الاندبندنت: السياسة البريطانية حول سورية أفلست ولم يلاحظ ذلك أحد

15-12-2013

الاندبندنت: السياسة البريطانية حول سورية أفلست ولم يلاحظ ذلك أحد

قالت صحيفة الاندبندنت البريطانية في عددها الصادر اليوم في تحليل بعنوان "السياسة البريطانية حول سورية أفلست ولم يلاحظ ذلك أحد" للكاتب باتريك كوكبيرن إن "الجيش الحر" و"الائتلاف المعارض" فقدا مصداقيتهما وقد غير بعض "المسلحين" التابعين "للجيش الحر" ولاءاتهم أو لاذوا بالفرار أمام التنظيمات المرتبطة بتنظيم القاعدة مشيرة إلى أن تركيا أغلقت الحدود التي تسيطر على الناحية الأخرى منها تنظيمات مسلحة متطرفة.

وأضافت الصحيفة "أن الولايات المتحدة وبريطانيا أوقفتا المساعدات "غير القاتلة" إلى المجموعات المسلحة في شمال سورية لأن "المعارضة" أصبحت مجزأة تسيطر عليها القاعدة من خلال تنظيم "دولة الإسلام في العراق والشام" و"جبهة النصرة" و"الجبهة الإسلامية" التي تتألف من ستة أو سبعة تشكيلات عسكرية كبيرة يقدر عددها بـ 50 ألف مسلح بينما يبقى العامل الوحيد لتوحيدهم هو المال السعودي.

وكانت واشنطن ولندن أعلنتا الأسبوع الماضي تعليق ما سمتاه "المساعدات غير الفتاكة" للمعارضة السورية بعد استيلاء عناصر متطرفة على مستودعات أسلحة شمال سورية من بينها أسلحة أمريكية كانت قدمتها واشنطن إلى ما يسمى "الجيش الحر".

وعلى الفور أعلنت تركيا إغلاق المعابر الرئيسية للحدود مع سورية في مؤشر على خشيتها من نقل السلاح إلى الداخل التركي واستخدامه في مراحل لاحقة في خطوة تؤكد لو أنها تحرص على أمن سورية لأغلقت الحدود منذ زمن طويل ومنعت دخول الإرهابيين ودخول السلاح إلى سورية عبر أراضيها.

وأوضحت الصحيفة أن السعوديين بقوا إلى حد ما في الخلفية فيما يتعلق بتمويل "المجموعات المسلحة" فيما لعبت قطر دورا رائدا فيه بالتعاون مع تركيا ولكن فشل المسلحين في تحقيق أهدافهم وغضب أميركا من سماح القطريين والأتراك بوصول المساعدات إلى "المتطرفين" أدى إلى تغيير مهم في هذا الصيف عندما تسلمت السعودية زمام الأمور من قطر كداعمة رئيسية للمجموعات المسلحة.

وأشارت الصحيفة إلى أن خير دليل على كيفية تسلم السعودية زمام الأمور من قطر ما كشفه أحد متزعمي المجموعات المسلحة يدعى "صدام الجمل" والذي قال إن هناك "مخابرات خليجية ودولا عربية أخرى كالمخابرات الأردنية ومخابرات غربية تشترك في اجتماعات الأركان والمجالس العسكرية وكل المخابرات تكون موجودة" وراعية لمشروع "الجيش الحر" كما أكد أن الدول الداعمة والراعية للمشروع تقوم بتقديم أموال طائلة للمجلسين "العسكري والثوري" على حد تعبيره.

وكانت صحيفة الاندبندنت كشفت في وقت سابق من الشهر الحالي عن أن سلطات آل سعود لعبت دورا أساسيا في تأسيس مجموعات إرهابية متطرفة مما يسمى "جهادية" والحفاظ عليها لأكثر من 30 عاما.

وقالت الصحيفة في مقال بعنوان "أصدقاؤنا السعوديون يمولون القتل الجماعي في الشرق الأوسط" إنه بالرغم من التصميم المفترض من الولايات المتحدة وحلفائها لخوض "الحرب على الإرهاب" فإنهم قاوموا بشدة ما يتعلق بالضغط على السعودية وأنظمة الحكم الملكية في الخليج لوقف تمويل "الجهاديين".

كما اعتبر موقع اوسيرفير الالكتروني التشيكي أن التصريح الأخير للرئيس السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية مايكل هايدن حول سورية بأن الأفضل بين السيناريوهات لنهاية الأزمة فيها هو انتصار سورية يمثل "تحولا ملموسا جدا" في الموقف الأمريكي منذ بدء الأزمة مشيرا إلى أن قرار الولايات المتحدة تعليق مساعداتها لـ "المعارضة السورية" يعكس إدراك الأمريكيين لعدم قدرتهم على "تحقيق الانتصار في سورية".

و بين الموقع في تحليل له أن ما وراء تصريح هايدن وإعلان الأمريكيين تعليق مساعداتهم لـ "المعارضة" ليس "صحوة أمريكية مفاجئة أو إدراك وجوب عدم تدخل الولايات المتحدة في الشأن الداخلي السوري" وإنما هو "إدراك الأمريكيين أنهم لا يستطيعون تحقيق الانتصار في سورية وأن السيناريو الذي أعدوه غير قابل للتنفيذ وهو قلب الأوضاع في سورية من دون أي عقاب".

و رأى الموقع أن "الولايات المتحدة قد تعرضت في سورية لأول مرة منذ عشرات السنين لهزيمة شنيعة في تحقيق شهواتها الإمبريالية" مؤكدا أن "العالم بدأ بالتغير نحو الأفضل" وأنه على الرغم من أن هذا الأمر هو الخطوة الأولى إلا أنها خطوة هامة جدا.

وأكد الموقع أن الأمريكيين أخفقوا في سورية تماما و أنهم لن ينجحوا بعد الآن في أي مكان آخر بسبب المواقف الواضحة والمبدئية لروسيا الاتحادية ولاسيما للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف.

وكان هايدن الذي شغل منصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية بين عامي 2006و2009 و مدير الوكالة الوطنية للمخابرات الأميركية بين1999و 2005 عرض في كلمة أمام المؤتمر السنوي السابع حول الإرهاب الذي نظمه مؤخرا معهد جيمس تاون ثلاثة سيناريوهات لمسار الحرب الإرهابية الكونية التي تشن على سورية معتبرا أن انتصار سورية سيكون الخيار الأفضل بين هذه السيناريوهات لنهاية الأزمة فيها لافتا إلى أن "الوضع يتحول كل دقيقة إلى أكثر فظاعة" حسب تعبيره.

وتابع.. "إن سيناريو آخر محتملا هو استمرار المعارك إلى ما لا نهاية" محذرا من أن الكلفة الأخلاقية والإنسانية لهذه الفرضية ستكون باهظة جدا.

وأوضح هايدن أن "القصة هي أن ما يجري في هذا الوقت في سورية هو سيطرة المتطرفين على قسم كبير من جغرافيا الشرق الأوسط".. مضيفا "هذا يعني انفجار الدولة السورية والشرق".

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...