التعيين الأول في إدارة أوباما المقبلة:إسرائيلي يشرف على انتقال السلطة
أعلن في واشنطن امس، في سابقة سياسية، ان النائب الاميركي الاسرائيلي راحم عمانوئيل، سيتولى عملية الإشراف على المرحلة الانتقالية التي تمهد لتولي الرئيس المنتخب باراك أوباما السلطة في كانون الثاني المقبل، وذلك في وقت بدأت تتضح معالم الإدارة العتيدة مع بروز أسماء جديدة مرشحة لتولي المناصب الرئيسية فيها.
واقترح الرئيس المنتخب منصب الامين العام للبيت الابيض، على صديقه راحم عمانوئيل (٤٨ عاما)، وهو يمثل ايلينوي في مجلس النواب، ويعد خبيرا بالدهاليز السياسية في واشنطن وفي البيت الابيض حيث عمل من قبل مستشارا للرئيس بيل كلينتون. وأعلن عمانوئيل قبوله المنصب، ما يعني انه بات أول مسؤول رفيع المستوى يعين بعد يومين من فوز أوباما التاريخي في الانتخابات، على ان يتولى حاليا الإشراف على المرحلة الانتقالية.
وقال عمانوئيل، الذي كان مرشحا لان يكون الرئيس المستقبلي لمجلس النواب الاميركي، انه فكر طويلا في قبول هذا المنصب، خشية ان يؤثر عمله لساعات طويلة على عائلته وأطفاله الصغار. وقد سارع زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب جون بوهنر الى إصدار بيان بشأن تعيين خصمه منذ أمد بعيد، جاء فيه »هذا خيار يثير الاستغراب من الرئيس المنتخب الذي وعد بالتغيير في واشنطن وأن يجعل السياسة أكثر تحضرا وأن يحكم من الوسط«.
وقد عبرت الصحف الإسرائيلية عن ارتياحها لقيام أوباما باختيار راحم عمانوئيل في هذا المنصب، ناقلةً عن والده، بنيامين، الذي كان ينتمي إلى مجموعة »ايتسيل« السرية اليهودية القومية المتشددة التي خاضت حرب عصابات ضد القوات البريطانية قبل إعلان إسرائيل في ،١٩٤٨ قوله انه »من المؤكد انه (ابنه) سيؤثر على الرئيس ليكون مؤيدا لإسرائيل«، إذ »كيف يمكنه أن يترك ضميره خارج البيت الأبيض«، علما ان وزيرة الخارجية تسيبي ليفني ألمحت إلى احتمال وقوع خلافات مع الرئيس الاميركي الجديد حول ملف إيران النووي، بعدما اعتبرت ان الشرق الاوسط »منطقة تعتبر الحوار دليل ضعف«، في انتقاد لرغبة أوباما في محاورة إيران.
في موازاة ذلك، قال مساعدون لأوباما ان روبرت غيبس، الذي تولى إدارة الاتصالات والإعلام لحملة اوباما وعمل معه منذ فوزه في الانتخابات التمهيدية لمرشحي الحزب الديموقراطي لانتخابات مجلس الشيوخ في العام ،٢٠٠٤ قد يتولى منصب المتحدث باسم البيض الابيض.
وأعلن فريق أوباما، الذي يخطط لأن يمضي عطلة نهاية الأسبوع في منزله في شيكاغو على ان يتوجه الى هاواي الشهر المقبل لقضاء عطلة مع عائلته، ان اسم وزير المالية المقبل، سيعلن خلال الأيام المقبلة. وتتردد أسماء ١٤ شخصية لخلافة هنري بولسون من بينهم وزيرا خزانة سابقان في عهد بيل كلينتون، هما لورانس سامرز وروبرت روبين. كما يتردد اسمان آخران هما رئيس الاحتياطي الفدرالي في نيويورك تيموثي جثنر، والرئيس السابق للاحتياطي الفدرالي الاميركي بول فولكر.
وذكرت صحيفة »بوليتيكو« ان وزير الخارجية السابق في ولاية بوش الاولى كولن باول، مرشح لوزارة الدفاع او التعليم. لكن الاخير قال في مقابلة مع شبكة »سي ان ان« انه لا يسعى ولا يتوقع ان يعرض عليه منصب وزاري في ادارة اوباما بل ربما يساعد كمستشار. ومن المرشحين لوزارة الدفاع كذلك المستشار الرئيسي لاوباما خلال الحملة الانتخابية في أمور الدفاع ريتشارد دانزينغ الذي كان وزيرا للبحرية في عهد بيل كلينتون، ووزير الدفاع الحالي روبرت غيتس، الذي تردد انه قد يرفض المنصب في حال عرض عليه.
ويعقد أوباما، الذي أعلن امس فوزه بولاية كارولينا الشمالية (١٥ صوتا انتخابيا) التي لم يفز بها أي ديموقراطي منذ جيمي كارتر، اليوم الجمعة أول مؤتمر صحافي له بعد اجتماع مع فريق مستشاريه الاقتصاديين. ولم يوضح مساعدوه ما اذا كان سيعلن عن اي إجراءات او أسماء للتعيين في مناصب، مشيرين الى ان الرئيس الاسود وزوجته ميشال سيتوجهان أيضا إلى واشنطن الاثنين المقبل للقاء الرئيس جورج بوش وزوجته لورا في البيت الأبيض.
وقد أعلن بوش في مؤتمر صحافي بحضور المسؤولين والعاملين في البيض الابيض، انه سيناقش مع اوباما »قضايا جوهرية«، بينها السياسات العامة للولايات المتحدة والأزمة الاقتصادية والحرب في العراق، على ان يقدم له ولفريقه موجزاً عن مجمل الوضع على مدى الأيام الـ٧٥ المقبلة. وأضاف ان الدوائر الفدرالية في البيت الأبيض تعمل منذ أكثر من عام لتأمين انتقال سلس للسلطة، الذي اعتبر أنه يشكل »الأولوية لما تبقى من ولايتي الرئاسية«، شاكرا الفريق الذي عمل معه طيلة ولايتيه الرئاسيتين.
إلى ذلك، ذكرت مصادر في الحزب الجمهوري ان زعيم كتلة الجمهوريين في مجلس النواب روي بلانت، لن يسعى لتولي فترة اخرى هذا المنصب بعد الخسائر التي مني بها حزبه في الانتخابات. وبلانت هو ثاني عضو كبير في الحزب لا يسعى لتولي فترة اخرى في القيادة بعد آدم بوتنام، الذي قال انه لن يسعى الى إعادة انتخابه لتولي ثالث أكبر منصب، وهو رئيس مؤتمر الحزب الجمهوري.
وفي السياق، ذكرت صحيفة »نيويورك تايمز« ان الحملة الرئاسية للمرشح الجمهوري الخاسر جون ماكين، شهدت خلافات حادة في الآونة الأخيرة بين سيناتور اريزونا ومرشحته لمنصب نائب الرئيس سارة بالين. ونقلت عن مستشارين لماكين قولهم ان المرشّحين لم يكونا يتحدثان كثيراً في الفترة الأخيرة، وأن الحرب الداخلية تأجّجت يوم كشفت حاكمة ألاسكا عن طموحاتها الرئاسية، وتعززت بعد الحديث عن نفقات أزيائها وأسرتها، وعقب أدائها المزري في مقابلة على شبكة »سي بي أس« ورفضها تلقي المشورة من حملة ماكين.
من جهة اخرى، تلقى اوباما اتصالين هاتفيين من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت. وأعلنت الرئاسة الفرنسية ان الاتصال استغرق نصف ساعة وتمحور حول بحث الملفات الدولية الكبيرة ومنها الازمة المالية. واضافت ان الرئيس الفرنسي حرص خلال هذا الاتصال الذي اتسم »بحرارة بالغة« على ان يهنئ اوباما »تهنئة حارة« على »انتصاره الباهر«. وأوضحت ان »الزعيمين اتفقا على الالتقاء في مستقبل قريب جدا«.
بدوره، ذكر مكتب اولمرت ان الرجلين تحدثا »عن الحاجة الى مواصلة مسار السلام في موازاة الحرص على امن اسرائيل«. واضاف ان الاتصال تطرق ايضا الى »الصداقة بين اسرائيل والولايات المتحدة والحاجة الى تعميق هذه الصداقة وتقويتها«.
المصدر: وكالات
إقرأ أيضاً:
إضافة تعليق جديد