البوطي: قدوم شهر رمضان الكريم يدعونا إلى التمسك بالحق لمواجهة ما يخططه لنا الأعداء
أوضح العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي رئيس اتحاد علماء بلاد الشام أن قدوم شهر رمضان الكريم يدعونا إلى التمسك بالحق والمحبة لمواجهة ما يخططه لنا أعداء الأمة مؤكدا اعتزاز أبناء سورية بجيشهم الباسل المناط به اليوم مهام جسام بمواجهة جميع التحديات الداخلية والخارجية لتبقى سورية رمز الشموخ والإباء ورسالة الحق المبين.
وقال البوطي في خطبة الجمعة: يا عباد الله إن هي إلا ساعات ولسوف نستقبل ويستقبل العالم الإسلامي كله شهر رمضان المبارك وسنستقبله وأنا على يقين أنه يحمل في طيه بشائر الفرج بعد شدة واليسر بعد العسر.. أقول إنني على يقين بذلك ولا غرو فإن الله عز وجل يقول فيما يرويه رسول الله عن ربه في الحديث القدسي أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء فكيف إذا كان الأمر يقينا وليس ظنا".
وأضاف البوطي: هذا ما سيحمله لنا شهر الله المعظم من البشائر فما الذي ستحملون له وأنتم تستقبلونه من الهدايا.. لو سألنا هذا الشهر المعظم عن خير هدية ينبغي أن نتقدم بها إليه لكان الجواب الهدية الوحيدة التي ينتظرها منا هي التوبة النصوح أولا إلى الله ثم القيام بحقوق هذا الشهر المتمثل في صيام أيامه وقيام لياليه.. نعم هذا هو المطلوب منا جميعا وأدعو نفسي وأولي الأمر بكل فئاتهم وجيشنا وهذه الأمة جمعاء.
وتوجه البوطي بالتعزية إلى دولتنا العربية السورية الإسلامية وإلى جيشنا الشامخ في إيمانه المعتز بقوته المخلص لأمته المتسامي على التبعية الذليلة لأعدائه قائلا: "أتوجه إليه وإلى دولتنا العربية والإسلامية بالتعزية إذ ودعوا بالأمس دعائم ثلاثا هي أركان لا في الجيش فقط بل هي أركان كانت راسخة في بناء دولتنا العربية الإسلامية كلها.. لقد شاء الله عز وجل أن يرحلوا إليه وهو قضاء قضاه الله سبحانه وتعالى ولكنها التعزية التي ندبنا إليها".
وأضاف البوطي: "إذا كنت أريد أن أقول كلمة دقيقة في بيان الدافع إلى هذه الجريمة التي حبكت ولا أقول التي ذهبت بأرواح هؤلاء لا هو قضاء قضاه الله عز وجل ولكن أقول إن الدافع لا يتمثل في خطة أو جزء من خطة مرسومة ابتغاء الوصول إلى غاية أو هدف ولكن الدافع يتمثل فيما يسميه الفقهاء بحركة المذبوح.. أرايتم الحركة العشوائية التي تقفز على غير هدى من الحيوان المذبوح قبل أن تخرج منه الروح.. هذه الجريمة إنها كانت من نوع الحركات العشوائية التي يتخبط فيها اليائسون يدفعهم يأسهم وتدفعهم أحقادهم إلى أن يتصرفوا على غير هدى".
وتوجه البوطي إلى رجال الجيش قائلا: "إنكم تتحملون اليوم تبعة لا أظن أن في جيوش العالم بل في دول العالم من تحمل مثلها قبل اليوم ولقد عدت إلى التاريخ القصي القديم والحديث فلم أعثر على جيش في دولة قد تحمل هذه التبعة إلى اليوم وشاء الله عز وجل أن يتحملها جيشنا" مشيرا إلى أن هذه التبعة تتمثل في حرب كونية فعلا تتجه إليه من أطراف العالم أجمع تستعمل فيه الأسلحة المادية والمعنوية والالكترونية والإعلامية.
وأضاف البوطي: " أمام هذه التبعة الخاصة المتميزة التي يتحملها جيشنا اليوم ينبغي بالمقابل أن يتحلى بمزية تتكافأ مع هذه التبعة ويتكون منهما ميزان عدل متكافئء وهذه المزية تتلخص في أن ما يتمتع جيشنا بها من الجبهة الناصعة الشامخة ولابد من أن يتوج هذا الشموخ بذل العبودية لله ولابد أن يتوج هذا الشموخ بذل السجود لمولانا وخالقنا جل جلاله وعندئذ يتحقق ما نصبو إليه ويضرب هذا الجيش المثل الأعلى في التعالي والتغلب على سائر القوى التي تتوافد إليه من شرق وغرب وشمال وجنوب ويستطيع أن يحقق الخوارق والمعجزات لا بل سيخلق الله عز وجل على يديه الخوارق والمعجزات".
وقال البوطي: "أنا أعتز بجباههم المرتفعة الشامخة التي لم تهن في يوم من الأيام لعدو ولم تركن إلى لذة طعام أو شراب يخدع بها كما يخدع الآخرون وأقول لهم إنكم إن ارتبطتم بالله جعلتم من ثغوركم محاريب ترتبطون فيها بالله عز وجل تستنزلون النصر منه بذل عبوديتكم لله فإن الله عز وجل يتجلى عليكم عندئذ بقاهريته وانتقامه وجبروته.. فإذا جرأتم الأعداء أيا كانوا فإنهم لن يروا في أشخاصكم بشرا من الناس ولكنهم سيرون في أشخاصكم جبروت الله وقاهريته وجبروته ولسوف يكون هذا أعتى سلاح تستعملونه من حيث تدرون أو لا تدرون للنصر العاجل الذي سيكرمكم الله به" مستشهدا بقول الله تعالى "فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى" وقوله تعالى "قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزيهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين".
وأكد البوطي.. هكذا يدخل الله الرعب في قلوب أعداء الله عز وجل في هذا السلاح.. إنه أمضى سلاح لاسيما في هذا المنعطف الذي نمر به اليوم متوجها الى كل فرد من جيشنا الذي يعتز به بأنه لم يدن إلى عدو إلى اليوم بالقول " بعد هذا أنا الضامن بأن الله عز وجل سيكرمنا جميعا بأعاجيب النصر.. بخوارق النصر والتأييد".
المصدر: سانا
إضافة تعليق جديد