الاحتلال يتوعد الرمادي بمصير الفلوجة

أعلنت السلطات العراقية وجامعة الدول العربية أمس إرجاء مؤتمر الوفاق الوطني العراقي، الذي كان مقرراً عقده في بغداد في 22 حزيران الحالي، إلى أجل غير مسمى، في وقت فرضت قوات الاحتلال الأميركية حصاراً على مدينة الرمادي وتوعدت أهاليها بمصير مشابه لمصير سكان الفلوجة، فيما سقط في العراق خلال اليومين الماضيين نحو 60 قتيلاً، بينهم خمسة في معارك مع قوات الاحتلال البريطانية في العمارة.
في هذا الوقت، يقوم الرئيس الاميركي جورج بوش اليوم وغداً بمشاورات واسعة تتمحور حول الدعم الاميركي للحكومة العراقية يبدؤها مع وزرائه ومستشاريه قبل اتصال عبر الأقمار الاصطناعية مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وأعضاء حكومته.
مؤتمر الحوار
وقال رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني، في مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية للشؤون السياسية أحمد بن حلي في بغداد، "لقد ناقشنا المعوقات التي تحول دون عقد المؤتمر، واتفقنا على ضرورة إنجاحه وتوفير كل مستلزمات النجاح له"، معرباً عن أمله في مشاركة جميع الأطراف العراقية فيه عند انعقاده.
أما بن حلي فقال من جهته "لا توجد معوقات حقيقية تحول دون عقد المؤتمر في موعده، غير أن الأمر يكمن في الرغبة بإعطاء الحكومة العراقية الفرصة، بعد استكمال تشكيلها، للإعداد له".
الرمادي
وقال سكان نازحون من مدينة الرمادي إن قوات الاحتلال الأميركية تحاصر مدينتهم وطالبت الأسر التي تسكن المدينة بإخلائها ما أشاع جواً من الرعب بين الأهالي من احتمال شن عدوان واسع النطاق على المدينة.
وأوضح بعض أهالي الرمادي أن القوات الأميركية تحاصر المدينة منذ فجر الجمعة من جميع الجهات وتطالب الأهالي بالخروج منها. وقال عبد السلام جبار (49 عاماً) إن الدوريات الأميركية التي تحاصر المدينة "استعملت مكبرات الصوت لتحذير الأهالي من خطورة البقاء في منازلهم وعدم ترك المدينة". وأضاف أن التحذير ذكر الأهالي بان مصيرهم "سيكون كمصير العائلات التي فضلت البقاء في الفلوجة قبل عامين ولم تصغ إلى التحذيرات".
فدرالية الجنوب
جدد زعيم لائحة الائتلاف العراقي الموحد عبد العزيز الحكيم مطالبته بإقامة إقليم جنوب ووسط العراق، معتبراً ذلك عاملاً "للوصول إلى توازن ولإصلاح العراق". وقال الحكيم، في كلمة القاها خلال مؤتمر عقد في النجف ضم كوادر من المجلس الأعلى للثورة الإسلامية الذي يتزعمه وتنظيمات شيعية أخرى، إن "عدم وجود إقليم للوسط والجنوب سيؤدي إلى اختلال في التوازن" في العراق، مشدداً على ضرورة "العمل بكل الوسائل لتحقيق هذا الهدف وإكمال المشوار الذي بدأناه".
الطالباني
وأعلن الرئيس العراقي جلال الطالباني أمس انه "على وشك الوصول إلى اتفاق مع المقاومة العراقية"، مشيراً إلى أنه يعتقد أن "في نهاية هذا العام سنكون قد وضعنا حداً للعنف في البلاد".
قوات الاحتلال
وتوقع قائد قوات الاحتلال في العراق الجنرال جورج كايسي تخفيضاً ملموساً في عدد قوات الاحتلال خلال عام ,2006 فيما قال مستشار الأمن القومي العراقي موفق الربيعي إنه "قبل نهاية هذا العام سيكون عدد القوات المتعددة الجنسية على الأرجح اقل من مئة الف" في العراق، "ومع منتصف عام ,2008 لن يكون هناك وجود ظاهر لهذه القوات في المدن والقرى".
تفجيرات
قتل خمسة عراقيين على الأقل، بينهم امرأة، وأصيب 15 آخرون كما أصيب جندي بريطاني في اشتباكات أمس مع القوات البريطانية في مدينة العمارة، بعد ساعات من تعرض قاعدة الاحتلال البريطاني في المدينة إلى هجوم بقذائف الهاون. وأوضح الجيش البريطاني أن الاشتباكات وقعت عندما توجهت وحدة بريطانية إلى أحد أحياء المدينة في محاولة للقبض على مهاجمي القاعدة العسكرية. وقالت الشرطة العراقية إن المواجهات وقعت بين جنود بريطانيين وعناصر من جيش المهدي، التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر.
وقتل 18 عراقيا آخر أمس في هجمات متفرقة في بغداد وبعقوبة وفي مناطق كركوك والموصل شمالي العراق، فيما أعلنت وزارة الدفاع العراقية أن قواتها قتلت "إرهابياً" واعتقلت 42 من المشتبه بهم في عمليات دهم متفرقة خلال الساعات ال24 الماضية.
وكان 24 عراقياً قد قتلوا وأصيب عشرات آخرون أمس الأول، بينهم تسعة في هجوم بسيارة مفخخة في بغداد وخمسة في هجوم على محل لبيع اللحوم في الموصل ومسؤول في الحزب الإسلامي العراقي في الاسكندرية، فيما عثر على سبع جثث مجهولة الهوية تم انتشالها من نهر صغير في الصويرة جنوبي بغداد ورأسين مقطوعين في بعقوبة.
وأعلن جيش الاحتلال الأميركي، في بيان، مقتل جندي اميركي وإصابة آخر بانفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم ليل الخميس الجمعة غربي كركوك.

المصدر: وكالات