الاعتراضات الإسرائيلية الأربعة على الحوار الأمريكي - الإيراني
الجمل: وصلت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إلى إسرائيل ليلة الاثنين وتقول المعلومات أن الوزيرة الأمريكية ستجري حواراً مع الإسرائيليين حول ملف عملية سلام الشرق الأوسط وملف البرنامج النووي الإيراني.
* الدبلوماسية الاستباقية الإسرائيلية وملف البرنامج النووي الإيراني:
نقلت التسريبات أن الإسرائيليين يسعون حالياً باتجاه محاولة إدارة ملف الحوار الأمريكي – الإيراني وبكلمات أخرى كانت تل أبيب تدفع خلال فترة إدارة بوش الجمهورية باتجاه الآتي:
• عدم حدوث أي تفاهم أمريكي – إيراني مباشر.
• تعزيز الذرائع لدفع أمريكا باتجاه ضرب إيران.
لكن وبعد صعود إدارة أوباما الديمقراطية بدا واضحاً أمام الإسرائيليين بأن التفاهم الأمريكي – الإيراني المباشر سيحدث لا محالة وبالتالي لابد لتل أبيب من إعادة ترتيب أورقاها لجهة التعامل مع الأمر الواقع.
تقول المعلومات أن الخبراء الإسرائيليين فرغوا من إعداد الآليات التي ستستخدمها تل أبيب لجهة السيطرة على مجريات وتطورات الحوار الأمريكي – الإيراني المباشر، وأشارت المعلومات أن تل أبيب ستتفاهم مع وزيرة الخارجية الأمريكية كلينتون حول ضرورة اعتماد هذه الآليات والتشديد في التأكيد عليها باعتبارها تمثل خارطة طريق واشنطن – تل أبيب المشتركة لجهة التعامل مع طهران، وسيستند الإسرائيليون على اتفاقية العلاقة الاستراتيجية الأمريكية – الإسرائيلية التي تلزم واشنطن بالتفاهم المسبق مع تل أبيب قبل اتخاذ أي قرار أو خطوة تتعلق بملفات السياسة الخارجية الأمريكية الشرق أوسطية.
* دبلوماسية واشنطن في مواجهة الإملاءات الإسرائيلية:
أشارت التسريبات إلى أن خبراء وزارة الخارجية الإسرائيلية وخبراء وزارة الدفاع أكملوا إعداد القيود والآليات التي يجب أن تلتزم بها واشنطن في التعامل مع طهران وتقول المعلومات والتسريبات أن نتينياهو زعيم حزب الليكود الإسرائيلي أسهم بقدر كبير في إعداد هذه المحددات والقيود على أساس اعتبارات أنه سيكون رئيس الوزراء الإسرائيلي المرتقب.
ستقوم تل أبيب بتسليم وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون وثيقة تتضمن أربعة نقاط أطلق عليها الخبراء الإسرائيليون تسمية "الخطوط الإسرائيلية الأربعة الحمراء" التي تحدد لوزيرة الخارجية الأمريكية وإدارة أوباما السقف المسموح به إسرائيلياً للتعامل الأمريكي المرتقب مع إيران وهذه الخطوط الحمراء هي:
• إجراء أي حوار مع إيران يجب أن يكون مسبوقاً ومصحوباً بفرض عقوبات أكثر تشدداً عليها، بحيث تكون هذه العقوبات ضمن أو خارج سياق مجلس الأمن الدولي وإلا فإن المحادثات ستفهم بواسطة إيران والمجتمع الدولي باعتبارها قبولاً بالبرنامج النووي الإيراني.
• قبل بدء أي حوار مع إيران يجب على الولايات المتحدة الأمريكية أن تضع خطة عمل مع روسيا والصين وفرنسا وألمانيا وبريطانيا لجهة تحديد ما الذي يتوجب القيام به في حالة فشل الحوار. وعلى وجه الخصوص يجب أن يكون هناك اتفاق يؤكد على ضرورة فرض المزيد من العقوبات الدولية الأكثر تشدداً في حال فشل الحوار.
