلية ورفضه لاستخدام السلاح فى الداخل وكذلك رفضه للفتنة الطائفية ولذلك فان الفريق الحاكم يركز على هذه الامور لتخويف حزب الله من حدوثها.
واكد الامين العام لحزب الله ان التهويل لن يجدى لان الحزب لن يقبل بحرب اهلية ولن ينجر اليها حتى ولو قتل انصاره فى الشارع كما قتل الشهيد احمد محمود ولن يكون هناك استخدام للسلاح فى الداخل .
وناشد نصر الله جماهير المعارضة بالالتزام بجميع المعايير الاخلاقية والسلمية التى وضعت لتحركات الاحتجاج السلمى مؤكدا ان المعارضة ستسعى لحشد اكبر تظاهرة ممكنة وبالمقابل فان الفريق الحاكم ووسائله الاعلامية سيسعون الى التقليل من شأن هذه التظاهرة مطالبا جماهير المعارضة بالمشاركة الفعالة وعدم استخدام الشعارات الطائفية والمذهبية والتحلى بتحمل المسؤولية لان جميع اللبنانيين بقواهم المختلفة ينتظرون موقف المعارضة وصوتها وجماهيرها .