التخلي الأميركي عن ميليشيات المنطقة مستمر
مع وصول مسلسل التخلي الأميركي عن ميليشيات جنوب سورية، إلى محطة وقف دعمها بالطحين، انضم الأردن إلى هذه المساعي والنصح بعدم خرق اتفاق «منطقة التصعيد»، زاعماً أن القوافل التي اشتبهت فيها روسيا، وتصل للمسلحين ما هي إلا قوافل مساعدات أممية!، لكنه شدد بالمقابل على ضرورة الحفاظ على وحدة سورية.
والأسبوع الماضي وبعد العدوان الثلاثي على سورية، بعثت السفارة الأميركية في عمان رسالة إلى قادة ميليشيات «الجبهة الجنوبية» في ما يسمى «الجيش الحر»، طلبت منهم «الحرص الكامل على عدم إعطاء «النظام» وحلفائه أي فرصة للانقضاض عليكم أو يقوم في درعا والقنيطرة بما قام به في الغوطة الشرقية». وحذرتهم في حال «المبادرة في عمل عسكري ينتهك خفض التصعيد لن نستطيع أن ندافع عنكم، وإن بادر «النظام» بانتهاك الاتفاق سنفعل أقصى ما بوسعنا لوقف الانتهاك وضمان استمرار اتفاقية خفض التصعيد».
من جانبها نقلت قناة «العالم» الإيرانية أمس عن المتحدث باسم الخارجية الأردنية محمد الكايد، أثناء مؤتمر صحفي، تشديده على ضرورة الحفاظ على منطقة خفض التصعيد في جنوب سورية المتفق عليها بين الأردن وروسيا والولايات المتحدة، قائلاً: إن ذلك «حقن لدم الشعب السوري الشقيق وحماية لمقدرات سورية وخطوة نحو وقف شامل لإطلاق النار على جميع الأراضي السورية ونحو التوصل لحل سياسي يحفظ وحدة سورية واستقرارها وتماسكها ويقبل به الشعب السوري».
وعلق المسؤول الأردني على تصريحات المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا التي أعلنت أول من أمس أن قافلات سيارات يقال إنها محملة بمساعدات إنسانية تصل بشكل دوري إلى وادي نهر اليرموك جنوب سورية عبر الحدود مع الأردن تحت إشراف مباشر من الأميركيين، وقالت: «لكن في الحقيقية هذه الشحنات ليست مساعدات إنسانية».
وقال الكايد، تعليقاً على تصريحات نظيرته الروسية: إن هذه القوافل أممية ومحملة بمساعدات إنسانية وطبية مخصصة للسوريين حصراً، وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2165 وتحت إشراف مباشر من قبل منظمات الأمم المتحدة، حسب تعبيره، مشيراً إلى أن التنسيق الأردني الروسي الأميركي مستمر لضمان التزام أطراف الحرب في سورية باتفاق خفض التصعيد، وذلك عبر مركز عمّان الخاص بمراقبة نظام وقف إطلاق النار. وأشاد الدبلوماسي الأردني بـ«قوة العلاقات الثنائية (بين عمان وموسكو) التي تتطور في جميع المجالات والتي تتيح للبلدين نقاشاً واضحاً وصريحاً حول كل ما يجري في سورية».
وكانت زاخاروفا أيضاً أمس الأول لفتت إلى أن لديها معلومات تؤكد أن «الإرهابيين» جنوب سورية يعملون على إقامة نظام حكم ذاتي في المنطقة تحت إشراف الولايات المتحدة، وأضافت: «لقد رأيت التقارير بخصوص هذا الشأن ويمكنني أن أفيد بأننا أيضاً نملك هذه المعلومات، وهي تتوافق مع الحقيقة ونحن نرصد هذه التحركات».
إلا أن المتحدث الأردني أكد أن موقف الأردن كان ولا يزال سابقاً في دعم وحدة سورية الترابية وشعبها ورفض أي طروحات تتناقض مع ذلك، حسب قوله.في الأثناء ذكرت مواقع إلكترونية معارضة، أن الأوضاع في مناطق سيطرة الميليشيات جنوباً «تتفاقم» بعد قرار منظمة «فاب» الأميركية إيقاف منحة مادة الطحين عن أكثر من 700 ألف مستفيد هناك.
وأعلنت «فاب» مؤخراً في بيان لها، أنها أبلغت منظمة «وتد» في الأردن المسؤولة عن نقل وتوزيع الطحين في مناطق سيطرة الميليشيات في الجنوب أنها ستبدأ بتخفيض كميات الطحين المُقدمة لما يسمى «المجالس المحلية» (التي تتبع للميليشيات) في درعا والقنيطرة بدءاً من نيسان الحالي، على أن ينتهي عقد منح الطحين مع نهاية العام الجاري، ولن يتم تجديد المنحة مرة أخرى، وذلك بعدما قدمت المنظمة 2000 طن من الطحين شهرياً لتلك «المجالس» على مدار خمسة أعوام، وفقاً للمواقع.
من جهتها، عبرت «وتد» عن أسفها في بيان «لهذا القرار الصادر من الجهة المانحة» لكنها زعمت أنها «تتفهم أن هذا المشروع كان منحة وطبيعة المنح أن تنتهي».
ويأتي وقف الطحين بعد أشهر من إعلان وقف دعم ميليشيات الجنوب بالسلاح وهو ما اعتبره مراقبون «تخلٍ عن المسلحين الذين اقترب دورهم من النهاية مع احتمال قيام الجيش العربي السوري بعملية ضدهم خلال العام الجاري».
الوطن - وكالات
إضافة تعليق جديد