• يجيب تحديد جدول زمني للحوار، من أجل حرمان إيران من الاستفادة من مزايا كسب الوقت لإكمال برنامجها النووي والحوار يجب أيضاً أن يكون محدداً ضمن مفهوم "الفرصة لمرة واحدة" لإيران أو الفرصة الأخيرة لإيران.
• يجب تحديد التوقيت بشكل دقيق وعلى الولايات المتحدة أن تأخذ في الاعتبار مدى فائدة وجدوى إجراء الحوار مع إيران قبل الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي سيتم إجراؤها في شهر حزيران 2009 القادم.
تمت صياغة الوثيقة بطريقة تتضمن نقل الإشارة بحيث تقرأ واشنطن مضمونها بشكل واضح وحاسم وحاول الإسرائيليون استخدام بعض العبارات التي تهدف إلى تحقيق وطأة الإملاءات الإسرائيلية وذلك من خلال توصية تقول بأن إسرائيل تعتمد وتنتهج توجهاً إيجابياً إزاء الحوار الأمريكي – الإيراني المرتقب ولكن إسرائيل –في الوقت نفسه- تفترض ضرورة أن تطبق واشنطن الأساليب التي تقلل ما ينظر إليه الإسرائيليون باعتباره خطراً يهددهم من جراء دخول واشنطن في مثل هذا الحوار مع إيران وفي مثل هذا الوقت!!
* المنظور الإسرائيلي للحوار الأمريكي – الإيراني:
بعد إعداد النقاط التي شكلت الخطوط الحمراء الإسرائيلية الأربعة لأمريكا تمت الموافقة النهائية عليها بواسطة:
• الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز.
• رئيس الوزراء الحالي إيهود أولمرت.
• وزيرة الخارجية تسيبي ليفني.
• وزير الدفاع الجنرال باراك.
• رؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
• بنيامين نتينياهو. زعيم الليكود والمكلف تشكيل الحكومة الائتلافية الجديدة.
وتقول التسريبات والمعلومات أن الإسرائيليين برغم اتفاقهم على الالتزام بالتمسك بهذه النقاط الأربعة في لقاءاتهم مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون وبقية المسؤولين الأمريكيين فإن قادة المؤسسة العسكرية – الأمنية الإسرائيلية ينظرون إليها بشكل مختلف:
• الجنرال عاموس بادلين رئيس المخابرات العسكرية (أمان) ومعه معظم القادة الأمنيين يرون أن الحوار الأمريكي – الإيراني باعتباره فرصة وليس تهديداً وبالتالي فإن النقاط الأربعة تمثل مجرد احترازات تندرج ضمن مفهوم الأمن السياسي الخارجي الإسرائيلي الوقائي.
• الجنرال باراك وزير الدفاع ومعه معظم القادة العسكريين ينظرون للحوار الأمريكي – الإيراني باعتباره يشكل تهديداً ينطوي على المخاطر وبالتالي فالنقاط الأربعة تمثل بالنسبة لهم وسيلة استباقية للقضاء على خطر الحوار الإيراني – الأمريكي.
تقول المعلومات الحالية بوجود بعض الخلافات بين التخمينات الاستخبارية الإسرائيلية والتخمينات الاستخبارية الأمريكية حول القدرات النووية الإيرانية:
• يقول الأمريكيون أن إيران تملك في الوقت الحالي مخزونات من اليورانيوم تكفي لصناعة القنبلة النووية.
• يقول الإسرائيليون أن إيران سوف لن تصل إلى المخزون الكافي لصناعة القنبلة النووية إلا بحلول عام 2009 الحالي أو بدايات عام 2010 القادم.
على هذه الخلفية فإن التخمينات الإسرائيلية تسعى إلى تشكيل الخلفية التي تقول بطريقة غير مباشرة أنه يتوجب على أمريكا القضاء على البرنامج النووي الإيراني خلال الجزء المتبقي من هذا العام حصراً.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد