الانسحاب الأميركي من سورية.. ما الذي تخطط له واشنطن؟
كشفت تصريحات نائب قوات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن بذريعة محاربة «داعش» خلال الزيارة التي قام بها اليوم الثلاثاء، إلى مدينة الرميلان ولقائه عدداً من قادة ميليشيات «قسد» الغطاء عن حقيقة التحركات الأخيرة للقوات الأميركية في سورية، وانسحاب عشرات الأرتال العسكرية من عدد من النقاط غير الشرعية التي تحتلها.
نائب قائد قوات التحالف الدولي كيفن كوبسي، أكد خلال مؤتمر صحفي له، عدم وجود أي تنسيق روسي أميركي حول محاربة «داعش»، حيث إن الاتصالات بين الجانبين مازالت مقتصرة على منع التصادم الذي سبق أن حصل خلال الفترة الماضية، كاشفاً عن عدم وجود أي خطط للانسحاب من سورية خلال المرحلة الحالية، وأن كل ما يجري هو تغيير في الخطط الميدانية من خلال إعادة الانتشار.
التصريح الأميركي الأحدث وضع حداً لكل التكهنات التي ربطت بين تصريحات وزير الدفاع الأميركي كريستوفر ميلر، حول ضرورة سحب القوات الأميركية من أفغانستان والشرق الأوسط، وبين انسحاب الأرتال الأميركية من نقاطها غير الشرعية في سورية، لكن الإشارة إلى عدم وجود خطط للانسحاب في «الوقت الحالي»، فتحت الباب أمام سيناريوهات ربما يجري التحضير لها أميركياً قبيل أي خطوة انسحاب محتملة في مرحلة قادمة.
مصادر ميدانية في محافظة الحسكة كشفت عن تحركات وتدريبات تجري في قاعدة «هيمو» غير الشرعية غرب القامشلي، على يد القوات الأميركية لعشرات المسلحين بهدف تحضيرهم لتنفيذ عمليات عسكرية تضمن تنفيذ الأجندات الأميركية التي يجري التخطيط لها للمرحلة القادمة.
المصادر الميدانية ذاتها أشارت أيضاً إلى سعي أميركي مستميت للوصول نحو توافق كردي كردي، يفضي إلى اتفاق يضمن المصالح الأميركية في المنطقة، في حال اتخاذها قراراً بالانسحاب من سورية، ويضمن أيضاً انتشار قوات البشمركة على الحدود السورية التركية، بما يمنع وصول الجيش العربي السوري وحليفه الروسي إلى تلك الحدود، وهو الأمر الذي توافق عليه تركيا الراغبة بطرد مقاتلي حزب العمال الكردستاني من على الحدود بأي ثمن.
مصادر ربطت بين هذه السيناريوهات وبين الحشود التركية المتواصلة على الحدود السورية التركية من جهة بلدة عين عيسى والدرباسية ورأس العين، حيث تقف هذه القوات على أهبة الاستعداد لشن عملية عسكرية، لا يبدو أنها حصلت حتى اللحظة على موافقة روسيا، باعتبار أن الجانبين تربطهما سلسلة توافقات يتحدد بموجبها حجم ومدد البقاء التركي داخل الأراضي السورية، وهو ما تسعى أنقرة لمحاولة تغييره أو تعديله على مبدأ تسليم مناطق في إدلب وشمال حلب مقابل الدخول لعين عيسى والدرباسية وغيرها، الأمر الذي يبدو غير مطروح على الطاولة الروسية حتى الآن.
المصادر الميدانية أكدت أن المشهد في شمال شرق سورية مقبل على مزيد من التعقيد، خصوصاً مع وصول الإدارة الأميركية الجديدة، التي بدت نسخة مكررة عن إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، حيث إن أي انسحاب أميركي سيبدو مرهوناً بتكريس أمر واقع ميداني سيكون من الصعب تغييره لاحقاً بالطرق السياسية المعهودة.
سيلفا رزوق
إضافة تعليق جديد