الاستخبارات الإسرائيلية تحذر من إلغاء الاتفاق النووي
بعد أسابيع على إعلان رئيس حكومة العدو الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وجود أفكار لديه حول كيفية إلغاء الاتفاق النووي مع إيران، حذّرت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من مفاعيل هذه الخطوة، لأنها ستؤدي إلى تحرير إيران من قيود الاتفاق، وإلى شرخ عميق بين واشنطن وبقية الدول العظمى، في الموقف منها. فمع تولي دونالد ترامب منصبه في البيت الأبيض، كشفت صحيفة «هآرتس» عن تقدير قدمته الأجهزة الأمنية إلى نتنياهو يفيد بأن إلغاء الاتفاق النووي مع إيران، يمكن أن يكون خطأً قاسياً.
وأوضحت «هآرتس» أن هناك خشية من أن يؤدي الإلغاء إلى شرخ عميق بين الولايات المتحدة والدول العظمى الأخرى، وفي مقدمتها روسيا والصين، وذلك في ما يتعلق بالموقف من «المشكلة الإيرانية». كما عبرَّت الأجهزة الأمنية عن خوفها من أن يؤدي التصادم بين واشنطن وطهران إلى خسارة الإنجازات الكامنة في الاتفاق لجهة التزام إيران الامتناع عن إنتاج أسلحة نووية، وتأخير البرنامج النووي لبضع سنوات ــ على الأقل ــ وتمديد الفترة الزمنية الفاصلة عن القفزة صوب إنتاج أسلحة من هذا النوع، من بضعة أشهر إلى نحو سنة.
ولفتت الصحيفة إلى أن للأجهزة الاستخبارية في تل أبيب انتقاداتها التي لا يستهان بها لجهة الفجوات والأخطاء الكامنة في الاتفاق، لكن بعد مضي نحو سنة ونصف من توقيعه تكوّن انطباع يقول إن الاتفاق مستقر، وإن طهران تلتزم كل بنوده. ويأتي تقدير الأجهزة الإسرائيلية بعد أسابيع من إعلان نتنياهو وجود «خمسة أفكار لديه على الأقل» حول كيفية إلغاء الاتفاق النووي، على أن يعرضها أمام ترامب خلال لقائهما.
في السياق نفسه، أوضحت «هآرتس» أنه في الوقت الذي يمتنع فيه كبار قادة الجيش عن التصريحات العلنية في مسألة الاتفاق، شدّد اثنان من رؤوساء الاستخبارات العسكرية السابقيْن والمتحرريْن من القيود (بحكم تقاعدهم من المنصب الرسمي)، وهما اللواء عاموس يادلين واللواء اهارون زئيفي فركش، على ضرورة أن تحذر إسرائيل من تشجيع ترامب على إلغاء الاتفاق.
يادلين، مثلاً، رأى أنه من الممكن إقناع ترامب بتفعيل قيود على نشاطات إيران في إنتاج الصواريخ الباليستية، وتقييد «تخريبها» الإقليمي ومساعدة المنظمات «الإرهابية»، في إشارة إلى فصائل المقاومة في لبنان وفلسطين. وحذر يادلين من أن إلغاء الاتفاق «سينزع الشرعية عن مواقفنا في المجتمع الدولي؛ وعندما سيؤدي ذلك إلى مواجهة مع إيران، فإن الدول العظمى الأخرى ستتهمنا بأننا دفعنا ترامب إلى ذلك، ولن تقف إلى جانبنا».
كذلك، توافق فركش مع يادلين في إمكانية الضغط على إيران بسبب تجاربها الصاروخية، كما أشار إلى ضرورة أن يقترح نتنياهو على ترامب تجنيد الكونغرس إلى جانبه في المصادقة على قرار يمنح الرئيس الأميركي الصلاحيات للعمل بكل الوسائل المطلوبة في حال خرق الاتفاق، لافتاً إلى أنه «لا يوجد حالياً سبب لإلغاء الاتفاق رغم عيوبه... البديل الصحيح يكمن في مسار أميركي ــ إسرائيلي منسق في معالجة الخروق الإيرانية خلال الاتفاق، وأيضا في الإزالة التدريجية للقيود على طهران، بعد نحو تسع سنوات».
علي حيدر
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد