البنتاغون وفن إدارة النزاعات واستثمارها وتصديرها إلى العالم

14-09-2006

البنتاغون وفن إدارة النزاعات واستثمارها وتصديرها إلى العالم

الجمل:  الخارطة الحالية لجغرافية النزاعات تشير إلى وجود بؤر التوتر والنزاع الآتية:
- أفغانستان، وشبه القارة الهندية.
- منطقة البلقان.
- منطقة شرق المتوسط
- الصومال ومنطقة القرن الأفريقي.
- إيران ومنطقة بحر قزوين.
- العراق ومنطقة الخليج العربي.
- جنوب السودان ومنطقة البحيرات العظمى الأفريقية.
- دارفور في غرب السودان، ومنطقة حوض تشاد ونيجيريا.
قيام الإدارة الأمريكية باستهداف هذه المناطق اقتصادياً، وسياسياً وعسكرياً سوف يكون أمراً باهظ التكلفة إن لم يكن مستحيلاً، كذلك حتى إذا وافق الرأي العام الأمريكي على أجندة الهيمنة الأمريكية التي يطرحها مشروع القرن الأمريكي الجديد، فإن التكاليف المادية والبشرية الكبيرة المترتبة على التدخل في هذه المناطق سوف تدفع الشعب الأمريكي إلى أن يغير رأيه، إضافة إلى أن الرأي العام الأمريكي قد أصبح حالياً بالأساس أكثر تهيؤاً لرفض مشروع الحرب الأمريكية الشاملة الذي تدعمه وتتبناه إدارة الرئيس الحالي جورج دبليو بوش، وقد بدأت أولى مؤشرات ذلك بإسقاط النائب ليبرمان في الجولة الأولى لانتخابات الكونغرس، الذي كان من أبرز مؤيدي الحرب ضد العراق، وفوز منافسه المؤيد للانسحاب الأمريكي من العراق، وقد اعتبر المراقبون نتيجة هذه الانتخابات بمثابة نذير شؤم لإدارة بوش والمحافظين الجدد، ثم جاءت بعد ذلك هزيمة القوات الإسرائيلية على يد حزب الله في جنوب لبنان، والتي يعتقد الكثيرون أنها قد كسرت ظهر لوبي هرمجدون الذي ظل ينشط البلدان الغربية في الحملة ضد إيران وقرع طبول الحرب ضدها.
قرر البنتاغون اللجوء إلى سياسة تصدير الأزمات، متأثراً بأسلوب وزارة الخزانة الأمريكية، والتي ظلت خلال فترة نصف القرن الماضي التي أعقبت الحرب العالمية الأولى تتقن تماماً عملية القيام بتطبيق لعبة تصدير الأزمات الاقتصادية، من داخل أمريكا إلى خارجها، ففي طريق اتفاقيات برايتون وودز، نجح الأمريكيون في تحويل الكساد والركود الاقتصادي الذي كان يهدد الاقتصاد الأمريكي، وذلك على النحو الذي جعل الاقتصاديات الأوروبية الغربية تدفع بالكامل تكاليف خسائر الاقتصاد الأمريكي، وأيضاً تكاليف التنمية الاقتصادية الأمريكية في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية.
الآن، يحاول البنتاغون (وزارة الدفاع الأمريكية) على غرار ما تقوم به وزارة الخزانة الأمريكية، تصدير الأزمات الأمريكية العسكرية إلى بلدان العالم الأخرى، على النحو الذي يجعل هذه البلدان تتحمل خسائر الحملات العسكرية الأمريكية.
المخطط الأمريكي الذي وضعه البنتاغون يمكن استعراض أبرز ملامحه على النحو الآتي:
- استخدام قوات حلف الناتو بدلاً عن القوات الأمريكية في أفغانستان، بحيث تقوم دول الناتو الأخرى بتوفير القوات والعتاد والتمويل.
- استخدام قوات مجلس الأمن الدولي في دارفور، بحيث تقوم الدول الغربية بتوفير القوات والعتاد والتمويل.
- استخدام قوات الاتحاد الأفريقي في الصومال، بحيث تقوم الدول الأفريقية بتوفير القوات، ويقوم حلفاء أمريكا الغربيين بدفع التكاليف وشراء العتاد.
- استبدال القوات الأمريكية في العراق بقوات دولية، متعددة الجنسيات بحيث يوفر حلفاء أمريكا الغربيين القوات، وتوفر الدول العربية النفطية التمويل.
- الاعتماد على القوات الدولية في الحدود اللبنانية- الإسرائيلية والعمل من أجل توريطها في الصراع اللبناني الداخلي، على النحو الذي يؤدي إلى توريطها في تداعياتها الإقليمية خارج لبنان، وما هو واضح حتى الآن أن أمريكا لن تساهم في هذه القوات، والتي تدفع تكاليفها، وكل ما سوف يحدث أن هذه القوات الغربية سوف يتم تمويلها بوساطة البلدان الغربية، بحيث تعمل بالكفاءة والفعالية اللازمة في تأدية دورها ضمن السيناريو الفرعي للمشروع الإسرائيلي- الأمريكي لمنطقة شرق المتوسط.
تطبيق مخطط البنتاغون لنقل وتصدير الأزمات العسكرية الأمريكية سوف يؤدي إلى تقليل الضغوط داخل أمريكا التي يمكن أن تنشأ من جراء تصاعد الحرب، وأيضاً سوف يقلل من نفقات وزارة الخزانة الأمريكية، إضافة إلى أنه يحقق لأمريكا واحداً من أهم أهدافها النبيلة، والذي يتمثل في القيام بعملية ابتزاز الآخرين، وجعلهم يدفعون المال، من أجل تمويل سفك دماء أبنائهم في الحرب الخارجية نيابة عن أمريكا وخدمة لمصالحها.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...