الإعلام الرسمي المصري ينقلب «لاهثاً» للحاق بالثورة

12-02-2011

الإعلام الرسمي المصري ينقلب «لاهثاً» للحاق بالثورة

يوم أمس، ومع الطوق الذي أحكمه الثوار حول مبنى الإذاعة ومتظاهرون تحت مبنى التلفزيون في القاهرة صباح أمسالتلفزيون في مسابيرو مانعين موظفيه من دخول المبنى أو الخروج منه، جلست إحدى المذيعات تجيب على اتصالات المحتجين وهي تقول «لقد التبس علينا الأمر بداية، بسبب كثافة الأخبار، كنا عرضة للالتباس والآن اتضحت الصورة.» كان ذلك قبل إعلان الرئيس السابق حسني مبارك عن تنحيه.
قبل ذلك، وفي أحد الأيام في مطلع الأسبوع، كان التلفزيون المصري الرسمي في الصباح يجري مقابلات مع ضيوف ينددون بالمحتجين المعارضين للرئيس السابق حسني مبارك ويصفونهم بأنهم عملاء لإيران. في المساء، انقلبت الصورة وعرض التلفزيون الرسمي المصري ملصقا يدعو صراحة لسقوط النظام الحاكم.
وقد جاء تحول التلفزيون الرسمي في يوم واحد ليشير إلى تحول أوسع بشأن الانتفاضة الشعبية.
ومع اكتساب الانتفاضة المناهضة للفقر والفساد والقمع الذي تميز به حكم مبارك على مدى 30 عاما قوة دفع رأى مسؤولو الإعلام المصري والعاملون به انه من الأنسب تغيير لهجتهم.
قد يفيدهم ذلك في ضمان مستقبلهم إذا سارت الثورة الديمقراطية بشكل سليم وأطاحت بمبارك وحاشيته التي استخدمت الإعلام كجزء من آلياتها لبسط السيطرة لوقت طويل.
ويقول أحد المحتجين ويدعى احمد عبد الباسط (25 عاما) وهو يقف أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون الذي يخضع لحماية مشددة من قبل الجيش بوسط القاهرة أن «الإعلام الرسمي ربما يكون قد غير لهجته ولكن بعد فوات الأوان ولا أفهم لماذا يعتقدون أنهم موجودون لحماية الرئيس وليس البلاد.»
وقد أدرك الجيش المصري أهمية الإعلام لدى قيام ثورة يوليو 1952 وكان الرئيس الراحل أنور السادات هو من أعلن الثورة عبر الإذاعة.
وللإعلام الرسمي الذي يوظف 46 ألف شخص في مبنى الإذاعة والتلفزيون بالقاهرة وحده أكثر من عشر قنوات أرضية وفضائية والعديد من المحطات الإذاعية وأكثر من عشرين صحيفة ومجلة.
ومنذ أن اندلعت الثورة يوم 25 كانون الثاني حاول التلفزيون المصري خوض معركة خاسرة ضد رأي الجماهير.
كما أدانت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المظاهرات في البداية ووصفت القائمين بها «بالمخربين».
وبعد خطاب مبارك يوم الأول من شباط قالت الوكالة إن المسيرات الاحتجاجية جاءت بتوجيه خارجي وقالت إن «حزب الله» وحركة المقاومة الإسلامية «حماس» لهما أشخاص داخل المشهد في مصر وكذا مصريون لهم «جداول أعمال خاصة».
في الوقت ذاته تم تصوير الذين شاركوا في الأيام الأولى من المظاهرات بأنهم شرفاء ونبلاء لهم مطالب مشروعة تدعو للإصلاح فيما وصف بأنه «ثورة 25 يناير» على النقيض من الذين بقوا في الشوارع بعدها وطالبوا برحيل مبارك.
وفي مرحلة من المراحل حاول مقدمو البرامج بالتلفزيون الرسمي المصري السخرية من المتظاهرين وقالوا إنهم حصلوا على وجبات من محال أطعمة سريعة شهيرة لها فروع في ميدان التحرير على الرغم من أن معظم تلك الفروع إن لم تكن جميعها كانت مغلقة.
وفي أجواء احتفالية بالميدان سخر المتظاهرون من الهجوم عليهم. وفي بعض المشاهد، سار بعض المحتجين حاملين مدونات كبيرة كتب عليها عبارة «صاحب أجندة» أو قضموا شطائر أمام كاميرات قنوات تلفزيونية عربية شهيرة.
ومع نهاية الأسبوع، ظهر على قنوات التلفزيون المصري محتجون من ميدان التحرير سمح لهم بالتعبير عن مطالبهم لمبارك بالتنحي لكنهم تعرضوا لضغوط لقبول تنازلاته والمساعدة في إعادة البلاد لطبيعتها.
وقال باسم فتحي وهو احد المحتجين الشبان في أحد تلك البرامج «نحن لا نريد أن نفكك الدولة مشكلتنا هي في من يتولى الرئاسة... لا نريد استمرار العقلية التي تقول «هذا خطأ انتم مجرد عيال (صبية صغار) فهذه هي وسيلة لإبقاء المستبدين في أماكنهم.»
وشهدت الصحف الرسمية خلال الأسبوع الحالي تحولا كبيرا عندما بدأت في الإشادة بالثورة المستمرة لآلاف الشبان الذين احتشدوا في ميدان التحرير.
وقال أحمد موسى مدير تحرير صحيفة الاهرام إنهم مهددون بفقدان المصداقية وأنه ليس من الخطأ إعادة النظر في الحسابات، مضيفا أنهم يحاولون تحاشي أن يسجل التاريخ أنهم كانوا يقولون شيئا فيما الناس يقولون شيئا آخر.
وامتنع الكثير من مذيعي التلفزيون الرسمي المصري عن العمل واعلن أعضاء من نقابة الصحافيين اعتراضهم على رئيس نقابتهم مكرم محمد احمد المدعوم من مبارك والذي أعلن أمس الأول أنه «في إجازة مفتوحة».

المصدر: رويترز

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...