التطورات الجديدة في حملة استهداف إيران
الجمل: تقول المعلومات الواردة من الكونغرس الأمريكي، بأن عناصر اللوبي الإسرائيلي قد بدأت تحركاً جديداً، داخل مجلس النواب والشيوخ الأمريكيين، وذلك للبدء في تشكيل مسار أمريكي جديد في حملة استهداف إيران، بحيث تجد الإدارة الأمريكية الحالية، والإدارة الأمريكية القادمة نفسيهما ملتزمتان بالسير في المسارين:
• معطيات المسار الأول.. ومعطيات المسار الثاني:
يقوم المسار الأول على أساس اعتبارات أن تسعى الإدارة الأمريكية إلى قيادة الجهود الأمريكية والدولية الهادفة إلى استهداف إيران، بشكل مباشر يركز على:
- استخدام الحشود العسكرية الأمريكية والغربية.
- استخدام مجلس الأمن الدولي.
- استخدام وكالة الطاقة الذرية
- استخدام حلفاء أمريكا في العالم (كالمعتدلين العرب، والاتحاد الأوروبي)..
أما بالنسبة لمعطيات المسار الثاني الجديد، المتوقع اكتمال ترتيباته قريباً فيركز على قيام الإدارة الأمريكية باستهداف حلفاء إيران وذلك تحت مزاعم معاقبة كل من لا يلتزم بالعقوبات ضد إيران:
وتقول المعلومات، بأن الحملة الجديدة تتزعمها ثلاثة من منظمات اللوبي الإسرائيلي، وهي:
- مركز المشروع الإسرائيلي
- مركز سياسة الأمن
- لجنة الشؤون العامة الإسرائيلية- الأمريكية (الإيباك).
• التطورات الجديدة في حملة استهداف إيران:
يعتمد الكونغرس الأمريكي على قانون عام 2007 الذي يحمل الرقم (إس 970)، الذي نتج بفعل إضافة بعض التعديلات الجديدة على قانون عقوبات إيران الذي سبق أن تم إصداره في عام 1996م.
يتعلق مضمون هذه القوانين باستهداف الملف النووي الإيراني، وفرض العقوبات على إيران والبلدان والكيانات التي تتورط في التعامل مع البرنامج النووي الإيراني.
أما العريضة الجديدة، التي سبق أن قدمها مجلس النواب الأمريكي، عضو المجلس والنائب عن ولاية كاليفورنيا اليهودي الأمريكي: توم لانتوس، وبرغم موت لانتوس الذي حدث قبل شهرين، فإن بعض أعضاء مجلس النواب الأمريكي، الحلفاء للوبي الإسرائيلي واصلوا عملية تبني ودعم عريضة لانتوس.
حملت عريضة لانتوس لمجلس النواب رقم (إتش آر: 1400)، وقد قام مجلس النواب الأمريكي بالتصويت عليها مؤخراً وتمت إجازتها بأغلبية 397 مقابل 16 صوتاً معارضاً، كذلك بلغ عدد النواب الذي وقعوا على العريضة وعملوا من أجل تمريرها 70 نائباً من الجمهوريين والديمقراطيين على السواء ومن غرائب بنود العريضة:
- إلزام موسكو بوقف تعاونها وعلاقاتها مع إيران.
- عدم إعادة موسكو لعلاقاتها مع إيران إلا إذا تأكد الكونغرس الأمريكي بأن إيران قد تخلت تماماً عن طموحاتها النووية.
- فرض العقوبات ضد موسكو إذا لم تمتثل لقرار مجلس النواب الأمريكي.
- فرض العقوبات على الشركات الأمريكية التي لها علاقات مع شركات عالمية أخرى مرتبطة بإيران.
- معاقبة البلدان والشركات والمنظمات التي تتعامل مع إيران
• أبرز التداعيات المتوقعة:
وصف بعض الخبراء الأمريكيين، بأن القانون الجديد الذي سوف يصدره مجلس النواب الأمريكي ضد إيران، سيؤدي إلى الإضرار بجهود الإدارة الأمريكية المتعلقة بدبلوماسية البرنامج النووي الإيراني وذلك لأن:
- ممارسة الضغط على دول مثل روسيا والصين سوف تدفعها إلى المضي قدماً في التعاون مع إيران.
- ممارسة الضغط بهذه الطريقة على الشركات الأجنبية سوف تضر بمصالح الشركات الأمريكية، وذلك لأن كل الشركات الأجنبية ستعمل من أجل تفادي الدخول في الشراكة وعلاقات التعاون مع الشركات الأمريكية طالما أنها تتعرض للمزيد من القيود التي تحد من حرية عملها في الأسواق العالمية.
- ممارسة الضغوط الاقتصادية بهذه الطريقة سوف يضر بمصداقية أمريكا إيذاء مبدأ تحرير التجارة وحركة رأس المال وحرية انتقال السلع والخدمات والأفراد.. وبكلمات أخرى، سوف يترتب على هذا القرار قيام الحكومة الأمريكية بالتدخل في الاقتصاد والأسواق والتجارة بما يتنافى مع توجهات منظمة التجارة العالمية التي تتبناها أمريكا..
تشير التكهنات إلى أن تطبيق الحكومة الأمريكية لبنود القانون الجديد، سوف يكون على أساس مبدأ المعايير المزدوجة والكيل بمكيالين.. وبكلمات أخرى، سوف تختار وتنتقي أمريكا من تعاقبه وتغض النظر عن من لا تريد معاقبته.. ومعنى هذا أن بنود العريضة وإن كانت أكثر انفتاحاً في المضمون والمحتوى، فإن تطبيق الإدارة الأمريكية لها سيكون حصراً ضد خصوم إسرائيل في الشرق الأوسط مثل سوريا.. وغيرها من البلدان التي تحتفظ بعلاقات متوازنة مع إيران.
الجمل قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد